فجرت المشاهد التي خلفتها عملية التسمم الخطير الذي طال الأسبوع الفارط، أكثر من 60 تلميذا بمدرسة البشير الإبراهيمي ببلدية الكاف لخضر جنوبي المدية، مشاعر الغضب لدى كثير من أولياء أمور تلاميذ عديد المدارس التي يتوزعها الجنوب الكبير لولاية المدية، وعاد الحديث من جديد عن ظروف النقل والتخزين غير السليمة للمواد الغذائية بهذه المطاعم وكذا نوعية هذه المواد الرديئة والمتدنية. وأعرب عديد ممثلي التلاميذ عن استيائهم من شروط التخزين الخطيرة لمواد سريعة التلف، على غرار مشتقات الحليب واللحوم التي يجري تخزينها بقسم من الأقسام الدراسية العادية دون توفر وسائل التبريد والسلامة، كما يجري الحديث وبشكل واسع عن تعمد الكثير من المموّنين اقتناء نوعية رديئة من اللحوم التي تستقدم من عين وسارة بسعر لا يتجاوز 500 دج للكغ في وقت تتم فوترتها بمبلغ لا يقل عن 1200 دج للكغ الواحد، كما تم في كثير من المرات ومن خلال زيارات مفاجئة يقوم بها ممثلون لأولياء الأمور بعدد من المدارس ضبط مواد حليبية كالجبن والقشطة مشرفة على انتهاء مدة الصلاحية بعد أن جرى اقتناؤها بأسعار متدنية وتوزيعها في شكل سموم لتلاميذ تلك المدارس البعيدة عن اعين الرقباء، من غير الحديث عن وسائل نقل تلك المواد وتوزيعها على المدارس من قبل المموّنين والتي تتكون في معظمها من جرارات فلاحية وشاحنات صغيرة لا تتوفر على شروط السلامة والتبريد. ويوجه هؤلاء الأولياء أصابع الاتهام إلى كثير من مديري المدارس الذين يتهمونهم بغض الطرف عن تجاوزات الممونين نظير استفادات من امتيازات خاصة يتحصلون عليها منهم، كما يعمد كثير من هؤلاء المديرين إلى لجم ألسنة المعلمين بتلك المدارس بتمكينهم من وجبات من مخصصات التلاميذ، في وقت تمنعهم النصوص القانونية كما تمنع كل شخص لا يتمتع بصفة تلميذ من تناولها، والحاصل أن أولياء التلاميذ ومن خلال بيانات بعثوا بها إلى الجهات الوصية يدعون إلى التحقيق المعمق في كثير من مدارس الجنوب الولائي التي تطبعها التجاوزات المذكورة وأكثر منها، كما يدعون إلى الإسراع في الفراغ من التحقيق في قضية تسمم تلاميذ مدرسة البشير الإبراهيمي.
