أمر الثلاثاء قاضي التحقيق لدى محكمة قسنطينة، بإيداع شاب في الثالثة والعشرين من العمر، رهن الحبس المؤقت، على خلفية جريمة مروّعة ارتكبها منذ أربع سنوات في حق شقيقه الأكبر البالغ من العمر 28 سنة، عندما طعنه بخنجر بعد شجار أخوي عادي، وكانا سويا لوحدهما في مسكنهما العائلي، الكائن بحي بكيرة التابع لبلدية حامة بوزيان، ثم حرق جثته ودفنه في حديقة منزلهما وهو من البناء الفوضوي، وأبلغ والدته بأن شقيقه هاجر في غيابها حتى لا يعذبه فراق الوداع، عبر زورق بطريقة غير شرعية من سيدي سالم بعنابة نحو إيطاليا. وبقيت الأم تتقدم بين الحين والآخر للأمن والصحافة بحثا عن فلذة كبدها، إيمانا منها بأنه قد هاجر إلى الخارج أو ربما غرق في البحر، بسبب انعدام المعلومات عنه، وعدم اتصاله بها، حيث كان ابنها الجاني يزعم بأن رفاقه أكدوا له بأنه في حالة صحية جيدة وهو يعيش بين النمساوألمانيا، وسيعود حالما يتمكن من أوراق الإقامة. ولكن الجاني قرّر في صحوة ضمير متأخرة صباح أول أمس، التقدم من مصالح الدرك الوطني المتواجد مقرها قرب محطة القطار في حي بكيرة واعترف بجريمته، وقال بأن الشجار كان عاديا، ولكن المخدرات التي تعاطاها في ذلك اليوم، جعلته يثور في وجه شقيقه الأكبر، ويزرع خنجرا في صدره، وحتى لا يصدم والدته - حسب اعترافاته - قام بحرق جثته ودفنه غير بعيد عن المسكن حتى يتمكن من قراءة الفاتحة عليه والدعاء له، ولكن الأمر عذبه حيث توجه أول أمس إلى مركز الدرك الوطني وقال بأنه صار لا ينام إطلاقا وقتلته الكوابيس الليلية، فقرر البوح بما أقدم عليه، إذ تمكنت الشرطة العلمية من كشف الهيكل العظمي للشاب الضحية وهي الحادثة التي صدمت كل سكان بكيرة الذين كانوا يتناقلون إشاعات عن تواجد الضحية في سجن في ألمانيا.