أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن الدولة لن تتراجع عن دعم سياسة مجانية التعليم، مشددا في الوقت ذاته على الاهتمام بالباحثين والبحث العلمي في الجزائر، داعيا الكفاءات الجزائرية المهاجرة العودة إلى الوطن، فلا يعقل حسب الرئيس أن ''تزرع الجزائر والجامعات الغربية تحصد''. دعا رئيس الجمهورية في هذا السياق كل الشركاء في قطاع التعليم العالي إلى التفكير السريع في إيجاد حل فوري لكسر هجرة الأدمغة الوطنية إلى الخارج، وقال الرئيس. إن أمل الجزائر في المواهب المبدعة المخلصة ''كبير جدا وإن رهان الشعب عليها لأكبر''، مبرزا أنه بالجهد والاجتهاد ستتجاوز بلادنا مخلفات سنوات المحنة. وأشار الرئيس بوتفليقة، في خطابه الذي ألقاه أمام أساتذة وباحثين وطلبة جامعة فرحات عباس، بمناسبة افتتاح السنة الجامعية 2009 / ,2010 خلال زيارة العمل والتفقد التي قادته إلى عاصمة الهضاب العليا سطيف يوم الخميس الفارط، إلى أنه ''لابد من تعزيز القدرات العلمية والتقنية والوطنية بطاقات وكفاءات جديدة لضمان تأطير أنشطة البحث في المخابر والوحدات والمراكز ووضع الآليات الضرورية لاستقطاب طلبة الدكتوراه وإدماجهم وفق صيغ مرنة في هيئات البحث''. وشدد في هذا السياق، التأكيد على ضرورة أن تنال الكفاءات العلمية ذات المستوى العلمي العالي حقها من العناية اللازمة. وقال في هذا الصدد ''ليس من الممكن أن يكون لديك كفاءة في قيمة العالم إينشتاين ثم تدفع له أجرا مثلما تدفع لأي أستاذ في الجامعة''. ووعد القاضي الأول للبلاد، بمتابعة البرنامج الخماسي للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي2014 2009 -، الذي خصص له غلاف مالي بقيمة ضعف ما تم رصده للفترة 2009 2005 - ، ب ''اهتمام بالغ''، بغية استغلال نتائج ذلك لتعزيز القدرات الصناعية للجزائر ودعم الاستثمار في الابتكار بوضع برنامج واسع بالتعاون مع القطاع الاقتصادي بشكل عام وقطاعات الصناعة والطاقة والمناجم والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويرى رئيس الجمهورية، في هذا الإطار، أنه يتوجب إعطاء دفع حاسم للجامعة الجزائرية وتوطيد علاقتها بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي والربط الوثيق بين عالمي التكوين والتشغيل بإرساء أطر عمل مشتركة بين الجامعات ومراكز البحث من جهة والمؤسسات الاقتصادية والهيئات الوطنية من جهة أخرى، مما سيفيد التقدم الاقتصادي والمعرفي. وأعلن الرئيس بوتفليقة، في عجالة وفي إطار سياسة الإصلاح الذي انتهجها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، عن إنجاز مراكز بحث متخصصة في تكنولوجيا الصناعات الغذائية ببجاية وعلوم وهندسة المواد بتلمسان والتكنولوجيات المجهرية ببومدراس والمناجم والتعدين بعنابة للفترة ,20122008 للمساهمة في بروز أقطاب امتياز حقيقية على مستوى المدن الجامعية المعنية، موضحا أن الأقطاب التنافسية الثلاثة في مجال الصناعات الإلكترونية التي جرى تحديدها في كل من سطيف وسيدي بلعباس والبليدة ستساهم في الانتهاء من إنجاز مراكز البحث المخصص لها في تطوير صناعة شبه النواقل. وحرص الرئيس بوتفليقة، على التأكيد أن الدولة ستواصل جهودها في ترقية قطاع التعليم العالمي وتطوير الموارد البشرية العاملة في حقوق البحث العلمي المختلفة وتوفير كل الوسائل الممكنة لتحسين النوعية والتأطير وتحسين المناخ الاجتماعي والمهني للأساتذة الباحثين لتمكينهم من أداء مهمتهم في أحسن الظروف، واعتماد أنظمة تعويضية أكثر جاذبية وتحفيزا من أجل تعزيز القدرات العلمية والتقنية الوطنية واستقطاب أفضل الطاقات وتفادي ظاهرة هجرة الأدمغة والكفاءات. هذا، وكان رئيس الجمهورية قد استقبل بتجمع شعبي كبير على مستوى الشارع الرئيسي للولاية 1 نوفمبر ,1954 ووقف الرئيس أمام النصب التاريخي لسعال بوزيد المخلد لمجازر الثامن ماي ,1945 ليقوم بعدها بالشرب كالعادة خلال زيارته إلى سطيف من ينبوع عين الفوارة، فضلا عن تدشين مرافق عمومية ووضع حجر أساس لأخرى، والتي خلال 15 نقطة زيارة.