يرجح المحلل السياسي الإيراني، أمير موساوي، فوز الإصلاحي حسن روحاني، في حال دخول تيار المحافظين بأكثر من مرشح، ويعتقد أن ذلك يخدم الإصلاحيين بعد النكسات التي عرفتها فترة حكم المحافظ احمدي نجاد. وأرجع أمير موساوي أهمية رئاسيات هذا الجمعة بإيران، إلى الدور الكبير الذي صارت تلعبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة، ويؤكد موساوي ل"الشروق"، بالقول "كل المعمورة تنتظر من سيصبح رئيسا لإيران"، وعمن سيكون خليفة لنجاد، يضيف "ربما يفوز الإصلاحي روحاني في حالة ما بقي المعسكر المحافظ مشتتا... نعم المحافظون لهم حظوظ كثيرة، لكنها ستضعف في حال التفرد". وربط أمير موساوي، في توقعاته بمعطى آخر، وهي فترة حكم الرئيس، احمدي نجاد، المحسوب على التيار المحافظ، ويذكر "فشل نجاد في معالجة ملفات اقتصادية، خاصة البطالة والدفع بالعجلة الإنتاجية، وكذلك الحال في العلاقات بمد جسور مع الخارج"، ويزيد إلى ما سبق "هنالك نوع من التشتت الداخلي". ويرفض أمير موساوي الطرح المتداول من أن العملية الانتخابية لا تخرج عن دائرة ما يريد مرشد الثورة الإسلامية، قائلا "هذا الطرح هو صناعة غربية، يراد من ورائها تقليص العملية الديمقراطية في إيران، هم لا يريدون ظهور دولة إسلامية بمظهر ديمقراطي، يريدون تقديم نموذج إسلامي على شاكلة القاعدة والإرهاب لا غير، أؤكد أن الناخبين الإيرانيين وحدهم من يختارون رئيسهم".
رئيس مركز البحوث العربية الإفريقية بالقاهرة، عبد الغفار شكر، ل"الشروق": "رئيس إيراني ذو توجه إصلاحي هو الأنسب للعرب"
"الشروق": ما هي رهانات الرئاسيات الإيرانية؟ عبد الغفار شكر: إيران وقعت في يد المحافظين، وهي تعيش صراعا محتدما بين التيار المحافظ والتيار الإصلاحي، وستكون انتخابات هذا الجمعة فاصلة، لارتباطها بدور محتمل لها في منطقة الشرق الأوسط، خاصة سوريا، وقرب توجيه إسرائيل ضربة لها. المؤكد أن إيران ستدخل العام القادم مرحلة جد حساسة، فالذي سيدير مقاليد الحكم يجب أن يتمتع بقدرة في التفاعل مع القوى الإقليمية والدولية، واعتقد أن المرشح الليبرالي هو الأصلح.
وهل سيكون الأصلح للعرب؟ علاقة إيران مع العالم العربي ليست بالجيدة، رغم وجود مصالح مشتركة بينهما، ومن الضروري لإيران والعالم العربي انتهاج سياسية حسن الجوار وتفادي النزاعات والخصومات. وبالنسبة لإيران، فرئيس إصلاحي أقرب إلى تحقيق الوفاق مع العالم العربي.
أصوات الناخبين هي الوحيدة التي تصنع الرئيس الإيراني؟ المشكلة في نظام الحكم هي ولاية الفقيه، نعم هنالك انتخابات حرة نسبيا، لكن الكل متوقف على مصلحة تشخيص النظام الذي يضح اللوائح للمرشحين ويشطبهم في وقت لاحق، بهذه الطريقة فالديمقراطية منقوصة، ولا نبالغ بالقول أن النظام الإيراني ليس ديموقراطيا، والدليل على ذلك أن الرئيس ليس مطلق الصلاحيات، لا يمكن له تجاوز ولاية الفقيه.