قال المفكر العربي، عزمي بشارة، إن العالم يعيش اليوم حالة من فقدان البوصلة وفقدان المعنى نتيجة صراعات القوى والنفوذ بين الدول. وفي حلقة خاصة من برنامج "تقدير موقف"، بثها "التلفزيون العربي"، مساء الأحد، اعتبر بشارة أن الوقوف ضد أمور مثل جرائم الحرب اليوم لم يعد هاجساً دولياَ، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي اليوم ينظر إلى العالم من منظار مصلحي مجرد والسياسة بالنسبة له هي كلعبة العدو والصديق. وأضاف أن "قسمة العالم اليوم إلى جيد وسيىء تتم بغض النظر عما إذا كان ديمقراطياً أم استبدادياً"، مشيراً إلى أن "مؤسسات الديمقراطية الأمريكية تمنع الرئيس ترامب من الجنوح نحو الاستبداد". واعتبر بشارة أن المسألة القيمية ومدى عدالة نظام الحكم لا تلعب دوراً في الصراع على النفوذ في المنطقة. وبخصوص الأزمة الخليجية، قال الباحث عزمي بشارة إن "حصار قطر هو تصفية حساب معها لوقوفها مع ثورات الربيع العربي وإن دولاً كالسعودية والإمارات تدعم قوى الثورة المضادة وموقفها بسورية إنما هو فقط لمواجهة النفوذ الإيراني". وأوضح أن "استجابة قطر لتحدي الحصار سيكون عبر بلورة هوية وطنية قطرية وتحريراً لإرادة قطر السياسية وسعياً للاعتماد على النفس في كل المجالات". وأشار إلى أن كلام البعض عن نظام علماني إنما يقصد به علمانية الأنظمة الاستبدادية التي تقدس الدولة والزعيم وليست علمانية المواطنة والتنوير والعقل العلمي. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رأى الدكتور بشارة أن الصراع الداخلي بين فتح وحماس ينعكس سلباً على القضية ككل وأن هناك سعياً من السلطة الفلسطينية لخصخصة قضية القدس وجعلها خاصة بالمقدسيين لكن الأزمة الأخيرة نسفت هذا التوجه. وأشار المفكر العربي إلى أن بعض الدول العربية سعت تحت ستار أزمة القدس الأخيرة إلى التطبيع مع إسرائيل. ولدى تطرقه للوضع في سوريا، اعتبر بشارة أن الثورة السورية انتهت كثورة وطنية منذ بداية العام 2013 وتحولت إلى حرب أهلية وأن "مصادرة الثورة من قبل القوى الإسلامية الراديكالية أدى إلى نهايتها وهذه الفصائل لم تستطع بفعل الخلافات فيما بينها وبفعل التدخل الروسي أن تهزم النظام"، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة والسعودية والإمارات تسعى للتوافق مع روسيا فيما يتعلق بالوضع في سوريا.