أثار المقال الذي كتبه واسيني الأعرج حول" ذاكرة الرواية العربية" في جريدة "القدس العربي" استياء العراقيين عندما تجاهل المنجز العراقي في الرواية العربية، وهو يعدد أسمائها مكتفيا باسم واحد فقط. كتب العراقي علي حسن الفواز في نفس الصحيفة "القدس العربي" مقالا بعنوان "ردا على واسيني الأعرج… ذاكرة الرواية العربية ومحنة"المتابعة" يقول فيه "الذاكرة لا تشبه المتحف حتما، ولا يمكن التعاطي مع انثيالاتها بوصفها أرشيفا أو مخزنا للوثائق، ليس لأنها مسكونة بكثيرٍ من التخيّل، أو الدسّ السردي، بل لأنها-أيضا- الأكثر تعرّضا للتعرية والمحو، لذا يبدو الحديث عن ذاكرة الرواية العربية، ومن زاوية نظرٍ وتَذكّرٍ واحدة أمرا يُثير الشك والجدل والخلاف، وربما يثير- أيضا- العديد من الأسئلة حول موجّهات ذلك التذكّر وحساباته". في رده أعاب العراقي على واسيني كيف أنه مر مرور الكرام على مساهمة العراقيين في الرواية العربية باستثناء عابر على اسم "عبد الرحمن مجيد الربيعي" وهو المغاربي السكن والجنسية، وعدد كاتب المقال عدة أسماء عراقية قدمت الكثير للرواية العربية بوصفها تندرج في إطار ثقافة مدينية "لمن يعرف منجزها ومرجعياتها"، صاحب المقال تساءل عن سبب تجاهل واسيني الأعرج للأسماء العراقية في سرده لرواد الرواية العربية قائلا "هذا التغافل، إنْ كان قصديا فهو رعب ثقافي، وإن كان ضعفا في المتابعة فهو خلل منهجي، وأحسب أن الثقافة العراقية وطوال عقود طويلة – لمن يعرف مرجعياتها- كانت ثقافة مدينية، والرواية بعضٌ من مظاهرها، وأنّ تاريخها التأسيسي ليس بعيدا عن المتابعة النقدية والبحثية في كثير من مباحث النقد العربي ودرسه الأكاديمي".
وأضاف الكاتب العراقي إن الضرورة الأكاديمية والتاريخية وحتى المنهجية تفرض عدم إغفال منجز كتاب لهم حضورهم "لاسيما وأنّ أغلب رواياتهم طُبعت في دور نشر عربية، ولها مشاركاتها الفاعلة في معارض الكتاب التي تُقام في العديد من الدول العربية، فضلا عن أنّ بعضهم فاز بجوائز مهمة عربية ومنها البوكر وكتارا"، وختم الكاتب العراقي مقاله قائلا"إنّ ما يكتبه كاتب كبير مثل واسيني الأعرج يحظى بالاهتمام والقراءة الواسعة، وهو ما يجعلنا في ريبة من هذا التغافل التام، وكأنّ السرديات العراقية صارت خارج الذاكرة العربية، وحديثه عن موسوعة عربية للرواية يتطلب جهدا شاملا، واطلاعا بجديد الإبداع الروائي العربي، لأنّ الاكتفاء بحصر هذه الذاكرة بجغرافيات محددة لا يعني سوى موقفٍ ما، أو قصورٍ ما، أو ربما محاولة لتسطيح المشهد الروائي العربي بقراءات عابرة تفتقد لجديتها وموضوعيتها، وهو ما لا نريده لكاتبٍ نحترمه ونتابع ما يكتب".