استبعد المؤرخ الفرنسي "جيل مونسرون" خلال تنشيطه لمحاضرة على هامش الطبعة الرابعة لبانوراما الفيلم الثوري والوثائقي لمدينة مستغانم، أن تصدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي تصريحات تصب في خدمة الاعتراف الرسمي لفرنسا عن جرائمها الاستعمارية ضد الجزائريين خلال زيارته المرتقبة إلى الجزائر مؤكدا على صعوبة مهمة الرئيس الشاب في ظل وجود لوبي قوي داخل دوالب السلطة وخارجها يعارض بشدة أي انفراج في ملف الذاكرة بالرغم من تشبع الرئيس الفرنسي بفلسفة أستاذه بول ريكور. كشف المؤرخ الفرنسي جيل مونسرون أن أحداث 17 أكتوبر 1961 التي أودت بحياة مئات الجزائريين غرقا في نهر"السين" فضلا عن آلاف الجرحى والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب بوحشية على أيدي بوليس المجرم موريس بابون، تعد أهم أحداث عنف في تاريخ أوربا الغربية والجمهورية الخامسة من حيث الهمجية والعنف الذي تخلل المظاهرات حيث اعترف في سياق الحديث عن الإيديولوجية الاستعمارية بأن الاستعمار هو جريمة ضد الإنسانية وجب الاعتراف بها بالرغم من تعقيدات التاريخ المشترك بين الجزائر وفرنسا، لذا لا بد من التأكيد على مساهمة المؤرخين من كلا الجانبين في توثيق الذاكرة بمناهج علمية وبيداغوجية، لأن الأمر يتعلق بماض أليم مكبل بالجراح والانتهاكات طيلة 132 سنة من الاستعمار بالنسبة للمجتمعات الأوروبية التي شكلت النسيج الإمبريالي للاحتلال، أما بالنسبة للجزائريين فإن الأمر يتعلق بمأساة حرب تحرير معقدة لعب فيها الفرنسيون الأحرار دورا بارزا .