تجمهر قرابة 18 عائلات منحدرة من أحياء مختلفة من ولايتي الطارف وعنابة صبيحة الخميس، أمام مقر المجموعة الإقليمية لخفر السواحل بعنابة للاستفسار عن الحراقة الذين مازال مصيرهم مجهولا منذ الفاتح من الشهر الجاري، حيث أفادت مصادرنا بأن عائلات الشباب الذين خاضوا رحلات حرقة نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر المجموعة الإقليمية لخفر السواحل وجهوا من خلالها نداءهم إلى قيادة البحرية بعنابة من أجل التحرك والبحث عن أبنائهم الذين لا يزالون يواجهون مصيرا مجهولا بعد انقطاع أخبارهم نهائيا عقب إبحارهم من شاطئ البطاح بالطارف. أهالي الحراقة المنحدرين من قرية سيدي مبارك أكدوا أن أبناءهم المدعوين "ق. محمد"، "ف. حسين" و"ح. عبد العزيز" الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و32 سنة، قرروا رفقة 14 شابا آخر ينحدرون من أحياء مختلفة من ولاية عنابة على غرار جبانة اليهود والسانكلو وسيدي سالم، الهجرة غير الشرعية نحو جزيرة سردينيا الإيطالية انطلاقا من شاطئ البطاح هروبا من أعين خفر السواحل، لكن ساعات قليلة عقب إبحارهم، أخبارهم فقدت تماما وانقطعت اتصالاتهم بذويهم ومرت قرابة 10 أيام دون أن يظهر أثر للقارب الذي كانوا على متنه بعد رحلات البحث التي شنتها مصالح خفر السواحل. وعليه، استنجدت صبيحة أمس عائلات الحراقة بقيادة البحرية، وطلبوا من القائمين عليها مواصلة إجراء اتصالاتهم مع نظيرتها في جزيرة سردينيا الإيطالية خصوصا أن المعلومات التي نشرت عبر موقع وكالة الأنباء الرسمية "أنسا" مفادها العثور على قارب الحراقة على بعد 60 ميلا بحريا من سواحل منطقة كالياري بإقليم سردينيا الجنوبي، حيث تنقلت فورا إلى عين المكان وعثرت على أحدهم متوفى، فيما وجد الآخرون في حالة صحية جد متدهورة. وهي المعلومات التي أدخلت عائلات المفقودين في دوامة وجعلتهم يتنقلون بين مقر خفر السواحل وبين القنصلية التونسية بعنابة وفيهم من تنقل نحو العاصمة التونسية وولاية بنزرت للاستفسار أكثر عن مصير أبنائهم المجهول. وطلبت العائلات التي لاتزال تبحث عن أمل ولو ضئيل في العثور على أبنائها قيد الحياة من السلطات الجزائرية التدخل العاجل لمعرفة مصيرهم، خصوصا بعد تداول بعض الصحف الإيطالية أخبارا مفادها إنقاذ حراقة جزائريين من الموت بسواحل جزيرة سردينيا الإيطالية.
