أعلنت حركة مجتمع السلم عن "سلسلة جديدة من المشاورات"، بحثا عن حلول للأزمة التي تعيشها البلاد، وأوضحت الحركة على لسان رئيسها، عبد الرزاق مقري، أن المبادرة الجديدة سوف لن تكون بديلا لمبادرة "تنسيقية الانتقال الديمقراطي"، التي تعتبر "حمس" أحد أبرز أعضائها. وقال مقري في كلمة له في افتتاح مجلس الشورى أمس: "إننا نعلن في الأخير بأننا سننطلق مباشرة بعد مجلس الشورى هذا، في سلسلة جديدة من المشاورات باسم حركة مجتمع السلم مع كل الأطراف، سلطة ومعارضة، للدعوة لهذه الرؤية". وتفاديا لحدوث سوء فهم من قبل نظرائه في المعارضة، أوضح مقري أن "هذه المشاورات لن تكون مبادرة جديدة ولا بديلا عن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، بل ستكون تثمينا لرؤيتها من وجهة نظر حركة مجتمع السلم، إبراء للذمة أمام الله وأمام أجيال الجزائريين في الحاضر والمستقبل، وإراحة للضمير، وإقامة للحجة بعد الحجة على الجميع". واعترف رئيس "حمس" بقوة النظام وصعوبة تغييره من الداخل أو من الخارج: "لقد أدركنا منذ أن نفضنا أيدينا من التحالف الرئاسي بأننا في مهمة وطنية جديدة شاقة وعسيرة، وأن النظام السياسي الذي عجزنا عن تغييره من داخله، بعد أن ساعدناه على إنقاذ مؤسسات الدولة يوم أن كان فقيرا ضعيفا، لن يكون سهلا تغييرُه من خارجه". وبرّأ المتحدث ذمة حزبه مما تعيشه البلاد من أزمات: "لقد علمنا بأن بلدنا في أزمة حقيقية وحاولنا مرات ومرات أن نرشد القوم لعلهم يعقلون.. توجهنا للمسؤولين الذين يحكموننا، فرفضوا الحوار، بل ومجرد الاستماع لمن يعارضهم ويخالفهم". وحاول مقري إبعاد شبهة الانتهازية التي تلاحق حزبه، فقال: "لقد اشتغلنا مع النظام السياسي حين كان ضعيفا معزولا، وعارضناه حينما أصبح قويا غنيا مما يبعد عنا كل شبهة للانتهازية، وغادرنا الحكومة بعد الانتخابات التشريعية، ولو فعلنا ذلك قبلها لحُق للناس أن يظنوا: إنها حسابات الربيع العربي". وشدد رئيس "حمس" على أن اختيار حركة مجتمع السلم لخيار المعارضة "سلوك وطني أصيل اختاره مناضلونا قبل المؤتمر الخامس وأكدوه أثناءه، بعد أن بان لهم بأن النهج السابق قد استنقد أغراضه، وأدى الذي عليه ولم يصبح البتة مجديا، وأنه لا رجعة إلى الحكومة بأي حال من الأحوال وبأي صفة من الصفات". غير أنه أبان عن توجه قريب من مواقف السلطة تجاه قضايا خارجية، مثل الأزمة الليبية والوضع في تونس ووصفها ب"السياسية الجيدة التي انتهجها النظام السياسي بخصوص ليبيا وتونس والتي نساندها ونقف معها". وشرح مفهوم المعارضة التي رفع لواءها منذ توليه مقاليد "حمس"، قائلا: "لا يعني هذا أننا حينما نعارض الحكومة، نعارض كل شيء يأتي منها ولو كان فيه مصلحة البلد والأمة، إننا حينما لاحظنا الرشد في السياسة الخارجية الجزائرية بشكل عام، في شأن ليبيا وتونس وفلسطين مثلا لم نجد حرجا في إعلان تأييدنا لها بكل حال".