استفادت 18 جمعية ثقافية جزائرية، أمس، من دعم مالي لمشاريعها الرامية إلى «حماية و ترقية التراث الثقافي الجزائري، من قبل الاتحاد الأوروبي، في إطار «برنامج التراث «، الذي أطلقه الاتحاد بالشراكة مع الجزائر، والذي تسيّره وزارة الثقافة. كشف مدير البرنامج على مستوى الاتحاد الأوروبي، زهير بلالو، أن هذا البرنامج يرمي إلى تقديم تمويلي نسبي يقدر ب 10بالمائة من قيمة أي مشروع يدخل في إطار حماية التراث المادي واللامادي و يهدف إلى الاعتماد على الجمعيات الثقافية والمجتمع المدني في ذلك بحكم الدور المحوري الهام الذي يمكنهما لعبه كشريك حقيقي فيه. وخلال مداخلته بمناسبة انطلاق فعاليات اليوم الإعلامي و الدراسي تحت عنوان» دعم الحركات الجمعوية حول إشكاليات الحفظ وتثمين التراث الثقافي الجزائري»، الذي احتضنته مكتبة قصر الثقافة مفدي زكريا، قال مدير المشروع إن هذا الأخير استدعى جهودا جبارة وتحضيرات هائلة لمدة أكثر من سنة ونصف، استغلها المنظمون للاتصال والتقرب إلى حوالي 300 جمعية جزائرية وطنية ومحلية، في إطار إطلاق نداء استشارة لفائدة المجتمع المدني، تم قبول 45 ملفا كاملا ليرسو القرار النهائي على 18 جمعية فاعلة في مجال المحافظة على التراث الجزائري المادي واللامادي، على مستوى 13 ولاية «. ويدعو البرنامج حسب بلالو الجمعيات إلى « إطلاق مبادرات ومشاريع في مجال الحفاظ وتثمين وترقية التراث الثقافي المادي واللامادي، وتجسيدها ميدانيا في مدة لا تتجاوز 18 شهرا، حيت تهدف هذه المشاريع إلى خلق ديناميكية اقتصادية واجتماعية رامية إلى تشجيع السياحة الثقافية، التكوين و خلق مناصب الشغل، إلى جانب ترقية العادات و التقاليد الشفوية، و المهن والحرف التقليدية، ناهيك عن حماية وإعادة تهيئة وحفظ المعالم و المخططات الأثرية والقديمة». ومن المقرر أن تستفيد الجمعيات من دورات تكونية من أجل تقوية وتعزيز قدراتها في مجال البحث عن مصادر التمويل و تسيرها في ظل المساعدات المالية الوطنية والدولية». وأكد من جهته لحول سمير مدير الدراسات على مستوى وزارة الثقافة، على الأهمية التي توليها الوزارة لهذا البرنامج الذي يترجم مجهودات الدولية الجزائرية من أجل حماية والحفاظ على التراث الثقافي الوطني بكل جوانبه ، وحرصها على إدماج الجمعيات كشريك فعال وحقيقي في كل برنامج ومشروع مسطر في هذا الأساس. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج المشترك بين الجزائر والاتحاد الأوروبي ، بقيمة 24 مليون أورو يموّل منه الاتحاد 21.5مليون أورو والجزائر 2.5 مليون أورو، ويدوم على طول 56 شهرا، كما يعد من أكبر وأهم المشاريع الثنائية المتعلقة بالتراث التفافية في منطقة المغرب العربي.
