على هامش أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي ببانجول: العرباوي يلتقي بالرئيس السنغالي    امتحانا التعليم المتوسط والبكالوريا: تحديد تواريخ سحب الاستدعاءات    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط: التوقيع على 7 مذكرات تفاهم بين متعاملين جزائريين وموريتانيين    في حملة وطنية أطلقت أمس للتوعية بمخاطرها: تحذير من الاستعمال السيّئ لوسائط التواصل الاجتماعي    الرئيس الصحراوي يؤكد مواصلة الكفاح لغاية نيل الحرية    إجراءات للوقاية من الحرائق بعنابة: تزويد محافظات الغابات في الشرق بطائرات "الدرون"    إعادة فتح جسر كيسير أمام حركة المرور    ما سيسمح بوصول التغطية إلى 100 بالمئة: مساع لربط 467 سكنا بالغاز في بوراوي بلهادف بجيجل    الرئيس تبون يدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتها أمام التاريخ ويؤكد: البشرية فقدت في فلسطين المحتلة كل مظاهر الإنسانية    تواصل مساعيها الدبلوماسية لفضح الصهاينة و وقف العدوان على غزة    باتنة على موعد مع الطبعة الرابعة: مهرجان إيمدغاسن الدولي يحتفي بنجوم السينما الجزائرية    اليوم العالمي لحرية الصحافة: عميد جامع الجزائر يدعو للتصدي للتضليل الإعلامي الغربي    البطولة الإفريقية للسباحة: 3 ذهبيات وبرونزية حصاد الجزائر في اليوم الرابع من المنافسات    الرئيس تبون.. جهود كبيرة في تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي    الجزائر الجديدة.. حركية كبيرة وتدابير تشجيعية    رئيس الجمهورية يهنئ نادي فتيات أقبو    المصادقة بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي    الصحافة الوطنية تلعب دورا كبيرا في المشهد الإعلامي    رؤساء الأندية يطالبون بتعديل متوازن    حقيقةX دقيقة: بعد سنوات الظل..    وسام مالي لمصطفى براف    تحضير المراسيم الجديدة الخاصة ب"عدل 3"    "طوفان طلابي" مؤيد لفلسطين يجتاح أرقى جامعات العالم    الإعلام والمساجد لمواجهة خطر الوسائط الاجتماعية        الجزائر في طريق تحقيق التكامل الإفريقي    وكيل أعمال محرز يؤكد بقاءه في الدوري السعودي    دعوة إلى توحيد الجهود لحماية الحقوق الأساسية    النزاع المسلح في السودان.. 6.7 مليون نازح    قلعة لإعداد الرجال وبناء الوطن    عزلة تنموية تحاصر سكان مشتة واد القصب بتبسة    26 مراقبا في دورة تكوينية    أول وفد لرياضيينا سيتنقل يوم 20 جويلية إلى باريس    المعالم الأثرية محور اهتمام المنتخبين    اقترح عليه زيارة فجائية: برلماني يعري فضائح الصحة بقسنطينة أمام وزير القطاع    حجز سيارات، مهلوسات ومحركات مستعملة    توقيف 15 شخصا أضرموا حريقا عمدا بحي رأس العين    البروفيسور الزين يتوقف عند "التأويلية القانونية"    الالتقاء بأرباب الخزائن ضمانا للحماية    أبواب مفتوحة على التوجيه المدرسيّ والإرشاد المهني    رخروخ: الجزائر مؤهلة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز حضورها الاقتصادي اقليميا وقاريا    السيدة كريكو تبرز "المكانة المرموقة" التي تحظى بها المرأة ضمن المشروع المؤسساتي لرئيس الجمهورية    الدرك الوطني يحذر من ظاهرة النصب والاحتيال عبر الانترنت    أم البواقي : افتتاح التصفيات الجهوية لمسرح الطفل بمشاركة 11 ولاية    الأمين العام لحركة النهضة من برج بوعريريج: لا بديل عن الانتخابات الشفافة والنزيهة في اختبار من يقود البلاد    جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تنظم لقاء بمناسبة الذكرى ال93 لتأسيسها    منشآت رياضية : بلعريبي يتفقد أشغال مشروع ملعب الدويرة    المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين تدعو إلى الاستمرار في النضال في وجه التحديات    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية بعين الدفلى    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكوكايين تفضح الكرة الجزائرية ودخلاء في قفص الاتهام
لجوء لاعبين إلى مواد محظورة يفضح جلدنا المنفوخ

فجّر اللاعب الحالي لمولودية الجزائر الوضع، بعد أن تأكد تناوله لمواد محظورة، بما في ذلك الكوكايين، ما تطلب توقيفه بعد ثبوت تناوله لمادة الكوكايين المحظورة دوليا، وبذلك يعين نجل الدولي السابق سي طاهر شريف الوزاني مأساة المنشطات إلى الواجهة، موازاة مع الصدمة التي تعرض لها الشارع الكروي خلال السنوات الأربعة الأخيرة، بعد ثبوت حالات كثيرة أبطالها لاعبون بارزون في أوج تألقهم ومستقبلهم الكروي.
لم تمر المآسي السابقة التي صنعها لاعبون صنعوا الحدث في الملاعب الجزائرية، حتى أعاد لاعب مولودية الجزائر شريف الوزاني مأساة المنشطات إلى الواجهة، بدليل توقيفه عن المنافسة إلى حين مثوله أمام اللجان المختصة، حادثة خلفت الكثير من الاستياء وسط الشارع الكروي ومحيط مولودية الجزائر على الخصوص، حيث لم يجد المدرب عادل عروش ما يقوله سوى وصف لاعبه بالعنصر الشاب الذي يملك إمكانات كبيرة تؤهله للذهاب بعيدا، والكلام نفسه أدلى به المناجير العام لمولودية الجزائر كمال قاسي السعيد الذي لم يتوان في الوقت نفسه في اتخاذ التدابير اللازمة في حال الثبوت الفعلي لتناول شريف الوزاني لمادة محظورة، في الوقت الذي لم يجد الدولي الشاب قسي طاهر شريف الوزاني ما يقوله عن ابنه سوى وصف ما حدث بالابتلاء، ولو أن ذلك لم يمنعه من التأكيد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة على ضوء النتائج التي ستخرج بها الجهات المعنية.
بلايلي وشريف الوزاني ومرزوقي وآخرون ذاقوا مرارة المنشطات
والواضح أن قضية تناول المنشطات والمواد المحظورة لن تتوقف عند اللاعب الحالي لمولودية الجزائر شريف الوزاني، بدليل مسلسل تعاطيها الذي طال نسبيا خلال السنوات الأخيرة، ومرشح للاستمرارية، في ظل غياب رقابة صارمة وقرارات ردعية، يحدث هذا رغم تدخل لجان تابعة للفيفا تدعو إلى التعامل بحزم لمحاربة هذه الظاهرة، وكان المشهد الكروي الجزائري قد عرف حالة مماثلة لقضية شريف الوزاني مع المنشطات والمواد المحظورة، والبداية كانت عام 2015 مع اللعب بلايلي حين كان يحمل ألوان اتحاد الجزائر، ما تسبب تعرضه لعقوبة قاسية انعكست سلبا على مشواره الكروي، خاصة وأن العقوبة تزامنا مع تألقه اللفت في الملاعب الجزائرية، ليكون الجمهور الجزائري على موعد مع حلقات أخرى للاعبين ذاقوا من مرارة كأس المنشطات، في صورة لاعب مولودية الجزائر مرزوقي، واللاعب السابق لأمل الأربعاء بوسعيد، وصولا إلى لاعب شبيبة سكيكدة غسيري، ولاعبين آخرين ينشطون في مختلف الفئات والمستويات، لتشهد البطولة الجزائرية نهاية العام المنصرم حالة مماثلة كان بطلها حارس اتحاد بسكرة قحة ولاعب آخر من سعيدة، وصولا إلى شريف الوزاني الذي اخلط حسابات مدربه ولاعبيه في عز المباريات الهامة والحاسمة، علما أن المنشطات لم تقتصر على الرابطة المحترفة بل تعدت إلى الأقسام السفلى، على غرار ما حدث منذ عامين، حين تم توقيف 4 لاعبين من ترجي قالمة واتحاد الكرمة، حلال مباراة الدور ال 32 من منافسة السيدة الكأس، وهذا بعد خضوعهم لعملية الفحص والكشف عن المنشطات، ويتعلق الأمر بنبيل حافظ وحسين مراكشي من إتحاد الكرمة، إضافة إلى عثمان يسعد ومحمد الطاهر حديبي من ترجي قالمة.
البروفيسور قصري: المنشطات متفشية ويجب ألا يذهب الرياضي ضحية وحده
أكد البروفيسور قصري عبد الناصر منذ أيام أن الجميع مسؤول عن تفشي ظاهرة المنشطات، وقال إنه ولا يجب أن يذهب الرياضي وحده ضحية، فهناك حسب قوله نصوص قانونية في قانون العقوبات الجزائري يجب تفعيلها لأجل مكافحة الظاهرة، كما يجب معاقبة من يسلمها للرياضي ومن يبيعها ومن يستوردها وحتى الطبيب له نصيب من المسؤولية، يحدث هذا في الوقت الذي صادقت الجزائر على اتفاقية الانضمام لهذه الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات التي تنشر كل سنة قائمة بأسماء المواد المحظورة.
وأوضح البروفيسور عبد الناصر قصري من جامعة الجزائر 3، والذي يترأس أيضا المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات بأن فرنسا أحصت 7 آلاف عينة في 69 رياضة، في الوقت الذي لم تقدم الجزائر أي رقم، مضيفا أن الرياضيين الجزائريين كثيرا ما يتم توريطهم ثم يستنجدون بمحامين تونسيين للدفاع عنهم، وذهب البروفيسور قصري بعيدا حين أكد بان 614 تلميذا من أصل 675 أبدوا قابلية لتناول المنشطات، معتبرا توريط الرياضي وحده بأنه جريمة انسانية، مؤكدا أن أصابع الاتهام توجه دائما للرياضيين فقط، في حين القوانين تخص جهات أخرى، بما في ذلك المسيرين والمدربين والمستوردين والموزعين وغيرهم، ما يجعل المنشطات لا تقتصر حسب قوله على الرياضيين فقط، بقدر ما هي مستفحلة أيضا وسط الأطفال، كما تطرق إلى مشكل غياب محامين يتولون هذه المهمة في الجزائر، ما يجعل الرياضيين الجزائريين يستنجدون بمحامين تونسيين للدفاع عنهم في محكمة التحكيم الرياضي الدولية.
وتساءل البروفيسور عبد الناصر قصري خلال محاضرة ألقاها في الجلفة بالقول: "هل سبق أن سمعنا من قبل معاقبة أطراف أخرى، مثل المدرب أو الطبيب أو المستورد أو الموزع وغيرهم ممن ورد ذكرهم في المادة 192؟"، مؤكدا في السياق ذاته على عدم تحريك أي قضية على مستوى العدالة، لكن عندما يقع الرياضي في قضية تناول المنشطات تصبح قضية رأي عام، وتتداولها الصحافة على أوسع نطاق، كما لا يوجد حسب الدكتور عبد الناصر قصري مدعي يتوجه إلى العدالة أو نحو الشرطة برفع دعوى ضد من زوده أو باع له الدواء المحظور. وأكد قصري بالقول: "ليس لدينا محامين مختصين في هذه القضايا، والرياضيون الجزائريون يعتمدون على محامين تونسيين للدفاع عنهم على مستوى محكمة التحكيم الرياضي الدولية، كما حصل مع اللاعب الدولي يوسف بلايلي، وكشف البروفيسور قصري أن إعلان برلين في 30 ماي 2013 في دورته الخامسة درس إمكانية إنشاء مكتب للمدعي العام متخصص في الجرائم المتصلة بالرياضة، وهذا بعد أن أدركوا صعوبة أن يحرك النائب العام العادي مثل هذه القضايا.
العفو عن بلايلي فتح الباب لبقية اللاعبين
حذار.. تعاطي المخدرات أخطر من المنشطات
زادت قضية اللاعب الشاب الناشط مع مولودية الجزائر، هشام شريف الوزاني في تعفن وتشوه صورة المنظومة الكروية في الجزائر التي بحثت عن النتائج من خلال الجسم السليم من دون العقل السليم، خاصة أن اللاعب هو إبن أحد أشهر اللاعبين في تاريخ الجزائر، الحاصل على لقب كأس أمم إفريقيا الوحيد في خزانة الجزائر تحت إشراف المدرب الراحل عبد الحميد كرمالي، وإلى جانب جمال مناد ورابح ماجر وموسى صايب.
كل المبررات التي قدّمها اللاعب عقب ظهور نتائج تحاليل المنشطات القادمة من سويسرا، لم تكن مقنعة، خاصة أن اللاعب ينشط مع فريق كبير، وهو ينتمي لمدرسة كروية وهرانية كبيرة، وابن أحد مشاهير الكرة في الجزائر وأحد الناجحين في عالم التدريب، فجاءت النتيجة ضربة موجعة للكرة الجزائرية خاصة أن الفضائيات العربية ووسائل إعلام عالمية ذكرت الخبر ومعه نادي مولودية العاصمة والاسم الكبير في الكرة الجزائري سي الطاهر شريف الوزاني.
ومجرد قول اللاعب بأنه أجرى عملية جراحية دون علم إدارة الفريق، فيه الكثير من اللامبالاة والاستهزاء بالمنظومة الرياضية وحتى الصحية والإدارية في الجزائر، فمن غير المعقول أن يُجري أستاذ في مدرسة عملية جراحية دون علم مدير المدرسة، فما بالك في نشاط أو مهنة بدنية من المفروض أن يمارس فيها الشخص الجري واللعب يوميا سواء في التدريب أو في لقاءات الأسبوع الكروية، أما أن تكون الإدارة نائمة ولا تدري بغياب اللاعب ولا بوهنه بعد إجرائه عملية جراحية فمعنى ذلك أن الفضيحة الإدارية أقوى من الفضيحة التي تورط فيها هذا اللاعب الموهوب الذي أبان دائما عن إمكانيات كبيرة وكان من المرشحين للاحتراف في الخارج.
حادثة هشام شريف الوزاني فيها الكثير من الشبه لحادثة اللاعب يوسف بلايلي الذي سقط في المحظور في شتاء 2015 عندما كان فريقه اتحاد العاصمة على مشارف النصف النهائي من رابطة الأبطال، حيث ضرب فريقه في الصميم واتضح بأن يوسف بلايلي الذي كان عبارة عن مشروع نجم عملاق، تعاطى الكوكايين في قلب مباراة إفريقية لناديه أمام ممثل الجزائر الآخر في ذلك الوقت مولودية العلمة، ووجد يوسف بلايلي الدعم من الجميع، وعاد إلى الميادين بعد فترة العقاب، وبالرغم من أن ما يقدمه لحد الآن مع الترجي التونسي عاد، بدليل أنه لم يسجل سواء في رابطة الأبطال او في الدوري التونسي أي هدف، ما عدا ما سجله من ضربات الجزاء التي اختص في تنفيذها مع فريقه التونسي.
ومع ذلك فُتحت الأبواب ليوسف بلايلي الذي عاد للمنتخب الجزائر وتم اقتراح اسمه ليكون من أحسن لاعبي الجزائر، في الوقت الذي سقطت أسماء لاعبين كبار يصنعون حاليا الحدث في أوربا بأدائهم وأخلاقهم ولم يحصلوا على بطاقات حمراء، مثل عيسى ماندي وآخرين.
في إنجلترا عقب مباراة هايسل الشهيرة في منتصف ثمانينات القرن الماضي، بين ليفربول وجوفنتوس، عندما عاقب الاتحاد الأوروبي أنصار وفريق ليفربول بسبب ما اقترفوه من أعمال عنف أودت بحياة العشرات من الأنصار، قامت رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت مارغريت تاتشر بتشديد العقوبة أكثر، فتحوّل الجمهور الإنجليزي إلى الأحسن في العالم، ولكن في الجزائر عندما تم توقيف لأول مرة الربّاع الشهير وبطل إفريقيا في رفع الأثقال البطل طربي في ثمانينات القرن الماضي، وقفت إلى جانبه اتحادية رفع الأثقال واعتبرت ما حدث له نقص خبرة ومؤامرة خارجية، كما وجد يوسف بلايلي بالرغم من أنه تعاطى الكوكايين دعما كبيرا من كافة الأطياف في الجزائر، في الوقت الذي تمتلئ السجون في الجزائر بالكثير من الشباب بسبب الحيازة وتعاطي المخدرات من نوع الكيف المعالج والحبوب المهلوسة.
هشام شريف الوزاني، هو إضافة إلى أنه متهم، فهو ضحية المنظومة الكروية في الجزائر، فبالرغم من الفساد الذي ضرب في العديد من بلاد العالم، إلا أن النجوم الكبار الذين يتقاضون أجرة لا يحلم بها أي إطار لا يرتكبون مثل هذه الأفعال، عكس ما هو واقع عندنا حيث أضروا بأنفسهم وبعائلاتهم وبالفرق التي ينتمون إليها.
معاقبة اللاعب وحده جريمة والمسؤولية على عاتق بقية الأطراف
مختصون يجمعون على التسيب وغياب الرقابة والتوعية
تجمع بعض الوجوه الكروية بأن انتشار المنشطات تقف وراءها عدة عوامل، وفي مقدمة ذلك غياب الرقابة والتوعية وكذا حالة التسيب التي تعرفها الكرة الجزائرية، حيث قال الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزار في هذا الجانب: "كرة القدم بشكل عام ظاهرة اجتماعية، وتتصف بخاصية التأثر والتأثير وسط المجتمع والشبان على الخصوص، أي مؤشرات سلبية سوف تعود بالضرر على المحيط الكروي، والسبب الرئيسي في انتشار الظاهرة يعود إلى حالة التسيب وغياب الرقابة، وافتقاد الكثير إلى روح المسؤولية، وأكيد أن غياب التوعية والتثقيف الكروي والتربوي سيخلف فراغا من الناحية الذهنية والتربوية وهو ما يحدث حاليا للأسف، فحين تقف على واقعنا الرياضي وواقع جيل شبان فريق جبهة التحرير الوطني وجيل إتحاد الطلبة الجزائريين في عز الثورة أكيد ستجد الفرق بشكل واضح".
من جانب آخر أكد المدرب الجزائري الذي يشتغل في الإمارات العربية مالك عبد اللاوي أن ظاهرة المنشطات يتحمل وزرها الجميع، مؤكدا على ضرورة خضوع اللعب للفحص قبل إمضاء العقد، وقال عبد اللاوي ل"الشروق: "المشكلة تكمن في الاتحادية والهيئات المسيرة للنوادي، لأن أي لاعب محترف يجب أن يكون لديه ملف طبي قبل الإمضاء على العقد، وهذا يتطلب فحص أولي له بخصوص المنشطات، إضافة إلى إلزام النوادي بتوعية اللاعبين، من خلال نشر أسماء الأدوية المحظورة، ودعوة اللاعبين إلى عدم شرب أي دواء إلا بتوصيات طبيب النادي الذي يجب أن يكون ملما بهذه الأمور، لأن معظم اللاعبين مستواهم الدراسي ضعيف، وإن شاء الله سيكون ما حدث لمرزوقي وبلايلي وغسيري وغيرهم عبرة لبقية اللاعبين".
المنشطات تعشش في ألعاب القوى
لهذا السبب حرم مزاير من "كان 2004"
وقف الشارع الكروي على عدة قرارات أصدرها مدربون في حق لاعبين، وهذا بسبب تناول مواد تصنف في خانة المحظورة، ففي نهائيات "كان 2004" بتونس، قرر المدرب رابح سعدان شطب الحارس مزاير من القائمة الرسمية، حدث ذلك قبل مباراة الافتتاح أمام منتخب الكاميرون، رغم انه كان المرشح الأول لحراسة المرمى، وهو القرار الذي أسال الكثير من الحبر آنذاك، وتكرر المشهد في عهد المدرب البوسني خاليلوزيتش الذي أزاح اللاعب بودبوز من خياراته بسبب التدخين وتناول "الشيشة"، وأسباب أخرى وصفت بالفنية، وهو ما حرمه من التواجد مع العناصر الوطنية في مونديال البرازيل.
في المقابل، عرفت أسرة العاب القوى الجزائرية ضربة موجعة في العام 2001، بعد ثبوت تناول العداء سعيدي سياف لمواد محظورة، ليتم تجريده من الميدالية الفضية التي حصل عليها في اولمبياد سيدني، والميدالية الفضية الأخرى التي نالها في بطولة العالم التي جرت في ادمونتن الكندية. وكان الرئيس الأسبق لرئيس اتحاد العاب القوى كمال بن ميسي قد صرح في وقت سابق أن المنشطات أصبحت وحش ينهش الرياضة الجزائرية، داعيا إلى ضرورة التدخل من أعلى الهيئات لإيقاف هذا العبث، خاصة في ظل وجود عدة حالات ثبت ضبطها بسبب المنشطات، منها رياضي من المنتخب الوطني العسكري، ورضا أرزقي مقدود (القفز الطويل) الذي جرى معاقبته بثلاث سنوات، بعدما تعاطى منشطين لدى مشاركته في تجمع جامب ببلجيكا في 16 ماي 2012، والعربي بورعدة" (العشاري) الذي عوقب بعامين إثر ثبوت وجود مواد منشطة في جسمه يوم 15 جوان 2012 بمناسبة تجمع راتيغن بألمانيا، وزهرة بوراس التي تم اكتشاف مواد محظورة في جسمها في مناسبتين، الأولى يوم 5 جوان 2012 في تجمع مونتروي بفرنسا ويوم 9 جوان 2012 بتجمع فيلينوف داسك بمدينة ليل بفرنسا أيضا، وكانت بوراس قد فازت بالسباقين.
اللاعب الدولي السابق حميد مراكشي ل"الشروق":
دخلاء على الكرة هم سبب إغراق اللاعبين في مستنقع المنشطات
لم يتوان الدولي السابق حميد مراكشي في تشريح الواقع المزري للكرة الجزائرية، في ظل انتشار ظاهرة المنشطات، حيث أكد في وقت سابق ل"الشروق" أن أسماء اللاعبين باتت متداولة في الكباريهات من طرف فناني الراي، فضلا عن الزطلة والغبرة التي أصبحت مباحة ومتداولة على نطاق واسع في الملاعب. وقال في هذا الجانب: "الجيل الحالي يأخذ أكثر ما يعطي، نحن على الأقل لعبنا في عز العشرية السوداء، حيث كان ضغط الإرهاب وضغط الجماهير، لكن مع ذلك كنت منضبطا فوق الميدان، أما الآن لاعب يقبض 300 مليون شهرية وبعدها لا يحسن التسديد في إطار المرمى، والأكثر من هذا يظل ساهرا على وقع الفايسبوك والغبرة والكباريهات".
وحمّل مراكشي المسؤولية لرؤساء الأندية في المقدمة، حيث قال في هذا الجانب: "كيف لهم أن يربوا أجيالا كروية شابة يكون لها مستقبل في مجال كرة القدم، والدليل أن لاعبين يقيمون بالملايير ولا يلعبون في المنتخب الوطني، يأخذون الملايين ولا يسجلون". وطرح تساؤلا بخصوص انتشار المنشطات قائلا: "من هو المتسبب في هذه الظاهرة، أكيد هم أناس دخلاء على كرة القدم الجزائرية، همهم المصلحة الشخصية حتى ولو انحدر مستوى الكرة إلى الأسفل"، وختم كلامه بالقول: "هؤلاء محسوبون على المحيط الكروي وهو بريئ منهم، جماعات تختبئ تحت غطاء لجان الأنصار أو ليفيدور، وكذا بعض المسيرين ورؤساء الفرق، هؤلاء لا يتوانون في إغراق اللاعبين في مستنقع النساء والمنشطات والكباريهات.
محمد الصغير فارس رئيس رائد القبة.. ل"الشروق"
"بلطرش أعلم لجنة مكافحة المنشطات بوضعيته والنتائج لم تصدر بعد"
عبّر رئيس رائد القبة محمد الصغير فارس، عن امتعاضه الشديد بسبب انتشار خبر وقوع لاعبه أسامة بلطرش، في تحليل الكشف عن تعاطي المنشطات والمواد المحظورة، مشيرا إلى تسريب معلومات غير صحيحة قد يكون لها تأثير سلبي على اللاعب وعلى مشوار الفريق الساعي لتحقيق البقاء هذا الموسم في الرابطة الثانية المحترفة.
وأوضح محمد الصغير فارس، في حديث مع "الشروق" أمس، أن نتائج الاختبارات ستصدر بعد نحو أسبوعين، مستبعدا أن يكون بلطرش قد تعمد تناول مواد منشطة أو محظورة: "أعرف اللاعب جيدا، فهو شخص خلوق ومستحيل أن يقع في المحظور عمدا.. أنا أعرف كل لاعبي الفريق وأؤكد لكم أن بلطرش من خيرتهم وأكثرهم انضباطا".
وقال نفس المتحدث أيضا: "عقب مباراة اتحاد البليدة، وقعت القرعة على اللاعب بلطرش، للخضوع لفحص تناول المنشطات، وقبل تقديم عينّة من "البول"، سأله الطبيب إن كان يتناول أي دواء في الفترة الحالية، فكشف له اللاعب عن قائمة الأدوية التي يتناولها منذ أكثر من أسبوع، بسبب عدم شفائه بعد نزعه "ضرس العقل" وهو في قائمة الأدوية اسم -سيميدرول- ولذلك طلب منه الطبيب إخطار رئيس لجنة مكافحة المنشطات جمال الدين دمارجي، في أسرع وقت ممكن، وتقديم ملف كامل عن حالته المرضية، وهو ما حدث يوم الأحد الماضي، مع الإشارة إلى أن اللاعب لم يتعد الآجال القانونية المحددة ب72 ساعة عن المباراة وأخذ العينات".
وأضاف المسؤول الأول في بيت الرائد: "تسريب الخبر الكاذب يضر باللاعب والفريق بشكل عام، فهذه محاولة لتلطيخ سمعة بلطرش ورائد القبة ولعبة كرة القدم.. من العيب تسريب أخبار كاذبة".
هذا، واهتز محيط رائد القبة مساء الأحد الماضي، بخبر بوقوع بلطرش في كشف تعاطي المنشطات ومواد محظورة، والجميع تخوف من تكرار سيناريو بلايلي، مع لاعب واعد، ولكن إدارة الرائد فنّدت الخبر على لسان رئيسها محمد الصغير فارس، مؤكدة أن اللاعب بريء وتناوله للدواء مرخص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.