نشطت البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا، نهاية الأسبوع، محاضرة حول "المشاركة السياسية للشباب الصحراوي" عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، حضرها العديد من المهتمين والطلبة ونشطاء حركة التضامن الالمانية مع نضال الشعب الصحراوي. خلال المحاضرة، قدّم مساعد ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا، السيد الصالح سيد البشير، عرضا حول الخلفية التاريخية لنزاع الصحراء الغربية، بداية من مؤتمر الكونغو 1884-1885 ببرلين، الى الحقبة الاستعمارية الاسبانية وصولا الى الغزو العسكري المغربي 1975، وما تلاه من نزوح لعشرات آلاف النساء والشيوخ والرضع الصحراويين إلى مخيمات اللجوء نتيجة القصف والقنبلة البربرية التي مارستها القوات المغربية الغازية ضد المدنيين. وأبرز المحاضر أنّ السبب الرئيسي لنزوح جزء من الشعب الصحراوي كان ولا زال سياسيا، ومرده الى الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية والانسحاب المذل للقوة الاستعمارية - إسبانيا - التي لم تف بالعهد الذي قطعته على نفسها أمام المجتمع الدولي في تنظيم استفتاء لتقرير المصير وإنهاء عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. بمعنى أنّ اللاجئ الصحراوي ليس لاجئي حرب أهلية أو كارثة طبيعية بل أجبر على اللجوء بسبب سرقة أرضه والفتك بشعبه واحتلال وطنه، وهو يناضل لاسترداد حقوقه السياسية في الحرية والسيادة والاستقلال الوطني. شعلة من الوطنية والنّضال ركّز المحاضر عرضه على واقع الشباب الصحراوي وما يبعث فيه شعلة العمل السياسي والمدني، قائلا: "إنّ ما يعمق من الوعي السياسي لدى الشاب الصحراوي، الشعور بمسؤولية المساهمة في المشروع التحرري لمجتمعه وهو ذات المشروع الذي يعد بغد أفضل، حيث يتم تأطير الشاب الصحراوي منذ الطفولة عبر منظمات سياسية تابعة لحركة التحرير الوطنيى - جبهة البوليساريو - كمنظمة الكشافة والطفولة، واتحاد الشبيبة، واتحاد المرأة واتحاد الطلبة وغيرها، عبر مجموعة برامج وأنشطة تستهدف مختلف الفئات العمرية للأطفال والشباب. وهو ما يتيح للشاب فرصة التأهيل وبناء شخصية سياسية تساعده في الوصول الى مراكز صنع القرار السياسي في الحركة والدولة". وأكّد المحاضر على أهمية دور التضامن والعمل الأممي في برامج المنظمات الشبانية والطلابية الصحراوية، بما يتيح لها فرصة إيصال صوت الشعب الصحراوي ومناصرة نضاله التحرري العادل، مبرزا ضرورة استغلال الفترة الانتخابية الأوروبية لتذكير الساسة الأوروبيين بالمسؤوليات التاريخية والقانونية والسياسية والأخلاقية الملقاة على الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء تجاه عملية إنهاء تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ووقف حملات الاعتقال والتعذيب والأحكام الجائرة التي تطال النشطاء المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة على مرأى ومسمع من أوروبا، التي جعلت من مثالية القيم الكونية في السلام والديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون أساس في علاقاتها الخارجية منذ إعلان روبرت شومان قبل سبعين عاما.