رافع وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، من أجل تمثيل أوسع لقارة إفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك عبر إدخال إصلاحات على هذا الجهاز، باتت «ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى» من أجل زيادة فعاليته للحفاظ على السلام والأمن العالميين. قال بوقدوم في كلمته، الثلاثاء، خلال الاجتماع الافتراضي الوزاري للجنة العشرة (10C-) التابعة للاتحاد الافريقي والمكلفة بملف إصلاح مجلس الأمن الدولي «في هذه الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأممالمتحدة، أضحى إصلاح مجلس الأمن ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى». وشدد في هذا السياق، على «الحاجة إلى معالجة عدم تمثيل أفريقيا في فئة الأعضاء الدائمين وتمثيلها المتدني في فئة الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن»، حاثا المجتمع الدولي وأصحاب المصلحة الأساسيين على العمل من أجل «عدم تجاهل الحقائق الجيوسياسية الراهنة، بعد الآن». وجدد بوقدوم التذكير بموقف الجزائر القاضي بأنه «ينبغي أن يؤدي أي إصلاح للمجلس، إلى تحسين أساليب عمله وزيادة فعاليته للحفاظ على السلام والأمن العالميين اللذين يشكلان جوهر ولاية المجلس»، معربا عن أسفه لأنه «على الرغم من الزخم المستمر» لإصلاح هذا الجهاز الأممي، «فإننا لا نزال نشهد عدم إحراز تقدم في إطار عملية المفاوضات الحكومية الدولية (ING)». وفي هذا السياق، سجل وزير الشؤون الخارجية أنه «بالرغم من انقضاء قرابة 11 عاما على انطلاق تلك المفاوضات، لاتزال المواقف منقسمة بشدة بين الدول الأعضاء ومجموعات المصالح»، مشيرا إلى أن التوصل إلى توافق الآراء «يزداد صعوبة»، خاصة مع ظهور جائحة «كوفيد-19» التي يشكل استمرارها «خطرا قد يؤدي إلى تعطيل العملية تمامًا». ونوه بوقدوم، من جهة أخرى، ب»الدعم المتزايد والهائل للموقف الأفريقي الموحد من قبل الغالبية العظمى من الدول الأعضاء ومجموعات المصالح»، مؤكدا أن «هذا الدعم يجعلنا واثقين من مشروعية وصحة مطلبنا» بضرورة إصلاح هذا الجهاز الأممي الهام. ودعا وزير الشؤون الخارجية في كلمته، إلى الحفاظ على زخم الدعم «المتزايد والهائل «للموقف الأفريقي الموحد» و»مواصلة الدفاع، بلا هوادة، عن هذا الموقف ووضع استراتيجية لترجمة هذا الدعم إلى نتائج جوهرية وملموسة»، مع الأخذ بعين الاعتبار الاضطرابات الناجمة عن جائحة «كوفيد-19» التي «أثرت بشدة على عمل مجموعة العشرة وعلى جلسة المفاوضات الحكومية الدولية لسنة 2020 التي انعقدت في نيويورك». كما حث لجنة العشرة، التي تتولى مهمة الدعوة وحشد التأييد للموقف الأفريقي الموحد بشأن إصلاح مجلس الأمن، على مواصلة البناء على هذا الزخم وضمان المتابعة المناسبة لتنفيذ التوصيات ذات الصلة الواردة في التقرير الحادي والعشرين المقدم من طرف منسق مجموعة الدول العشر إلى مؤتمر الاتحاد الأفريقي. وشدد بوقدوم، على ضرورة ضمان «مشاركة معتبرة للدول الأفريقية في المسائل الموضوعية والإجرائية، وفي اجتماعات المفاوضات الحكومية الدولية في نيويورك، وفي المنتديات الثنائية والمتعددة الأطراف، مع إعطاء الأولوية للتعريف بالموقف الأفريقي الموحد والدفاع عنه وتعزيزه بخصوص جميع جوانب الإصلاح، بما في ذلك مسائل التمثيل الإقليمي وحق النقض، وكذلك معارضة إنشاء فئة جديدة من أعضاء مجلس الأمن». وأوصى في هذا الإطار، بضرورة «الحفاظ على وحدتنا وانسجامنا والتحدث بصوت واحد حول الموقف الأفريقي الموحد»، مؤكدا أنه نظرا لأن مجموعتنا تعد أكبر كتلة انتخابية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن «بقاءنا متحدين وحازمين سيمكننا من النجاح وتصحيح الظلم التاريخي الطويل الذي لاتزال أفريقيا تعاني منه».