كانت الأجواء السعيدة لا توصف، مساء السبت، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، حيث تحولت دموع حزن عائلة كريمي إلى دموع فرح وتفاؤل، والسبب راجع إلى هبة التضامن الخيرية التي نظمت من طرف جمعية ابرز، تحت شعار: "كلنا سيرين"، لأجل جمع المبلغ المطلوب المقدر بمليار و900 مليون سنتيم للصغيرة "سيرين كريمي البالغة من العمر 5 سنوات ونصف"، والتي لن تعود لطبيعتها وتعيش حياتها كبقية الأطفال، إلا بإجرائها عملية زرع النخاع الشوكي بفرنسا. حيث كانت الهبة التضامنية حقا دليلا واضحا على تضامن وتآخي الشعب الجزائري في المحن، وهذه لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة. وقد أجمع كل الفنانين المشاركين في هذه العملية التضامنية، والحضور الذي ملأ القاعة من رجال ونساء وبالكثرة الأطفال، على أنهم مستعدون لهبة تضامنية ثانية وثالثة لغاية تحقيق الهدف المنشود وهو إجراء العملية وشفاء الصغيرة سيرين من مرضها القاتل. المشاركون في الحفل من فنانين، ممثلين، مطربين وفكاهيين، كانوا أغلبهم من الشباب ومن عدة ولايات من القطر الجزائريتلمسان، قسنطينة، سطيف، تبسة، تلمسان، عماد ليتيم، فرقة الرقص الفري ستايل، مالك طيارة، عبد الحق زرقان، يونس مزيودة، نور الدين بشكري، صابر عياش، مجاهد سليم المعروف بسليم آلك، الذي صرح للشروق اليومي قائلا: "أنا أفرح دائما عندما أشارك في مثل هذه الحفلات التضامنية"، مضيفا أنه لن يتأخر عن أي حفل تضامني ينظم في أي شبر من الجزائر لصالح أبناء وطنه، "فكل من يريد سليم آلك أنا هنا"، مضيفا في سياق ذي صلة أن شهرته الفنية هي ملك لجمهوره، ويستغلها دوما لفعل الخير، وليس للافتخار وجمع المال، ليكشف أنه لا يقرأ الكتب الفكاهية ولا يشاهد الأفلام الدرامية في بيته، بل يتابع عن كثب أخبار الشعوب العربية التي مازالت تئن وتتألم كفلسطين، ويقاسمها آلامها، مبديا استعداده للمشاركة في أي حفل تضامني لصالح "سيرين" إن استدعى الأمر وغيرها من المرضى متمنيا للجميع الشفاء العاجل. للإشارة، فإن الحفل كان ناجحا مئة بالمئة بدليل اقتناء أكبر عدد من التذاكر التي بلغ سعر الواحدة منها 400 دج.