لا ندرة..لا احتكار..لا مضاربة اعتبر الخبير الإقتصادي، أحمد طرطار، إنشاء ديوان وطني يتولى شراء منتوجات الفلاحين ذات الاستهلاك الواسع، "مكافأة للفلاحين" لتحفيزهم على الانتاج المستمر، بضمان توفير المخازن التي تستقبل منتوجاتهم وتوزيعها عبر مختلف مناطق الوطن بالقيمة والجودة المطلوبة، ممّا يؤدّي الى مكافحة المضاربة والاحتكار والندرة. أمر رئيس الجمهورية بإنشاء ديوان يتولى شراء كل منتوجات الفلاحين ذات الاستهلاك الواسع، مشدّدا على أنّ "جهد الفلاح خط أحمر"، حسبما أفاد به بيان لمجلس الوزراء الأخير، الغرض منه مكافأة الفلاحين من خلال تدخل الدولة في استقبال منتوجاتهم لتفادي إتلافها وفسادها جراء عدم القدرة على التخزين أو النقل، حسبما صرح به أحمد طرطار المحلل الاقتصادي ل "الشعب". استعرض طرطار المزايا التي يوفرها هذا الديوان باعتباره "أمرا إيجابيا"، وقال إن منها التكفل بكل مشاكل التخزين والتغليف وإعادة التوضيب وغيرها، ممّا يؤدي إلى المحافظة على هذه المنتوجات، وبالتالي، يضفي عليها ما يسمى بالمنفعة الزمنية حسب طبيعة المنتوج وحسب استهلاكه من فصل لآخر، كما يضفي عليها المنفعة المكانية، حيث يضمن نقل المنتوج من مكان إلى آخر، ممّا يضمن إيصاله الى كل ربوع الوطن، وهنا تلعب الدولة دورا إيجابيا من خلال استدامة توفير المنتوج عبر المخازن التي يوفرها في مختلف أماكن الوطن. وفي ذات الوقت - يضيف المتحدث - يساهم الديوان في تسقيف السعر على أساس "السعر المرجعي"، الذي أعطي للفلاح وتعويضه عن تكاليفه، والمحافظة كذلك على السعر غداة توزيع المنتوج بنفس القيمة والجودة، وبالتالي، عندما يتواجد الديوان على مستوى كل ربوع الوطن (ولايات، دوائر وبلديات)، فهو يحقق هذا الهدف، مذكرا بالدواوين التي كانت موجودة سابقا منها ديوان الخضر والفواكه الذي ساهم في إيصال المنتوجات الى المستهلك بأسعار مقبولة، باعتبار أن هذه الأسعار تراعي دور الدولة في المحافظة على استقرارها في سقف معين، مما يؤدي الى تمكين الطبقات المحدودة الدخل والوسطى من الاستفادة من أسعار معقولة، وبالمقابل ضمان هوامش الربح للتجار الذين يعيدون بيع المنتوجات بعيدا عن المضاربة. وأبرز طرطار أن الدولة من خلال الديوان، تساهم مع الفلاح في جني المنتوج من المنبع، ممّا يجعل العملية تدار بكل أريحية، حيث يستفيد الفلاح من التعويض الفوري بمجرد نضج منتوجه، ويستفيد المواطن من توصيل المنتج مهما كان مكان تواجده على الخريطة، والقضاء على المضاربة والاحتكار والندرة، وهذا هو الهدف المتوخى من هذا الديوان. ولفت المتحدث الى أنّ هذا الديوان له دوره مثلما كانت الدواوين السابقة مثل "لوفلا"، " لوناكو" وديوان الحبوب "أوانسيي"، حيث يعوض الفلاح تعويضا ايجابيا يحفّزه على الإنتاج، وفي الوقت ذاته، تكون هناك سيطرة على السوق من خلال توزيع هذه الدواوين توزيعا عادلا على مختلف المناطق، ومن ناحية أخرى توفير مخازن لمنتوج الفلاح لضمان استمرارية توفير المنتوج على مدار السنة.