افتقدت الساحة الإعلامية نهار الأربعاء، الإعلامي البارز بشير حمادي، أحد أشهر الأقلام التي زيّنت "الشروق اليومي"، طوال سنوات بدايتها، حيث رأس تحرير الجريدة عقب ميلادها فكان يخطّ افتتاحيتها بين الحين والآخر، إضافة إلى مقال أسبوعي بعنوان خواطر، ضمن صفحات أقلام التي وضعت "الشروق اليومي" ضمن كبريات الصحف على المستوى العربي. وكان آخر ما نشره على صفحته في "الفايس بوك" بعنوان موعد غذاء وآية الكرسي فوق رؤوسنا لتبعد عنا شياطين الجن والإنس، وظهر في الصورة مع عدد من الإعلاميين الجزائريين، باسم الثغر، كما كان دائما، وتمكّن بشير حمادي على مدار مساره الإعلامي الطويل، من زمن الشعب والمساء، في أحادية الإعلام، ومرورا بجزائر اليوم والشروق اليومي، وانتهاء بصحيفته اليومية الحقائق، أن يخطف مكانا هاما ومتميزا، بسبب ثقافته الواسعة وإتقانه للغتين العربية والفرنسية، كما تكوّن على يديه المئات من الإعلاميين والإعلاميات، منهم من يصنع الآن ربيع الصحف والقنوات الجزائرية والعربية. رحل الإعلامي الكبير بشير حمادي، وهو في ربيع العطاء الإعلامي، بعد أن اختار مهنة المتاعب بالرغم من تخصصه الجامعي في العلوم السياسية التي حصل على شهادة الليسانس فيها عام 1978 من كلية العلوم السياسية، ضمن الدفعة المعربة الأولى، ولم يطل تواجده في سلك التعليم، ليقتحم الإعلام ويبلغ رئاسة تحرير جريدة الشعب، في أعز تألقها في منتصف ثمانينات القرن الماضي، ثم انتقل إلى يومية المساء التي منحها رونقا شبابيا عندما رأس تحريرها وكان من أوائل من خاضوا الصحافة المستقلة بعد الانفتاح الديموقراطي، وكان أيضا صاحب فكرة أن تنطلق الصحيفة في الفاتح من نوفمبر مثل ثورة الجزائر، فكانت بداية يومية جزائر اليوم، في غرة نوفمبر من عام 1991، وبكثير من الجرأة كان منشاره لا يتوقف عن انتقاد الواقع المرير في شتى المجالات، فاختار أسماء مستعارة مثل ابن المقفع والفاروق.