لف عنقه بسلك وشنق نفسه مساء الثلاثاء بينما كانت زوجته وبناته ال4 ينتظرن عشاء وعدهن به "خرج مساء الثلاثاء الماضي من الغرفة التي نسكنها في المخيم حزيناً ومرتبكاً بعد عجزه عن تأمين عشاء وعد به زوجته وبناته ال4، وبعدما وصله خبر تدمير منزله في اليرموك، صعد إلى سطح المبنى وشنق نفسه بسلك ربطه على عنقه". هكذا روت والدة زوجة الفلسطيني محمد ملسي (34 عاماً) مآساة زوج ابنتها الذي أقدم على الانتحار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمنطقة صيدا جنوب لبنان، الذي انتقل إليه قبل 15 يوماً قادماً من مخيم اليرموك في سوريا، خوفاً من الموت في المعارك المحتدمة في العاصمة السورية دمشق. وقالت لمراسلة "الأناضول" إن الضحية كان يبحث عن عمل ليل نهار في العاصمة بيروت كما في مدينة صيدا وضواحيها دون أن يجد من يوظفه. زوجته التي أصيبت بانهيار عصبي مع سماعها خبر انتحار زوجها خاصة انّها كانت هي من أصرت على وجوب مغادرة منزلهم في اليرموك مع احتدام المعارك فيه، رفضت الحديث الى الاعلام تماماً كابنتها الكبرى (12 عاماً) التي حاولت أن تهتم بأخواتها الصغيرات اللواتي بدَون غير عارفات بما يدور حولهن. ومضت حماة ملسي قائلة : “كان حزيناً جداً على وضع والدته المريضة في سوريا باعتباره لم يكن قادراً على تأمين مصاريف علاجها، ولا شك أن تزامن كل هذه المشاكل مع بعضها البعض جعلته غير قادر على امتلاك نفسه فانتحر." ويروي النازحون من مخيم اليرموك الى عين الحلوة في سوريا حجم مأساتهم الحالية خاصة انّهم كما قالوا لمراسلة "الأناضول" كانوا يعيشون حياة كريمة في سوريا فاذا بهم في عين الحلوة يعيشون ومع 80 ألف لاجئ آخر في كيلومتر مربع واحد في ظروف حياتية يرثى لها". وكان أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، قال ل"الأناضول" في وقت سابق أن "عدد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا للبنان قارب ال 5400 عائلة أي حوالي 20 ألف لاجئ". وأشار إلى أن معظم اللاجئين فرّوا من مخيم اليرموك في دمشق"، وأن نحو 1250 عائلة من الوافدين الجدد تتمركز في مدينة صيدا جنوب لبنان، و140 عائلة في مخيم "المية مية" (4 كلم شرق صيدا)، وحوالي ألف عائلة في مدينة صور الجنوبية". بدورها، قالت مصادر فلسطينية من داخل مخيم عين الحلوة أن 1100 عائلة فلسطينية بالإضافة ل40 عائلة سورية فرَت مؤخرًا إلى مخيم عين الحلوة ليصبح عدد المقيمين بالمخيم الذي لا تتجاوز مساحته الكيلومتر أكثر من 85 ألف شخص.