الاستلهام من الذاكرة الوطنية ضروري لمواجهة تحديات المستقبل أكد الأستاذ والباحث في التاريخ حسان مغدوري أن الجزائر حققت العديد من الانتصارات والانجازات في إطار استكمال مسيرة أسلافنا الأبطال وشهدائنا الأبرار منذ الاستقلال إلى يومنا هذا بنفس روح الإخلاص للوطن وبكل عزيمة وإرادة وإصرار للتغلب على المحن والصعاب، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الجزائر في الوقت الحالي صعبة وتفرض الاستمرار في التضحيات في سبيل الوطن من أجل الحفاظ وصون أمانة الشهداء. قال أستاذ التاريخ ل»الشعب «إن تضحيات الشهداء بمثابة درس بليغ للأجيال في تقوية الوحدة الوطنية وتماسكها واستحضار كافة مراحل النضالات من أجل الوطن، مبرزا أهمية استلهام الشعب الجزائري من تضحيات الشهداء في مواجهة الأزمات والتحديات في المستقبل من خلال الالتزام بالوفاء لعهد الشهداء ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار والإدراك بحجم المسؤولية التاريخية . واعتبر بأن رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد المخلد للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصومام كانت واضحة وتحمل رسالة ثقة وأمل وتحد، تنسجم مع المسار التاريخي للجزائر بأمجاده وبطولاته، وتؤكد بأن الشعب الجزائري يعد امتدادا للأبطال والشهداء الأبرار، وما يزال مؤمنا برسالة الشهداء ومرتبطا ارتباطا وثيقا بعهد الشهداء وقادرا على تجاوز المحن والأزمات بكل عزيمة وإصرار. كما أفاد الباحث والأستاذ في التاريخ بأن العودة إلى الماضي وإبقاء الذاكرة الوطنية حية بعد فترة استعمارية مثقلة بالمآسي، يدفع الجزائر إلى تجنب الأزمات والتصدي للتحديات والتهديدات التي يمكن أن تواجه الجزائر في المرحلة الحالية وفي المستقبل ويجعلها قادرة على الإمساك أكثر بزمام المبادرة والتحدي بكل قوة دافعة. وأكد على أهمية الوقوف عند المحطات التاريخية البارزة في تاريخ الجزائر الاستلهام من هذه التجارب التي جعلت الشعب الجزائري قادرا على مواجهة مختلف التحديات مهما كانت صعوبتها وتعقيداتها حينما يتعلق الأمر بمصلحة ومصير الوطن، مشيرا إلى أن الجزائر تنتظرها اليوم سلسلة من التحديات المرتبطة بالتحولات الجيوسياسية والمشاكل الاقتصادية أصبحت مسألة أمن البلاد قضية معقدة أساسية تستدعي مزيدا من اليقظة والحذر والجهود والتلاحم في إطار الالتفاف حول المشروع الوطني. وذكر بأن الشعب الجزائري عظيم، ولن يسمح بمحاولات المساس بالسيادة الوطنية، ومطالب لتقوية الجبهة الداخلية وتحقيق التلاحم باعتباره الرهان الوحيد الذي يمكن من مواجهة الأزمات والتحديات المستقبلية في عالم مفتوح تربطه علاقات وثيقة في إطار تجاذبات سياسية واستراتيجية، مشيرا إلى أن الدول الواعية تكون في الموعد ومستعدة دائما لمواجهة التهديدات وحماية الوطن. وأضاف أن ما تعيشه الجزائر اليوم في كنف الحرية والاستقلال تحقق بفضل الشهداء الأبرار الذين حرروا البلاد وضحوا بأنفسهم من أجل الوطن وتمكنوا من استرجاع مكانة الجزائر التاريخية وسيادتها الوطنية، وهو واقع يستدعي الاعتراف لهم بالجميل والسير على نهجهم في بناء الوطن والحفاظ عليه، قائلا إنه يحق للشعب الجزائري أن يحتفل بهذه المناسبات التاريخية بانتصاراته التي جاءت بعد تضحيات ونضالات كبيرة على كافة المستويات ضد مستعمر فرنسي استدماري كان يستهدف تدمير ومحو أي شيء يدل على تاريخ الجزائر. وتمثل انتفاضة الشمال القسنطيني تحديا استثنائيا بالنسبة للشعب الجزائري في مواجهة واقع استعماري معقد وصعب والعديد من المشاكل والتعقيدات التي عرفتها الجزائر على امتداد الفترة الكولونيالية، خاصة وأن هذه الهجومات أتت في إطار حربي إستراتيجي هدفه فك الحصار على منطقة الأوراس وإبطال الأقاويل والأكاذيب الرامية للتشكيك بمبادئ الثورة التحريرية، وقد نجحت في إثبات للرأي العام الخارجي وفرنسا تحديدا على أن الشعب الجزائري بلغ مستوى عاليا من النضج والوعي وكان في الموعد مع التاريخ بدليل التفافه حول الثورة. وتابع الأستاذ مغدوري أنها منعرج حاسم في تاريخ الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي الوطني اثبت خلالها الشعب الجزائري لفرنسا والعالم ككل حبه لوطنه والتفافه بقوة وشجاعة حول الثورة في سبيل تحرير الوطن ووقوفه وجه أعتى قوى استعمارية في العالم، مضيفا أنه يعد فرصة لاستذكار بنفس المناسبة تضحيات القادة الكبار والشخصيات البارزة الذين إلتأم شملهم في مؤتمر الصومام في ربوع المنطقة التاريخية الثالثة في نواحي إفري أوزلاقن وساهموا في تنظيم وهيكلة للثورة الجزائرية والذي يعتبر تتويجا لعمل شاق وكفاح نظرا للظروف الصعبة والإمكانيات المحدودة.