تحوّلت مطاعم الرحمة لإفطار الصائمين خلال شهر رمضان الفضيل إلى مبادرة خيرية تضامنية يتسابق إليها المحسنون من تجار وأصحاب مؤسسات اقتصادية، إلى جانب الهيئات المجتمعية وفعاليات المجتمع المدني التي وجدت في هذه العملية فرصة للتضامن مع المعوزين والعائلات المحتاجة وحتى عابري السبيل، وبابا من أبواب فعل الخير وأعظم صدقة يمكن أن يقوم بها الإنسان خلال هذا الشهر المقدّس لدى الجزائريين الذي تحوّل إلى مناسبة للتآزر العائلي والاجتماعي والتعويض عن الدفيء الغائب لأشخاص تقطعت بهم السبل. تشكل المبادرة الإنسانية التضامنية الخاصة بمطاعم إفطار الصائمين وعابري السبيل خلال شهر رمضان أحد الأشكال التضامنية التي تشرف عليها مديريات النشاط الاجتماعي عبر ولايات الوطن بالتنسيق مع المحسنين وفعاليات المجتمع المدني وبعض الهيئات الرسمية الأخرى كالهلال الأحمر الجزائري والكشافة الاسلامية، وهو ما يشكل وجها آخر من أوجه التعاون والتكافل الاجتماعي التي تقوم به الوزارة الوصية مع مختلف الفئات الهشّة والعائلات المحتاجة في المجتمع على غرار منحة التضامن المقدرة ب10 آلاف دينار التي عوضت الطرود الغذائية، إلى جانب تظاهرة أسواق الرحمة التي تساهم هي الأخرى في تخفيف الأعباء الاقتصادية والمادية على العائلات وأرباب الأسر بتوفير مواد غذائية واستهلاكية أساسية بأسعار معقولة ومدروسة. وقد تحولت مطاعم إفطار الصائمين وعابري السبيل بولاية بومرداس إلى تقليد سنوي يتسابق إليه المحسنون والخيرين من تجار والمؤسسات اقتصادية وبالخصوص أصحاب المطاعم بالنظر إلى توفّر الظروف الملائمة لمثل هذا النشاط من عمال وغيرها إلى جانب توفر الشروط الصحية والنظافة داخل المطعم، وهي الاجراءات الصارمة التي تشدّد عليها اللجنة الولائية المختصة المشكلة من مديرية التجارة، الصحة، الحماية المدنية والشؤون الإجتماعية التي تقوم بعمليات تفتيش ومراقبة لهذه الفضاءات ودراستها قبل منح رخصة الاستغلال لصاحب المطعم حماية لكرامة الأشخاص والوقاية من كل أشكال التسممات الغذائية التي يمكن أن تحدث. هذا وكشفت مديرة النشاط الاجتماعي لولاية بومرداس خلال عرضها لواقع القطاع وأهم التدابير التضامنية المتخذة في شهر رمضان مع العائلات المعوزة بمناسبة زيارة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، "أن مصالحها استقبلت 61 طلبا من قبل المواطنين ومحسنين منهم 38 طلبا من قبل خواص و23 طلبا تابع لهيئات وجمعيات ناشطة في هذا المجال تخص عملية فتح مطاعم الرحمة عبر مختلف بلديات بومرداس ثم دراستها ومنح رخص استغلال بالنسب للملفات التي استوفت الشروط المحددة من قبل اللجنة المشتركة التي لا تزال تقوم بزيارات ميدانية للوقوف على مدى جاهزيتها الكاملة.