انتقد محفوظ طيلب رئيس الفدرالية الوطنية لابناء الشهداء ما يروج من حملات مناوئة ضد الجزائر واتهامها بالباطل بأنها ترسل مرتزقة الى ليبيا. وقال أنها حملة مستمرة مما يعرف بالمجلس الوطني الانتقالي رغم نفي الجزائر بصفة قاطعة ذلك، وكشفها عن موقفها المدعم للحل السياسي الذي يمهد ارضية الانفراج في البلد المجاور ويبعد عنه شبح الانقسام وخطر التجزئة والدخول في دوامة حرب اهلية الرابح الاول فيها القوى الخارجية. وقال محفوظ طيلب في تصريح لنا على هامش الندوة الفكرية المنظمة بمركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية امس، ان الحملة الموجهة ضد الجزائر لا تحمل اية مفاجأة من اعدائها، تغذيها الاطراف الخارجية بهدف تحطيم ما حققته البلاد من انجازات اخرجتها من ازمة عشرية الفوضى والجنون الى الفضاء الجهوي والدولي. ولم تنظر هذه القوى المتاجرة بازمة الجزائر والساعية لإبقائها اسيرة الانتقالية الدائمة، بعين الرضا للتحول الجزائري المستمد لسياسة وطنية عالجت تداعيات عشرية الارهاب بتدابير السلم والمصالحة. وتحركت كقوى جهوية في احداث الترتيبات الأمنية بمنطقة الساحل الافريقي اعتمادا على استراتيجية مشتركة تضعها البلدان المعنية باستقلالية، قرار دون وصاية خارجية، لكن هذا التحرك الجزائري الرافض لتحويل الساحل الافريقي الى بؤر توتر وافغانستان اخرى، ومرتعا للااستقرار افسد حسابات القوى الخارجية التي عادت الى الواجهة بتغذية حملاتها ضد الجزائر. ومن هذه الزاوية قرأ محفوظ طيلب حملة ما وصفه باشباه الثوار الليبيين، ومجلسهم الانتقالي، قائلا انه يندد بشدة بهذا التطاول والتحامل على الجزائر الغيورة على استقلالية قرارها السياسي، ومبادىء ثورتها المشددة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للاخرين، والرافضة للتدخل في شؤونها. وقال المتحدث متسائلا كيف يروج لافكار مضللة عن ارسال الجزائر لمرتزقة الى ليبيا، والاستناد في الطرح على اشخاص يحملون جواز سفر جزائري، ووثائق هوية جزائرية. مع العلم ان المرتزق الذي يزج به في المعارك لا يحمل اية وثيقة تكشف هويته وانتماءه لكن مجرد رقم او اشارة، تصعب معرفته عند الاحتجاز والقاء القبض عليه. وحسم رئيس فدرالية ابناء الشهداء المزايدة بالقول: «اذا كان هناك وجود لجزائريين في افغانستان والعراق وجهات اخرى، هل الدولة الجزائرية صدرتهم وتتحمل مسؤولية ذلك! انه السؤال المحير، واشكالية يتمادى اعداء الجزائر في الترويج لها لاهداف مغرضة تصب في السعي لمحاصرة البلاد والتشويش عن مسارها البنائي الانمائي الذي اختارته اعتمادا على تجربتها دون اتكالية على احد. فنيدس بن بلة