يبدو أن مسلسل الزيارات الوزارية الفاشلة مستمر مع ولاية الجلفة رغم تغير المسؤولين التنفيذيين وتغير نواب البرلمان وأعضاء المجالس المنتخبة ... حيث اتضح مرة أخرى أن الوزير الذي يأتي إلى عاصمة السهوب لا يعلن عن إجراءات صارمة ولا يجد من يعطيه المطالب الحقيقية وهو الحال مع قطاع البريد والمواصلات الذي يعاني عجزا في ميدان البريد والإتصالات السلكية من حيث تعداد الهياكل والموارد البشرية وأيضا تبعيته في التسيير إلى ولايات أخرى ... ونفس الأمر ينطبق على متعاملي الهاتف النقال الذين يتعاملون مع ولاية الجلفة بمنطق سوق استهلاكي وفقط بعيدا عن أي توسعة للوكالات التجارية وابرام عقود "السبونسور" ودعم قطاعات الرياضة والثقافة والتضامن بولاية الجلفة!! "الجلفة إنفو" كانت حاضرة خلال أطوار زيارة وزير البريد والإتصالات السلكية والسلكية، السيد "كريم بيبي تريكي"، والتي غاب عنها المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر ... وخلال مجريات الزيارة تنقل الوفد بين عين وسارة وعاصمة الولاية أين قُدّم عرض حول القطاع تلته ندوة صحفية قال فيها الوزير ما يريده هو دون أن يُتاح المجال لطرح أسئلة الصحفيين ... وهكذا لم تخرج الزيارة عن الطابع البروتوكولي الجاف مثل تدشين مشاريع شحيحة جدا على غرار ثلاث وكالات تجارية لاتصالات الجزائر بعين وسارة وعاصمة الولاية (حي 05 جويلية والقطب الحضري بربيح) مع بعض الملاحظات من لدن الوزير ولكن دون تقديم توجيهات صارمة بشأنها مثل اعترافه بضعف الكثافة البريدية (60%) بالولاية وضعف التغطية بموزّعات النقود (50%) ودعوته مسؤولي القطاع إلى ضمان التغطية بمكاتب البريد وان اقتضى الأمر كراء محلات المرقّين العقاريين مثل ديوان الترقية والتسيير العقاري لأن الولاية، حسب الوزير، بها عدد معتبر من السكان (1.745.288 نسمة) !! الوزير دشّن وكالة تجارية لمتعامل الهاتف النقال العمومي "موبيليس" بعين وسّارة فهل التزمت هذه الشركة بتوظيف أبناء المدينة في هذه الوكالة؟ الإجابة سيعرفها الوساريون عند التحاقهم بها ... وفي الحقيقة فإن موبيليس ما تزال بعيدة كل البعد عن فتح وكالات تجارية بدوائر ولاية الجلفة كما فعلته في ولايات أقل سكانا ومساحة مثل ولايات تيبازة (04 وكالات) والشلف (04) وغليزان (04) وبجاية (05) وميلة (04) ... يحدث ذلك رغم أن موبيليس تحصي بعاصمة السهوب رقما ضخما من المشتركين (1080275 مشترك) وبالتالي لديها مداخيل ضخمة تقدر بمئات الملايير سنويا وهو ما ينطبق على كل من شركتي جيزي (391045 مشترك) وأوريدو (130984 مشترك) ... ولكن التغطية الهاتفية وبالأنترنت ضعيفة حتى داخل عاصمة الولاية فما بالك بالطرقات الوطنية التي أعطى بشأنها الوزير تعليمات بضمانها على مستوى الطريق الوطني رقم 01 ولو باستعمال الطاقة الشمسية لسير هوائيات الهاتف النقال!! ورغم كثافة الوفد الجلفاوي وتنوعه ما بين تنفيذيين ومنتخبين فإن "بيبي تريكي" لم يجد من يُذكّره بتعهدات سلفه إبراهيم بومزار حين وعد أمام أعضاء مجلس الأمة في ديسمبر 2020 بأنه سيتم تركيب 05 هوائيات لمتعامل الهاتف النقال "موبيليس" في الجهة الجنوبية لولاية الجلفة منها 03 على مستوى الطريق الوطني رقم 01ب الرابط بين مسعد وولايات تقرت وغارداية وأولاد جلال والمغيّر ... وقد وعد بومزار وقتها بأنه سيتم بالطريق البلدي رقم 25 الرابط بين بلدية سلمانة (يقصد أم الخشب) وبلدية أم العظام "إنشاء محطتين قاعديتين للمتعامل موبيليس إلى جانب برمجة محطتين إضافيتين، سيتم الاعتماد في تنصيبهما وتشغيلهما على الطاقة الهجينة بسبب انعدام الطاقة" ... فماذا تحقق من تلك الوعود؟ ويبدو أن الوزير هو الآخر ليس له علم بأن "سلطة ضبط البريد والاتصالات الالكترونية" قد وجّهت إعذارات لمتعاملي الهاتف النقال بضرورة تغطية محاور الطرق والطرق السريعة منذ سنتين ... فكيف بقي الوضع على حاله إلى درجة أن الوزير الحالي مازال يوصي بالتغطية الهاتفية للطرقات الوطنية لا سيما منها ولاية الجلفة التي لديها 09 طرق وطنية (01، 01أ، 01ب، 46، 40،40ب، 89، 89أ، 102) وطرقات ولائية وبلدية تُعتبر بمثابة همزة وصل حقيقية تربط كل المناطق ببعضها من المتيجة إلى الونشريس والتل والحضنة والصحراء والهضاب العليا والسهوب!! وبالنسبة للوكالات التجارية لمتعاملي الهاتف النقال فأن كُلا من موبيليس وجيزي لديها 03 وكالات في حين أن شركة أوريدو لديها وكالتان فقط رغم شساعة الولاية ... والأعجب هو دائما موبيليس التي تماثل جيزي في تعداد الوكالات التجارية رغم أنه تفوقها في تعداد الزبائن بأكثر من الضعف!! وبالعودة إلى العرض المقدم للوزير حول وضعية القطاع فإن الملاحظ هو الأرقام التي تورّط قطاع التربية حول الربط بخدمات الهاتف الثابت والأنترنت عكس قطاعات الصحة والتعليم العالي والتكوين المهني ... وعلى سبيل المثال توجد 152 ابتدائية و45 متوسطة و06 ثانويات غير مربوطة بالهاتف الثابت مع ما يتبع ذلك من تذبذب أرقام الربط بالأنترنت كما هو الشأن مع 19 ابتدائية مربوطة بالهاتف الثابت ولكنها غير مستفيدة من الأنترنت!! وفي هذا الصدد ركّز الوزير على أن ولاية الجلفة تعاني من ضعف في ربط المرافق العامة بالأنترنت حيث لا تتعدى نسبة 60% لا سيما منها قطاع الداخلية وهنا قال معلّقا بأن ذلك يتنافى وخطة عمل الدولة في ميدان الرقمنة. ودائما مع اتصالات الجزائر فهي ما تزال بعيدة عن تغطية جميع الدوائر والبلديات والمدن النائية مثل قطّارة وأم العظام والبويقلة (أرقام مؤسسات التربية تفضح غياب خدمة الهاتف الثابت) ... ويُطرح السؤال هنا حول مواردها البشرية أيضا بالمقارنة مع الهياكل المتوفرة حاليا من 22 محطة للجيل الرابع و151 مركز MSAN و18 موقع FTTH و08 وكالات تجارية ونقاط حضور ومركز تضخيم ومركز الطاقة والمحطة القاعدية للأنترنت و06 مراكز للصيانة والإنتاج ومركز صيانة ومتابعة شبكات الألياف البصرية وشبكة بطول 3200 كم ألياف بصرية على مستوى 36 بلدية ... فهل يكفيها رقم 245 موظف ما بين إطار وتقني وإداري وعامل مهني؟ لا شك أن المقارنة مع ولايات أخرى أقل سكانا ومساحة ستكشف العجب العجاب كما هو الشأن مع باقي القطاعات!! همسة في آذان مدراء البريد واتصالات الجزائر ومديرية القطاع ... أخيرا يُطرح السؤال التالي على كل من السادة مدراء "البريد والإتصالات السلكية واللاسلكية" و"اتصالات الجزائر" و"بريد الجزائر" ومتعاملي الهاتف النقال: لماذا لا تتوجّهون إلى الإحترافية في ميدان الإتصال والعلاقات العامة بولاية الجلفة وتعقدون ندوات تقدمون فيها بيانات للصحافة والرأي العام سواء بمناسبة الحصيلة السنوية لنشاطاتكم أو بمناسبة أعمالكم خلال أيام السنة؟ على الأقل افعلوا مثل مصالح الشرطة والحماية المدنية والدرك الوطني وسونلغاز التي تعمل باحترافية ولديها مخطط للإتصال والإعلام ... أم أنكم تعتقدون أن حصيلة النشاط تُوجه للوزير والوالي الذَين يمكن أن يُعزلا أو يُحوّلا في أي لحظة؟ ... نحن في 2022 وفي عصر الصحافة الجوارية ومخططات الإتصال والعلاقات العامة التي تستهدف الجماهير ... بعض أرقام نشاط مؤسسة البريد الجزائر بعض أرقام نشاط مؤسسة إتصالات الجزائر أرقام مشتركي متعاملي الهاتف النقال صور مختلفة للبقاء على اطلاع دائم بالأخبار عبر جريدتكم "الجلفة إنفو" الإلكترونية و تلقي الإشعارات، قم بتحميل تطبيق الجلفة انفو