لا تراجع عن مبدإ اعتراف فرنسا بجرائمها وجه وزير المجاهدين، أمس، من وهران، نداء لكل جزائري يملك وثائق أو مادة أخرى تتعلق بالتاريخ، أن يسلّمها للمتاحف بهدف توجيهها للدراسة والبحوث وتعزيز الذاكرة. أكّد الطيب زيتوني، استمرار مهمة الوزارة في كتابة التاريخ الوطني وفضح جرائم الاستعمار التي تعتبر واجبا وأمانة تستدعي الحفاظ عليها بين كل الأجيال، فهي كفيلة بإرغام فرنسا على الاعتراف بجرائمها وجواب حقيقي لممارساتها القمعية الوحشية ضد الشعب الجزائري الأعزل. في ردّه للصحافة على سؤال حول زيارته لفرنسا وسير عملية استرجاع الأرشيف، كشف الوزير عن عقد لقاء بين لجنتي الجزائروفرنسا للأرشيف لمناقشة هذا الملف، مشيرا إلى أن الدولة مصممة على استرجاع الأرشيف، إضافة لملف المفقودين الذي يجب أن يأخذ مجراه القانوني. وأعلن زيتوني في هذا الصدد، عن اتصالات مكثّفة مع وزارة الخارجية الفرنسية لاسترجاع الجماجم التي أسماها «قضية مبدأ وشرف»، موضحا أن كتابة التاريخ لا تؤثر على العلاقات بين البلدين، كونها للجزائريين والفرنسيين أصدقاء الجزائر في ثورة التحرير وأن اليمين المتطرف وأطرافا أخرى ترفض الاعتراف بالمجازر الوحشية محاولة منها قمع أي مبادرة في هذا الاتجاه. كما أكد زيتوني خلال لقاء بالأسرة الثورية بالمنظمة الوطنية للمجاهدين، أمس، بحضور السلطات المحلية أن قطاعه يسعى لحل مختلف المشاكل بتحسين الوضعية الاجتماعية والصحية والنفسية للمجاهدين وتوفير الراحة لهم، منوّها بالقفزة النوعية التي حققتها الإدارة الجزائرية من رقمنة الوثائق وغيرها من الإجراءات الأخرى. كما أشار نفس المسؤول، إلى 25 مركز راحة وعديد الورشات قيد الإنجاز، إضافة إلى 10 مشاريع مجمدة إلى حين، وفق ما جاء على لسان وزير المجاهدين. منوها إلى الوزن الثقيل الذي تلعبه الأسرة الثورية وتمجيد التراث الثقافي المرتبط بالثورة. خلال الزيارة إلى وهران، عاين الوزير سير أشغال معرض الذاكرة المحاذي لمتحف المجاهد الذي يبرز البعد الحضاري للجزائر قبل الاستعمار، بنسيجها العمراني والثقافي. تم بناء هذا الصرح الكبير على مساحة أزيد من 2800 متر مربع ويحتوي على 20 فضاء حول تاريخ الثورة التحريرية والمقاومات الشعبية والجانب الحضاري للجزائر، ناهيك عن شهادات حية على جرائم المستدمر، بالإضافة إلى فضاءات أخرى ثقيلة بوزنها، غنية بموادها التاريخية والحضارية.