تعكف مصالح اتّصالات الجزائر بتيبازة حاليا، على استكمال جملة من المشاريع الإنمائية، الرامية إلى تعميم خدمات الهاتف والأنترنيت عبر مختلف ربوع الولاية، باعتماد تقنية الألياف البصرية، عوضا عن الأسلاك النّحاسية التي طالتها أيادي أباطرة المواد المسترجعة. وحسب مصادرنا من المديرية الولائية لوحدة اتّصالات الجزائر، فإنّ سرقة الكوابل النّحاسية طالت 51 ألف متر منها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة إلى غاية جوان المنصرم، ممّا أسفر عن قطع الهاتف والأنترنيت عن 30 ألف مشترك لفترات مختلفة. وقدّرت قيمة الكوابل المسروقة بأكثر من 47 مليون دج، الأمر الذي يعتبر عبئا ثقيلا لا يمكن للمؤسسة تحمّله، ومن ثمّ فقد عمدت مصالح المؤسسة منذ سنة تقريبا إلى اعتماد تقنية الألياف البصرية لتجنّب ظاهرة السرقة بحيث لا يمكن استغلالها من لدن أباطرة النحاس. وفي هذا الإطار، فقد استفادت الولاية من 20 جهاز نفاذ أو «أمصان» خلال السنة الجارية ما يمثل 19114 نقطة نفاذ، ومن ثمّ فقد بلغ عدد الخطوط الهاتفية المستغلّة حاليا 89240 خط، بما في ذلك تلك التي تنتمي إلى فئة شبكة النّفاذ التي تسمح باستغلالها في الهاتف والأنترنيت معا وفي التقاط القنوات الفضائية لاحقا، بحيث بلغ عدد الزبائن إجمالا 50041 زبون في خدمات الهاتف و 30474 في خدمات الأنترنيت. وفي إطار تطبيق استراتيجية الحكومة المتعلقة بالتدفق السريع والسريع جدا، فقد تمّ إطلاق برنامج ربط بالألياف البصرية، يشمل مجمل المناطق التي تضم أكثر من ألف نسمة منذ بداية السنة المنصرمة، بحيث تمّ ربط 9 مناطق إلى غاية جوان الفارط، فيما تنتظر 6 مناطق أخرى دورها على أن تنتهي الأشغال كلية بها مع نهاية السنة الجارية، في حين يرتقب بأن تستفيد مناطق أخرى من هذه التقنية خلال السنة المقبلة 2015. وكشفت مصادرنا عن تجسيد مشاريع مختلفة تضمّ في مجملها 400 كلم من الألياف البصرية بمختلف بلديات الولاية. وفيما يتعلق بتقنية الجيل الرابع للهاتف، فقد استفادت الولاية من 37 محطة إلى حدّ الساعة تمّ استغلال البعض منها ببلديات القليعة، شرشال، تيبازة وفوكة لفائدة المهنيين على أن يتم تعميمها على بلديات أخرى لاحقا، وعلى المناطق التي يصعب وصلها بالألياف البصرية مستقبلا، بحيث سيتيح استكمال مختلف هذه المشاريع في آجال قريبة لمختلف مستعملي تقنيات الاتصال بالولاية من ترقية خدماتهم، وتجاوز مرحلة الاعتداءات المتكررة على الكوابل التي عكّرت صفو زبائن المؤسسة في أكثر من مناسبة.
