الجزائريون احتفلوا أمس فرحا بمحاربيهم الموندياليين "إليكم مليون ونصف مليون تحية شكر من أنصاركم الأوفياء" فاجأ الجمهور الرياضي الجزائري الجميع، ليلة أمس، بخروجه إلى الشوارع للتعبير عن فرحته الكبيرة، ليس بالنتيجة النهائية للمباراة باعتبار أن الخضر خسروا ورقة النهائي وتكبدوا هزيمة عريضة لم يحلم بها أكبر المتفائلين في صفوف الفراعنة، ولم يتوقعها أيضا أكبر المتشائمين الجزائريين، وإنما فرحا بالمردود الذي قدمه أشبال المدرب رابح سعدان في هذه الدورة ووصولهم إلى المربع الذهبي. خرجوا بأعداد غفيرة ورفعوا الرايات الوطنية وما إن أعلن الحكم المتواطأ مع المصريين عن صافرته النهائية بتأهل منتخبه المحبوب، حتى خرج الجزائريون إلى الشوارع متحدّين مرارة خسارة الإقصاء، حيث خلقوا أجواء رائعة بفضل هتافاتهم المدوية ومنبّهات السيارات، إلى درجة أنه خيّل للجميع بأن الخضر هم من فاز بالمباراة وتأهل إلى المواجهة النهائية، وهو ما شكّل صفعة قوية للعديد من المشكّكين في الروح الرياضية للجمهور الرياضي الجزائري. اللاعبون أدوا ما عليهم ... والحكم ربي وكيلو هذا هو الانطباع الذي خرج به الجزائريون، أمس، بعد نهاية المباراة، حيث لم تأثر عليهم الهزيمة العريضة التي مني بها الخضر، وأجمعوا كلهم بأن زملاء المتألق مجيد بوڤرة أدوا ما عليهم في الميدان، لولا الحكم الذي كان متواطئا مع المنافس وانحاز له بدرجة مفضوحة ومخزية، لأنه ليس من السهل أن تكمل اللقاء وأنت متأخر في النتيجة ومنقوص عدديا، ويا ليت إن كانت البطاقات الحمراء مستحقة، وهو ما جعل اللاعبين يخرجون مرفوعي الرأس بعدما أدو ما عليهم. نحن في المونديال ... شوفونا في الجزيرة هي واحدة من العبارات التي رددها الأنصار، أمس، بعد الهزيمة، التي ما كانت لتكون لولا الحكم المتواطئ الذي فعل كل شيء حتى يخرج رفاق زياني ليس فقط من المقابلة، وإنما من المنافسة أيضا، ولكن الجمهور الجزائري كان له نظرة مغايرة، حيث حرص على توجيه رسالة مشفرة إلى المصريين، مفادها أن أبناء المليون ونصف المليون شهيد فخورين جدا بمردود محاربيهم، هكذا قاله كل من التقته "الشباك" ليلة أمس بعد المباراة: "نحن في المونديال رغم كل شيء، وليشاهدونا عبر قناة الجزيرة خلال شهر جوان القادم". الجميع استجاب للنداء والعاصمة تغلقت بالسيارات صحيح أن الجزائر انهزمت، أمس، وبنتيجة عريضة لم يتوقعها أحد، بما في ذلك المنتخب المصري وأكبر المتفائلين في صفوفه، ولكن الأمر الذي وقف عليه الجميع في الجزائر، أول أمس، هو الطريقة التي تعامل بها الجمهور مع النتيجة النهائية، وإلا كيف فسّر خروج كل ذلك الكم الهائل من المناصرين إلى الشوارع، فكل الطرقات الرئيسية للعاصمة أغلقت أمام التوافد الكبير للجماهير عليها من كل نحو وصوب، الجميع كانوا يهتفون بحياة الجزائر ونددوا بما فعلوه من خلال إرشائهم للحكم الذي كان بمثابة اللاعب الثاني عشر في صفوفهم. لاعبونا محاربون وعمرهم ماخافوا هذا هو الانطباع الذي ساد الجزائر، أمس، بمختلف فالجميع أكد أن الجزائر تملك منتخبا وطنيا وشكلا من لاعبين محاربين ورجال لا يعرفون معنى الخوف، وهو ما أكدته مجريات المباراة، لأن أشبال المدرب رابح سعدان واصلوا اللعب بكل شجاعة وبسالة ولم يتأثروا بكل القرارات المنحازة التي كان بطلها الحكم أو اللاعب الثاني عشر في صفوف الفراعنة: "لاعبونا أكدوا أنهم رجال مايخافوش ومايولوش للور، لقد أدوا مباراة كبيرة رغم أن الحكم كان ضدهم منذ البداية، والمصريون ربحوا جيفة، والعدالة الإلهية ستنصفنا مهما طال الزمن". قبّلوا صور حليش وأبدوا تعاطفهم معه" كما أن ما لم يهضمه الجمهور الجزائري، أمس، هو طرد المدافع رفيق حليش الذي من المعروف عنه أنه يلعب برزانة كبيرة وقليلا ما يتلقى الإنذارات، فما بالك البطاقات الحمراء، إلا أن الحكم المنحاز كان له رأي مغاير، وفضل أن يدخل التاريخ من بوّابته الخاصة بطرد صاحب هدف الفوز أمام المالي، لعلمه التام بأنه ركيزة أساسية في الخط الخلفي للخضر، وهو ما جعل الجمهور يبدي تعاطفه مع اللاعب، حيث حرص العديد منهم على توجيه رسالة خاصة له عبر صفحات "الشباك" مفادها أن كل الشعب الجزائري سيقف معه وكل عناصر التشكيلة، وسيواصلون دعمهم لهم إلى غاية المونديال الذي سيكتفي المصريون بمشاهدته عبر الشاشة الصغيرة، لتبقى اللقطات المأثرة هو ما قام به البعض منهم الذين لم يجدوا طريقة للتعبير عن مساندتهم للاعب سوى رفع صورته والتقبيل عليها.