يُشكّل التنقل معاناة حقيقية بالنسبة لسكان المدينة الجديدة بوعينان التابعة إداريا لولاية البليدة، والذين قدموا من الجزائر العاصمة، فالبرغم من مضي سنوات عن تجهيزها، إلا أن آلاف السكنات بقيت شاغرة في المدينة الجديدة بوعينان التي تم تخصيصها لمكتتبي الجزائر العاصمة المتعاقدين مع الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره (عدل) للحصول على هذه السكنات بصيغة البيع بالإيجار بسبب مشكل النقل. لم تف حافلات العشر للنقل الحضري التي تم تسخيرها من قبل السلطات المحلية لنقل سكان المدنية الجديدة بالغرض، وهو ما توقفت عنده «الشعب» في جولة على متن حافلة، انتظرنا فيها لأكثر من ساعة بمحطة 2 ماي بالعاصمة (تافورة) لنحجز مقعدا في الحافلة المتجهة نحو بوعينان. ونظرا للازدحام المروري الذي يُميز العاصمة، تعذّر على الحافلات المخصصة لنقل سكان المدنية الجديدة بوعينان، أن تحترم المواقيت المخصصة لها، وحين تصل الحافلة متأخرة يحدث تدافعا عليها وتمتلئ عن آخرها سواء الأماكن المخصصة للجلوس أو الوقوف. وفي دردشة مع بعض المسافرين في المدينة الجديدة بوعينان ممّن يعملون بالعاصمة، أبدوا أسفهم لتردي خدمات النقل، وألحوا على ضرورة تجسيد مشروع ربط المنطقة بخط السكة الحديدية في أقرب وقت ممكن، لأنها الوسيلة الوحيدة التي من شأنها أن تسهل تنقلهم نحو العاصمة على حد تعبيرهم. وكانت قد انطلقت قبل أسابيع دراسة انجاز خط طوله ما يقارب 8 كيلومتر يربط بين بلديتي بوعينان وبوفاريك، وهو المشروع الذي يطالب سكان بوعينان بتسريع إجراءاته الإدارية لوضع حد لمعاناتهم، وحتى بلديات الجهة الشرقية لولاية البليدة، حيث سيستفيدون منه في التنقل كما هو الحال للطلبة الجامعيين الذين يدرسون بجامعة العفرون. وبلغنا من مصادر عليمة، بأن بلدية بوعينان استفادت في ميزانية 2023 من مشروع إنجاز محطة للنقل البري، لكن تحسين خدمات النقل بالحافلات يستدعي تسريع انجاز الطريق الاجتنابي الرابط بين حي فتال وبوعينان مرورا بمنطقة حلوية، والذي يجتنب بلدية الصومعة والغرض منه تسهيل تنقل المركبات، وتخفيف الضغط على الطريق الوطني رقم 29 الذي أصبح الازدحام به لا يطاق. ونفس المعاناة في كل من الصفصاف وسيدي سرحان، ولا شك أن هذه المعاناة ستلزم المشرفين على وزارة الوصية، القيام بدراسة استشرافية مع الهيئات المختصة لأجل الأخذ بعين الاعتبار مقر العمل قبل منح السكنات للمستفيدين منها، ذلك أن القطب الحضري «الصفصاف» في بلدية مفتاح المخصص لمواطني ولاية البليدة يعاني الموجهون إليه نفس المعاناة فيما يخص النقل. وبحسب دراسة قام بها مكتب دراسات من أجل إعادة مخطط المرور بمنطقة البليدة الكبرى (مركز الولاية والأماكن الحضرية الملتصقة بها)، علمنا بأن عددا كبيرا من المستفيدين من السكنات الاجتماعية أو بصيغة البيع بالإيجار بالقطب الحضري الصفصاف، يزاولون نشاطهم في منطقة البليدة الكبرى. ولم يتمكّن هؤلاء من شغل سكناتهم بسبب عدم توفر حافلات تنقلهم بشكل سريع من مفتاح إلى البليدة، وهذا المشكل مطروح أيضا بالقطب الحضري سيدي سرحان في بلدية بوعينان، الذي عرف تسليم سكناته في الثامن سبتمبر من سنة 2022، حيث يضطر السكان إلى استئجار سيارات «الكلونديستان»، وبأسعار ترهق كاهلهم.