انطلقت، أمس، أشغال المنتدى الجزائري الفرنسي حول الرقمنة، المنظم من طرف الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية وسفارة فرنسابالجزائر، تحت رعاية وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والذي يندرج في إطار تجسيد مشاريع التعاون الاقتصادي والمؤسساتي المختارة في اتفاق الإطار الموقع بين البلدين. خصص المنتدى الجزائري الفرنسي حول الرقمنة المنظم بفندق الأوراسي، لعدة محاور تتعلق ببحث فرص تبادل المعلومات المتعلق برسملة الخبرة من أجل خلق وتطوير مؤسسات في مجالا تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وتطوير الأقطاب التكنولوجية بين البلدين والروح التشاركية، ناهيك عن التبادل الجيد للتطبيقات في مجال المرافقة لحاملي المشاريع والشركات الناشئة، وكذا ترقية المحيط العام وملائمته للابداع، وتنظيم لقاءات بين المؤسسات الجزائرية والفرنسية وتقييم تنمية الشراكة الإستراتيجية. في هذا الإطار استعرضت ممثلة وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، راضية بن بركاني، الرؤية السياسية للجزائر في مجال التكنولوجيات، وإرادتها في تطويره من خلال إشراك الشباب المبدع وحرصها على حل العراقيل التي تحول دون ذلك وفتح الباب أمامهم، باعتبارهم في قلب الأجندة الوطنية التي تقوم عليها التنمية المستدامة، وذلك إيمانا من الوصاية أن الرقمنة أساس تطور الاقتصاد وتتدخل في كل المجالات بما فيها الثقافة الفلاحة البناء وغيرها. وأشارت بن بركاني إلى أن الجزائر تهدف من وراء فتح هذا المجال للشراكة إلى تعزيز وترقية الإمكانيات المادية الوطنية لقطاع الخدمات وإعطاء دفع وديناميكية لهذا القطاع الاستراتيجي. وبدوره أوضح عبد الحق بن كريد، الأمين العام للوزارة، أنه ينتظر من المنتدى أن يقوم رؤساء المؤسسات الجزائرية بالاحتكاك مع نظرائهم الفرنسيين، لإيجاد قاعدة مشتركة لخدمة مصالح البلدين، وتجاوز النقائص الموجودة في المجال من خلال البحث والتوجه نحو ما هو أحسن في إطار شراكة مبنية على مبدأ “رابح – رابح”، خاصة في التسهيلات الممنوحة لخلق مناخ اقتصادي لإنشاء مؤسسات شبانية تمتص وتستقطب خريجي الجامعات، مشيرا إلى توفير كل الظروف المناخية والمالية لإعطاء دفع للميدان الرقمي بالبلاد. من جانبه، قال سفير فرنسابالجزائر بيرنارد إميي، بوجود 23 مؤسسة فرنسية تنشط في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال ببلادنا، مهتمة بتقاسم خبرتها مع الجانب الجزائري لاسيما في مجال الرقمنة، الذي يعد قطاعا استراتيجيا لكلا البلدين ويحتل مجال الأولوية لاسيما فيما تعلق بخلق الثروة وتوفير مناصب الشغل والابتكار واستغلالها في مجال التبادل الاقتصادي، رغم أن مداخيل نشاطات تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالجزائر لا يمثل سوى 03 بالمائة من ناتج الدخل الخام. وأوضح إميي، أن هذه الإرادة في توطيد الشراكة بين البلدين في عدة مجالات ستأخذ الصيغة الرسمية بزيارة الوزير الأول الفرنسي للجزائر نهاية شهري فيفري، وترأسه لقمة مشتركة اقتصادية أو منتدى رفيع المستوى بين البلدين، ما سيعطي حسبه لحركية اقتصادية بين الطرفين وخلق شبكة من نقاط التعاون والشراكة المربحة بما يواكب ماراطونية الإبداع لدى الجزائر رغبتها في تطوير وتعزيز إنشاء مؤسسات متوسطة ومصغرة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال والاستفادة من الخبرة الفرنسية بهذا الخصوص. سيدي عبد الله حظيرة معلوماتية لتبنى أفكار الطلبة وخلق جسور مع المجمعات الاقتصادية من جهته، كشف شمس الدين زيتوني، مسؤول بالحظيرة المعلوماتية بسيدي عبد الله في تصريح على الهامش للصحافة عن استقبالهم بالعاصمة فقط لما يقارب 300 مشروع وتم قبول 167 مشروع، ليتم إنشاء 20 مؤسسة، مشيرا إلى أن هذا الرقم ضعيف جدا ولا يعكس الطموح الرامي إلى تشجيع الشباب على إنشاء مؤسسات متوسطة وصغيرة. وتأسف زيتوني لعدم انخراط الطلبة الشباب في هذا التوجه ما جعل من المقاولاتية مناسباتية وليس مهنية، موضحا أن هناك الكثير منهم من تخلى عن مشروعه وفيهم من فضل التكتل في تجمعات، وهذا كون المقاولاتية محفوفة بكثير من المخاطر التي قد ترهن مشاريعهم وما يتبعه من آثار مالية ومتابعات. في نفس السياق، أوضح أن حظيرة سيدي عبد الله تتوفر على محضنة تستقطب كل أفكار الطلبة والتي تمر بمرحلة ما قبل المحضنة، حيث يتم دراسة أفكار الطلبة بين 3 إلى 06 أشهر واليوم هناك 28 فكرة وعند الانتهاء يتم التوجه نحو المحضنة لمدة 12 شهرا، حيث تم تسجيل 11 مشروعا في هذا الإطار، وبعد الوصول إلى المرحلة الثالثة وهي المحطة الحاضنة والتي تتولى حاليا 10 مشاريع. في المقابل، أشار المتحدث إلى أن الحاضنة تتضمن فضاء خاصا بالمجمعات الاقتصادية التي تنشط في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال للاجتماع ومناقشة مشاكلهم والعراقيل والطموحات، ما يسمح ببناء جسور بين المجمعات الاقتصادية وحاملي المشاريع.