الافتتاحية : قتل الأطفال..المسؤولية والمواطن

جريمة أخرى ارتكبها وحش بشري بحق عصفور بريء من عصافير الجنة.. البارحة عاشت مدينة جزائرية في أقصى الغرب الجزائري صدمة أخرى كتلك التي عاشتها قسنطينة.. الناس حيارى في هذا البلد.. يصرخون.. هل من أحد؟
لقد تحولت جرائم اختطاف الأطفال وقتلهم إلى تقليد إجرامي، هو من مسؤولية الجميع..لا يعقل بالمناسبة أن ننتظر رجل الأمن فيما الناس يتعاملون مع الموضوع بسلبية، بدليل أن المحققين في قضية اختطاف الطفلة سناء من مدينة سبدو بتلمسان لاحظوا أن شهادات الأطفال الذين يدرسون مع سناء التي أفادت بمرافقة القاتل للضحية مساء يوم الخميس، تلك الشهادات تغير يوم الجمعة وتحول إلى ميتم.. كيف يمكن أن نحقق الوعي الضروري في المجتمع والأولياء يعلمون أن أبناءهم كتموا الحقيقة؟
المشكلة وإن كانت تتعلق بمسؤولية الدولة ومؤسساتها في الحفاظ على الأمن وأرواح الناس، فإنها من مسؤولية المجتمع بكل مكوناته، ولا يمكن لنا إعلان الاستقالة وانتظار الفرج ونحن نتعامل بسلبية مع الأحداث.. وفي الحقيقة فإن الحسرة لا تحل مشاكلنا، لذلك يبدو من الواضح جدا أن الوعي الجماعي بالمخاطر التي تحدق بالمجتمع جراء التحولات التي تطرأ بشكل متسارع، هذا الوعي هو أحد الحلول المهمة للأزمة التي نتجرع نتائجها اليوم علينا وعلى أبنائنا..
صحيح أن للدولة دورا، لكن المنظومة الاجتماعية ذات صلة بكل الفاعلين والمؤثرين فيها ومن المدرسة إلى السرة إلى الهيئات والمؤسسات يبدو أن الوقت حان لصياغة تعريف جديد للمواطنة وحسها ووعيها..