أقنع الروائي العراقي أحمد السعداوي، لجنة تحكيم النسخة السابعة من الجائزة العالمية للرواية (البوكر) بعمله الموسوم "فرانكنشتاين في بغداد"، ليؤكد مرة أخرى أن حظوظ الأقلام الجديدة في هذه المنافسة أكبر بكثير من الأسماء المشهورة في مجال الكتاب. بررت اللجنة المنظمة للجائزة اختيارها لرواية السعداوي من بين ست روايات وصلت إلى المرحلة النهائية، بالقول إن المؤلف استطاع أن يرسم الوضع العام في العراق من خلال استعارة شخصية فرانكنشتاين ووضعها في سياق عربي محلي يترجم الهواجس التي تؤرق الفرد في العراق، وكيف استحال وضعه أمام شبح الموت والانتقام والتفرقة العرقية والمذهبية. لقد أعجبت لجنة التحكيم بأسلوب السعداوي في صياغة جملة، ووصفه الدقيق والحميم للحظة الرعب ورسمه المفجع للإنسان الممسوخ الذي يتشكل من عدد من الجثث المعذبة أصحابها والتي تعود كجسد مضاعف القوى ولكن بلا روح لتتجول في المدينة المدمرة تريد الانتقام لنفسها. جائزة البوكر العربية لهذه السنة، أثبت مرة أخرى أنها قادرة على منح القراء العرب أعمالا جديدة ومميزة للقراءة الواسعة، وتقترح أيضا أعمالا بمواضيع متنوعة، كما هو الحال بالنسبة للنصوص الستة التي بلغت المرحلة النهائية في المنافسة. حيث تراوحت المواضيع بين وحش فرانكشتايني يروع شوارع بغداد بحثاً عن الانتقام، وأحلام أسرة الاختناق يهدد الأجيال الممتدة في مدينة حلب في "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" للروائي السوري خالد خليفة، وطبيب نفسي معذب يحقق في جريمة قتل في القاهرة خلال عهد مبارك لأحمد مراد بعنوان "الفيل الأزرق"، وثلاثة إخوة عراقيين يسعون إلى تحقيق الاستقرار ويعثرون على حيوات جديدة في الخارج في "طشّاري" لصاحبتها كجه جي، وامرأة مغربية تبحث عن زوجها الطيار المقاتل الذي اختفى منذ عقد.لقد تغلب السعداوي هذه السنة أيضا على عدد من الكتاب العرب المشهورين، مثل إلياس خوري، وهدى بركات، وربيع جابر، مرشحين ضمن القائمة الطويلة، ولكن لم يصل أي منهم للقائمة القصيرة ذات الروايات الست. وبدلاً من هؤلاء المشهورين، اختار الحكام عدداً من المؤلفين الجدد، ما نتج منه قائمة شبابية بشكل استثنائي. وحوت لجنة التحكيم لهذا العام، السعودي سعد البازعي، والعراقي عبدالله إبراهيم، الذي فاز عام 2014 بجائزة الملك فيصل لأعماله في الأدب العربي، كما أنه مستشار ثقافي في ديوان أمير قطر أيضاً، إضافة إلى زهور كرام من المملكة المغربية.