الشعب.. وفاء وكبرياء «الشعب».. 60 سنة من الوجود، في يوم مشهود يتزامن مع محطة تاريخية هامة، أحيت أم الجرائد الناطقة باللغة العربية ستينية تأسيسها المتزامنة مع ستينية استرجاع سيادة البلاد، وهي ترفع تحديات الجزائر الجديدة، مثلما خاضت معركة استكمال السيادة الوطنية لدى تأسيسها في فجر 11 ديسمبر 1962. في احتفالية خاصة، بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة، احتفت الشعب بذكرى تأسيسها ال 60، مساء أمس الأحد، في ذكرى تحمل رمزية جريدة ولدت في حضن الجزائر المستقلة وحملت تحديات استكمال السيادة الوطنية. وحضر «عرس» عميدة الصحف الجزائرية أعضاء من الحكومة: وزير الاتصال محمد بوسليماني، وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، ووزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي. إضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي، وممثلين عن البرلمان بغرفتيه، وممثلين عن وزارة الدفاع الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك، إلى جانب مسؤولين وإطارات وشخصيات وطنية وقدماء وأبناء الجريدة. بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم والسماع النشيد الوطني «قسما»، دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار وشهداء الواجب الوطني، ألقى كل من وزير الاتصال محمد بوسليماني، والرئيس المدير العام لمؤسسة «الشعب» جمال لعلامي كلمة، وأرادت «الشعب» أن ينطلق الاحتفال بذكراها المجيدة بتكريم شخصيات وطنية قدمت للجزائر وضحت من أجل إعلاء الراية الوطنية وأفنت حياتها في ذلك، ولأن مبدأ نصرة الشعوب المستضعفة وحقها في تقرير المصير مبدأ ثابت للجزائر حكومة وشعبا، تم تكريم الشعبين الفلسطيني والصحراوي.. فمن منطلق قدسية القضية الفلسطينية «مع فلسطين ظالمة أو مظلومة»، منحت «الشعب» درع الفخر والاعتزاز لممثل دولة فلسطين المستشار بشير أبو حطية من قبل وزير الاتصال محمد بوسليماني والرئيس المدير العام لمؤسسة «الشعب» جمال لعلامي.. ولأن مبدأ حق الشعوب في الاستقلال وحريتها في تقرير المصير، هو مبدأ دائم ومقدس في مواثيق ومبادئ ودبلوماسية الجزائر، تشرفت المؤسسة بتكريم الشعب الصحراوي الشقيق والمناضل من أجل قضيته العادلة، من خلال السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر عمر من قبل الرئيس المدير العام لمؤسسة «الشعب» جمال لعلامي. وكرمت «الشعب» في هذه الذكرى المجيدة شخصيات وطنية قدمت للجزائر الكثير وضحّت من أجل إعلاء الراية الوطنية، يتقدمهم مجاهد كبير ومناضل من الأولين، ويتعلق الأمر بيوسف الخطيب قائد الولاية التاريخية الرابعة ورمز من رموز الثورة التحريرية، في هذا اليوم التاريخي المتزامن مع مظاهرات 11 ديسمبر 1960، من قبل وزير المجاهدين العيد ربيقة. ومن المكرّمين في ستينية الشعب أيضا، رجل له عقود من الجهاد والموعظة الحسنة الشيخ الجليل والعلامة الكبير محمد الطاهر أيت علجت، أحد أبرز العلماء والمشايخ الأجلاء وهو واحد من الرجالات الذين صنعوا مجد الجزائر ورفعوا راية الشهداء، سلمه درع التكريم وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي. توالت التكريمات، وجاء الدور على شاعر ثورة التحرير، وصاحب إلياذة الجزائر ومؤلف النشيد الوطني «قسما» مفدي زكريا رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، إلى نجله سليمان الشيخ من طرف وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي. وتشرفت الشعب أيضا بتكريم الراحل الشيخ أبو عبد السلام، الذي كان عضوا في لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والراحل عثمان سعدي مجاهد ودبلوماسي وطني ظل وفيا للدفاع عن الهوية الوطنية. ولم تتخلف الشعب كذلك عن تكريم الراحل سعيد شيبان الوزير الأسبق والمناضل في الحركة الوطنية، إلى جانب الراحلة زينب الميلي مجاهدة وصحفية من عائلة التبسي والميلي والتي انتسبت إلى عائلة الشعب العريقة. وفي هذا اليوم المشهود، ارتأت الشعب أن تكرم ثلة من أبنائها السابقين واللاحقين، وكانت البداية بفرسان الجيل الأول: علواني، أوكيلي، بناني وقادري، وزملائهم اللاحقين في المدرسة العريقه: أمين بلعمري، فتيحة كلواز، فضيلة بودريش، أسامة إفراح، فاطمة بوشندوقة، عبد المالك العلوي وفاطمة الزهراء عامر. وشهد الحضور، في هذه الستينية، عرضا وثائقيا حول مسيرة «الشعب» يبرز أبرز محطاتها الخالدة في الساحة الإعلامية مرصعا بانجازات وتحديات ومسؤولية حملتها الجريدة على عاتقها، منذ فجر ميلادها إلى يومنا هذا، إلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية القديمة وأرشيف سنوات من الصور.