زبدي: أسواق الرحمة يجب أن تكون «استثنائية» نظمت وزارة التجارة وترقية الصادرات، أسواقا تجارية جواريه خاصة ببيع الأدوات المدرسية والمكتبية في 58 ولاية، من أجل إعانة العائلات على مجابهة ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية، تزامنا مع الدخول المدرسي المحدد يوم 21 سبتمبر الجاري، وهذا بداية من 1 سبتمبر إلى 31 من الشهر ذاته. وتأتي هذه المبادرة التي أشرف على افتتاحها وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، لتضاف إلى عديد المبادرات المشابهة التي ألفت الوزارة على تنظيمها من أجل مواجهة ارتفاع أسعار مواد معينة وضرورية بالنسبة للمواطنين، ما لقت استحسان من قبل عائلات عديدة لكون الأسعار تتماشى مع قدراتها المالية لاسيما في هذه الفترة. وفي هذا الصدد، يقول رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، إن «الأسواق الرحمة الخاصة ببيع الأدوات المدرسية المفتوحة على المواطنين لقيت استحسان العائلات بسبب وفرة هذه المواد في الخيم الموجودة داخل المساحة المخصصة للسوق، إضافة إلى التنظيم المحكم من قبل المسؤولين عليها». ويرى زبدي، في تصريح ل «الشعب»، أن هذا تنظيم مثل هذه الأسواق ضروري لتكون عونا للعائلات المتوسطة والمعوزة لمجابهة ارتفاع الأسعار في السوق العادية، حيث «سجلت فوارق معتبرة في جل الأسواق الجوارية الخاصة بالمواد المدرسية، حتى بين سوق رحمة وسوق آخر بسبب وجود متدخلين فيه تختص ببيع الجملة». وفي حديثه، عن بعض السلبيات المسجلة في هذه الأسواق، يوضح رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، أن «البعض منها لم يوجد بها أسعار في متناول المستهلكين، وهي متقاربة إلى أبعد الحدود مع ما هو موجود في السوق العادية وإن وُجد فارق فهو قليل جدا ولا يتناسب مع القدرة الشرائية الضعيفة». ويعتقد زبدي، أن أسواق الرحمة يجب أن تنظم استثنائيا وفي أوقات معينة وليس مثلما هو متعامل عليه اليوم، مشيرا إلى أن تكرار تنظيمها في العام لمرات كثيرة لا يخدم الاقتصاد الوطني في شيء، رغم أن الهدف من أسواق الرحمة خدمة للمواطنين الذي استحسن العديد منهم مثل هذه المبادرات المنظمة من قبل السلطات الوصية، لهذا يجب أن تُنظم مثل هكذا أسواق. ويعتبر المتحدث، أن السوق العادية الخاصة بالمواد المدرسية تعرف اضطرابا كبيرا جراء الارتفاع الفاحش في الأسعار والسلوكات الممارسة من قبل بعض الأشخاص الذين احترفوا السمسرة والمضاربة والجشع من أجل ضرب الأسعار ورفعها لمستويات قياسية لأسباب تهم المضاربين دون غيرهم من المتدخلين في هذه العملية المعروفين وغير المعروفين. ويُقدم زبدي، في حديثه مع «الشعب» بعض أسباب ارتفاع أسعار المواد المدرسية والمكتبية، مشيرا إلى أن غلاء أسعار الورق في السوق الدولية أثر مباشرة على وضع السوق في الجزائر، زيادة على عامل السمسرة والمضاربة التي استشرت بشكل كبير في كل القطاعات والعامل المهم من كل التأخر في تقديم رخص الاستيراد، مما أثر على التسعيرة الخاصة بهذه المواد.