مجلس الأمن يخفق في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة    عطاف يجري بنيويورك محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة    فلاحة: القطاع على أهبة الاستعداد لإطلاق عملية الإحصاء العام    محاكم تجارية متخصصة: اصدار توصيات لتحسين سير عمل هذه المحاكم    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يحضر جانبا من تدريبات النادي الرياضي القسنطيني    عطاف يشدد على ضرورة منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين    إحالة 14 ملف متعلق بقضايا فساد للعدالة منذ أكتوبر الماضي    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    كاس الجزائر أكابر (الدور نصف النهائي): مولودية الجزائر - شباب قسنطينة بدون حضور الجمهور    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 33 ألفا و 970 شهيدا    زيتوني يشدد على ضرورة إستكمال التحول الرقمي للقطاع في الآجال المحددة    فايد يشارك في أشغال الإجتماعات الربيعية بواشنطن    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار وتوقيف 10 عناصر دعم للجماعات الإرهابية خلال أسبوع    الجهوي الأول لرابطة باتنة: شباب بوجلبانة يعمق الفارق    سدراتة و«الأهراس» بنفس الإيقاع    من خلال إتمام ما تبقى من مشاريع سكنية: إجراءات استباقية لطي ملف «عدل 2»    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    سترة أحد المشتبه بهم أوصلت لباقي أفرادها: الإطاحة بشبكة سرقة الكوابل النحاسية بمعافة في باتنة    رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي يؤكد: تشجيع الإشراف التشاركي في العملية الانتخابية المقبلة    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية (وهران-2024): الأندية الجزائرية تعول على مشوار مشرف أمام أقوى فرق القارة    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    عطّاف يؤكّد ضرورة اعتماد مقاربة جماعية    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    تظاهرات عديدة في يوم العلم عبر ربوع الوطن    لم لا تؤلّف الكتب أيها الشيخ؟    توزيع الجوائز على الفائزين    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    الجزائر تضع باللون الأزرق مشروع قرار طلب عضوية فلسطين بالأمم المتحدة    دعوة لضرورة استئناف عملية السلام دون تأخير    الصّهاينة يرتكبون 6 مجازر في يوم واحد    هذا موعد عيد الأضحى    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    بطاقة اشتراك موحدة بين القطار والحافلة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    نحضر لعقد الجمعية الانتخابية والموسم ينتهي بداية جوان    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    نسب متقدمة في الربط بالكهرباء    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جزائريون يرمون أطباقا كاملة في القمامة!
نشر في البلاد أون لاين يوم 04 - 06 - 2017

"البلاد" تزور المدرسة الأولى في إفريقيا لتكوين رجال النظافة
أضحت فضلات الأكل تشكل ديكورا حتميا يصنعه الجزائريون في مختلف الأماكن المخصصة لرمي النفايات، ويزداد تفاقم الوضعية المزرية والمؤسفة في شهر الصيام الذي يكون محطة للمغفرة والتوبة، غير أن السلوكات المسيئة للدين الحنيف تبقى ترافق يوميات الصائمين الذين لا يتورعون عن رمي كميات كبيرة من الأطباق التي تحضر لمائدة الصيام فتتحول إلى القمامة نتيجة الإسراف والتبذير.
روبرتاج: هدى.ح

هذه الوضعية التي باتت تغزو شوارع العاصمة باعتبارها أكبر مدينة في البلاد، حيث تضم قرابة 5 ملايين نسمة، دفعت بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر (نات كوم) إلى الرفع من درجة التأهب والتجنيد بالنسبة لطاقاتها البشرية، حيث سخرت 4500 عامل لجمع النفايات في شهر رمضان، كما اتخذت المؤسسة كل الإجراءات لجمع النفايات وتنظيف الطرقات والأماكن العمومية خلال الشهر الفضيل.
كانت "البلاد" لها زيارة لمؤسسة "نات كوم" للوقوف على أهم النقاط التي سجلتها المؤسسة خلال شهر رمضان المعظم، وعلى مدار يومين كاملين، رافقت أعوانها وزارت المدرسة الجديدة لتكوين أعوان النظافة، وهي المدرسة التي تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الإفريقي بإمكانيات ومؤهلات هامة.
زيادة بنسبة 40 بالمائة في حجم النفايات!
وفي السياق ذاته، كشفت مؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" عن زيادة تتراوح بين 30 و40 بالمائة في حجم النفايات. قالت نسيمة يعقوبي مسؤولة الاتصال والتنمية ل "البلاد"، إنه تم تسجيل 1800 طن من النفايات المنزلية في اليوم، في حين لا يتجاوز حجمها خلال الأيام العادية 1100 طن.
وأوضحت المتحدثة أنه تم تسطير برنامج خاص بهذا الشهر وتسخير الوسائل البشرية والمادية الضرورية، لتسيير وتسهيل نقل النفايات إلى مركزي حميسي بزرالدة وقورصو ببومرداس، حيث تم تدعيم الوسائل بالشاحنات التي تصل إلى 25 شاحنة، إلى جانب تسخير 4500 عامل يتم تجنيدهم، مع المراقبة المستمرة بتدعيم حصص للتوعية للمواطنين للحد من رمي النفايات بشكل عشوائي، كما عمدت المؤسسة على تأجيل العطل للعمال خلال هذه الفترة.
التبذير لم يتوقف.. فأطباق كاملة ترمى في أكياس القمامة
من جانب آخر، قالت نسيمة يعقوبي بلهجة الحسرة والتذمر إن طبيعة النفايات التي يتم جمعها خلال الشهر الفضيل، متمثلة خاصة في أطباق كاملة ترمى في أكياس غير مناسبة، تستدعي رفعها في ظرف وجيز وتنظيف الأماكن التي توضع فيها، وذلك نتيجة التبذير الذي أصبح ميزة الكثير من العائلات، خلال هذا الشهر، "مما يخلق صعوبات للعمال الذين يمارسون مهامهم باستمرار وفي ظروف قاسية وصعبة".
... وللخبز النصيب الأكبر في القمامة
قالت محدثتنا "إن هناك مادة تعد من بين المواد الأساسية في مائدة المواطنين والتي تأخذ مكانا واسعا في القمامة، وهو ما نتأسف له كثيرا، حيث تعد مادة الخبز من بين المواد التي ترمى بكميات كبيرة"، حيث يتم حسب المتحدثة جمع حوالي 8 أطنان في الشهر من قبل أعوان "نات كوم". وتتضاعف هذه الكمية في رمضان، فضلا عن العمل الذي يتم على مستوى الأسواق، المساجد والساحات العمومية، على غرار منتزه الصابلات الذي تقصده العائلات قبيل موعد الإفطار والتي تترك فيه العديد من المخلفات.
25 طنا من الخبز رميت في 3 أشهر!
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أن المؤسسة رفعت خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 120 ألف طن من النفايات، بينما تم خلال الفترة نفسها فرز 320 طنا من الكرطون و30 طنا من البلاستيك و25 طنا من الخبز، بينما تصل كمية الخبز التي تفرز في الشهر إلى 9 أطنان، مقابل فرز 120 طنا من الكرطون و12 طنا من البلاستيك. وينتظر أن تتضاعف هذه الكميات خلال شهر رمضان خاصة بالنسبة للخبز.
حاويات للفرز الانتقائي لتفادي العشوائية
وفي هذا السياق، أشارت نسيمة يعقوبي، إلى تجنيد خلية للتحسيس، مكونة من 15 عونا على مستوى منتزه الصابلات، قبل شهر رمضان لتوعية المواطنين وتحسيسهم بضرورة الحفاظ على المحيط النظيف وعدم الرمي العشوائي للنفايات، والتي يستمر نشاطها خلال الليل بسبب إقبال العائلات بكثرة على المنتزه، وانتشار القمامة وهو الأمر الذي استدعى وضع حاويات للفرز الانتقائي لتفادي العشوائية في رمي النفايات التي يتسبب فيها بعض الأشخاص.
مؤسسة ألمانية احتارت في دور "الحمير"!
عبرت إحدى المؤسسات الألمانية التي جاءت إلى الجزائر لزيارة عمل لمؤسسة نات كوم على طريقة عمل "الحمير" ببلدية القصبة للنفايات، معتبرين ذلك من المفارقات التي تجعل من هذا الحيوان "إطار سام" بمؤسسة "نات كوم"، ويعد من بين عدد عمال المؤسسة حيث أصروا على متابعة عمل الحمير والبرنامج المخصص لهم لجمع النفايات في هذه المنطقة الدقيقة من حيث العمران.
برنامج خاص لجمع النفايات في رمضان
سطرت مؤسسة "نات كوم" برنامجا خاصا خلال شهر رمضان على فترات، حيث أكدت مسؤولة "نات كوم" أن هناك معايير خاصة اتخذتها المؤسسة لجمع النفايات تحدد من 3 إلى 4 دورات في اليوم، كما حددت أوقات لذلك، حيث تبدأ الفترة الأولى للجمع بعد الإفطار مباشرة أي على الساعة العاشرة ليلا والثالثة صباحا و4 صباحا و6 صباحا ومنتصف النهار، وهي تغطية مستمرة ويتضاعف العمل خاصة في الليل.
الاختناق المروري يعرقل أداء أعوان "نات كوم"
يواجه أعوان مؤسسة "نات كوم" أثناء قيامهم بعملهم الميداني، صعوبة خاصة خلال الاختناق المروري الذي يجعل شاحنات نقل النفايات تقضي وقتا طويلا لا يقل عن 6 ساعات للوصول إلى مفرغتي حميسي أو قورصو، وهي الفترة التي يخرج فيها المواطن نفايات أخرى الأمر الذي يضع المؤسسة في اختناق في تسيير فرقها، غير أن كفاءة العاملين بالمؤسسة تضيف نفس المتحدثة جعل العمل يسير بوتيرة عادية.
الفرز الانتقائي ينقذ عمل "نات كوم"
دعت المسؤولة بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم"، المواطنين لعدم رمي النفايات بطريقة عشوائية مع احترام الوقت، من أجل الانتقال إلى الفرز الانتقائي الذي يشكل حاليا قوة اقتصادية هامة، حيث شرعت المؤسسة في وضع سبعة مراكز للفرز، موزعة على وادي السمار، والسمار بجسر قسنطينة، بني مسوس، حسيبة بن بوعلي، القبة والقصبة وباب الوادي، بعضها شرع في العمل والآخر في طور التحسين، وشددت على أهمية تعميم الفرز الانتقائي للنفايات لاستغلالها في مجال الرسكلة باعتبارها "مصدرا حيويا وهاما لتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير مناصب شغل لفائدة الشباب".
حملات تحسيسية لمنع التبذير الغذائي
وقد أطلقت مؤسسة "نات كوم" بداية من هذا الشهر، برنامجا كبيرا لتحسيس العائلات بعدم التبذير الغذائي واقتناء ما تحتاجه فقط للاستهلاك، مستعينة بملصقات وزعتها على مختلف الأحياء والمؤسسات ليكون هذا الشهر هو شهر للخيرات والبركة.
تعتبر الأولى في إفريقيا
مدرسة النظافة.. لتكوين عمال "نات كوم"
يخضع كل عمال مؤسسة "نات كوم" إلى التكوين بمدرسة النظافة التي فتحت أبوابها سنة 2007، مهمتها الأساسية هي تكوين دوري للعمال ورسكلة كل الذين لم يتلقوا تكوينا من قبل، وهذا ضروري لكل عامل كي يعرف حقوقه وواجباته وكيف يتعامل من جهة أخرى مع المواطن.
ويشمل التكوين بدرجة أولى المسؤولين والمكلفين بالمهام على مختلف المستويات منهم رؤساء الفرق والقطاعات والفروع وكذا المكلفين بالمهام التقنية والأعوان الملحقون بالحظائر والصيانة والمكلفون بالأمن والحراسة، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض التكوينات الخاصة لبعض المهام الخاصة بالمكلفين بالمخازن والمهام الإدارية والأمانة، وهذا يعتبر تكوينا نوعيا، حسبما أفاد به ل "البلاد" مسؤولة الاتصال والتنمية بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" نسيمة يعقوبي.
وفي زيارة قصيرة قادتنا إلى مقر مدرسة النظافة الواقع مقرها ببلدية بولوغين، وقفنا على أهم التكوينات المخصصة لهذه المدرسة التي تعد الأولى على المستوى إفريقيا، حسب مسؤولي المؤسسة، وسجلنا توسيع مجال التكوين من خلال حصص تكوينية ومواد خاصة لضمان مؤهلات خاصة بعمال النظافة قائمة على إطارات سليمة، إلى جانب تجهيز مكتبة وقاعة متعددة الاتصالات لخدمة أعوان المؤسسة للاستفادة من كل ما هو جديد في مجال النظافة.
وأكدت يعقوبي أنه لتحسين خدمات المؤسسة، ستقوم المدرسة بفتح مجال للاتصال بين عمال مؤسسة ''نات كوم'' والمواطنين، وهذا من خلال مشروع النادي الأخضر داخل المدرسة، حيث سيتم تخصيص قاعة لاستقبال تلاميذ المدارس الابتدائية كخطوة أولى من البرنامج ليعمم بعد ذلك على مستويات أخرى، وهذا بهدف شرح عملية تحسين نظافة المدينة لمساعدتهم على أداء وظيفتهم على أكمل وجه وتسهيل عملهم.
وعن الإستراتيجية المطبقة في هذه المدرسة، أفادت المتحدثة أنه تم تطوير وتجديد الوسائل التي بدورها تسمح بتطوير الخدمات، وهذا من خلال التنظيم الإداري والمالي وكذا الوحدات، فمن خلال تطوير الوسائل والمصالح وطرق التسيير أعطت نتائج إيجابية، وهذا ما شجع المؤسسة على الاتصال بالمواطن الذي سيدخل كذلك ضمن إستراتيجية العمل الجواري، بالإضافة إلى الجانب التقني الذي يتعلق أساسا بتطوير جانب الصيانة لتحسين خدماتها التي تساهم بشكل كبير في التحكم بأمور المؤسسة.
وزيادة على ذلك فمهمة استرجاع النفايات تدخل ضمن ذات الإستراتيجية، وهذا من خلال التسيير الجيد لعملية إعادة الاعتبار لمفرغة واد السمار والتسيير الجيد لمراكز الردم وعملية رسكلة أو استرجاع النفايات، حيث كانت السلطات العمومية قد أوكلت المهمة إلى مؤسسة ''نات كوم'' باعتبارها المؤسسة الوحيدة لجمع نفايات بالعاصمة.
أمراض خطيرة وصعوبات يتعرض لها عمال النظافة
ومن بين الصعوبات التي تواجه عمال النظافة، حسب ما أكده بعض العمال الذين التقيناهم، مشكل خلط النفايات خاصة الاستشفائية منها التي تشكل خطرا على صحتهم بالدرجة الأولى، حيث سجلت المؤسسة، خلال السنة الجارية، متوسط عشرين حالة إصابة للعمال.
ومن أجل تجاوز هذه الظاهرة، قالت السيدة يعقوبي "نحن نطلب باستمرار من المستشفيات والمراكز الاستشفائية أن تفصل بين النفايات الاستشفائية والنفايات الأخرى، وذلك بوضعها داخل أكياس حمراء اللون، ففي كثير من الحالات نجدها مختلطة، وهذا ما يسبب مشكلا كبيرا بالنسبة للعمال أو مركز الردم"، والشيء نفسه بالنسبة للنفايات المنزلية التي تخلط مع نفايات البناء، حيث أوضحت المتحدثة "هذا يخلق مشكلا آخر يتعلق بثقلها على العتاد المستعمل وكذا هدر الوقت، ناهيك عن مشكل توقف الشاحنات وما يتعرضون له من مضايقات من قبل بعض المواطنين".
من جهة أخرى، عبرت مسؤولة الاتصال والتنمية بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" عن تفاؤلها بعدما استعادت الجزائر العاصمة الواجهة البيضاء بعد حملة مكثفة من التحسيسات والعمل الدؤوب لعمال النظافة وهو الأمر الذي سيتكرس خلال شهر رمضان الفضيل، واعتبرت ذات المسؤولة أن هناك تطور كبير بالمقارنة مع السنوات الفارطة، "وهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى تطور الحس المدني عند المواطن الذي أصبح لديه فطنة، وهناك أمل كبير مبني على حسابات قارة ستجعل المدينة نظيفة مثل كثير من المدن، وهذا يشترط مساعدة وتفهم كل المواطنين".
مديرة مدرسة النظافة ببولوغين ل"البلاد":
نلقن العمال يوميا طرق التعامل مع المخاطر المحدقة بهم

يتعرض عمال النظافة يوميا إلى مخاطر مختلفة تجعلهم عرضة لإصابات متنوعة، سواء الجروح المختلفة، أو تلقي بعض الأمراض التي يصاب بها هؤلاء العمال نظرا إلى اتصالهم المباشر بالنفايات بكل أنواعها، فهناك عمال أصيبوا بكسور وجروح مختلفة، ومنهم من أصيب بأمراض كالالتهاب الكبدي (ب) وآخرون تعرضوا لاستفزازات وحتى الضرب من طرف البعض الذين لا يدركون قيمة عامل النظافة الذي يشقى من أجل نظافتهم لا غير.
هذا الأمر عبر عنه جل العمال الذين التقيناهم في مؤسسة "نات كوم"، الذين تحدثوا معنا بكل أسف وحسرة عن نظرة المجتمع لهم التي تمتزج باستحقار وإهانة رغم من كل الظروف التي يعملون بها، إلا أن ذنبهم الوحيد هو أنهم يقومون بجمع نفايات وفضلات لا يُقدر الأشخاص مدى خطورتها على صحة عامل النظافة.
وفي السياق، صرحت مديرة مدرسة النظافة ببولوغين (التابعة لمؤسسة نات كوم) السيدة ياكراو، أن كل الإمكانات متوفرة، وأن كل عامل يحصل على كل اللوازم الضرورية من قفازات، أحذية ولباس خاص، غير أن العمال في حد ذاتهم هم الذين يختارون القيام بعملهم دون استعمالها رغم المخاطر الكبيرة التي تحدق بهم يوميا، وعلى هذا الأساس - تضيف - باشرنا بحملات توعوية لصالح هؤلاء العمال تتم عبر دروس تطبيقية في هذه المدرسة، نلقنهم فيها مثلا كيفية حمل الأشياء الثقيلة التي قد تسبب لهم إصابات على مستوى الظهر.
وتقول الطبيبة مهدي رئيسة المصلحة الاجتماعية والمكلفة بالطب الاجتماعي على مستوى (نات كوم) "نعمل على تحسيس هؤلاء العمال وتوعيتهم بأن هناك مخاطر كثيرة، ويجب توخي الحذر خلال حملهم لهذه النفايات كونها تحوي أشياء متنوعة كالحقن المستعملة، وأشياء حادة، ومواد كيميائية، ونفايات ثقيلة أيضا".
ولأن معظم هؤلاء العمال لا يستعملون الملابس الواقية لتجنب الإصابات، فإن العديد منهم تعرض لها -حسبها- "فقد كانت هناك حالات مختلفة لإصابات عمالنا، فإلى جانب الجروح المختلفة جراء حمل بعض الأشياء الحادة المخبأة في أكياس، فإن هناك حالات أخرى تتعلق بإصابات على مستوى الظهر نظرا إلى حمل أشياء ثقيلة، بالإضافة إلى الإصابة بالالتهاب الكبدي (ب)".
وبعد التأكد من إصابة أي عامل خلال أداء مهمته، فإنه يحوّل مباشرة إلى مستشفى القطار، حيث تجرى له الفحوصات الضرورية، مع التلقيح الذي أصبح إجباريا لكل العمال بمجرد انضمامهم للعمل في مؤسسة (نات كوم).
وقد أشارت السيدة مهدي إلى أن مصالحها سجلت 60 حادثا، منها 10 حالات، عبارة عن وخزات بالحقن المستعملة، الأمر الذي يستدعي تدخلا سريعا، وهذا تفاديا للتعرض لأي فيروس خطير، خاصة أن هذه الأخيرة أصبحت كثيرة، كما أن خطر الإصابة بمختلف الأمراض ليس وحده ما يهدّد حياة عمال النظافة، بل يمتد إلى تعرضهم للاعتداء من طرف بعض الأشخاص الذين لا يساعدونهم على أداء مهامهم، وذلك بالضرب والشتم والتقليل من قيمتهم.
أجره لا يتعدى 20 ألف دينار
عامل النظافة لعوام نور الدين ل"البلاد": الإهانة حولتني إلى عامل بدرجة عالية

يعتبر عامل النظافة من بين الأشخاص الذين يجدون إحراجا كبيرا للتصريح بمهنته نظرا إلى الحساسية المفرطة لذلك، إلا أن إصرارنا للحديث مع أحدهم كان بكل ترحيب من قبل لعوام نور الدين دون عقدة أو إحراج.. فجمعتنا معه دردشة صغيرة فكان هذا الحوار القصير.
ماهي الصعوبات التي تواجهونها أثناء أداء مهامكم؟
صعوبات كبيرة لا يمكن أن نسردها لك في جلسة قصيرة.. في مقدمتها تلك المتعلقة بالجانب المعنوي، فنظرة بعض الأشخاص باحتقار لمهنتنا تجعلنا ندخل في صراعات نفسية قد نتغلب عليها ونقوم بأداء عملنا بدرجة عالية، ونتخلص من تلك النظرة التي تحمل في طياتها نوعا من الإهانة بمجرد دخولنا إلى بيتنا والإحساس بدفء العائلة. والرسالة التي أريد أن أوجهها إلى المجتمع وهي أن غياب رجال النظافة أو "الزبالين" -كما يهوى للبعض مناداتنا- عن العمل سيجعل الأحياء فريسة للنفايات والفئران والحشرات والروائح الكريهة.. إن الدور الذي يلعبه العمال لا يمكن أن يقدّر في مجتمع مازال ينظر إلى المنظف على أنه ''زبال'' لا يملك مؤهلا علميا.
ماهو حجم المخاطر التي تعترضكم؟
هناك مشاكل حقيقية تعترض سبيلنا في الميدان، حيث نواجهها يوميا، ومن بين المخاطر التي قد تفاجئنا الزجاج الذي يتخلص منه أصحابه وسط النفايات المنزلية دون تفكير فيما قد تسببه، فقد تعرض زميلي في العمل إلى حادثة منذ فترة قصيرة، تسببت في بتر رجله بفعل احتكاكه بكيس قمامة كانت فيه قطع من الزجاج مما تسبب في قطع رجله اليمنى إلى جانب انعدام وسائل عمل حديثة وهو ما يعرّض عمال النظافة للمخاطر.
لماذا اخترتم مؤسسة نات كوم للعمل كرجل نظافة؟
لم يكن العمل في "نات كوم" من اختياري، بل الظروف القاسية التي كنت أعيش فيها جعلتني أعمل بكل شرف وفخر كعامل للنظافة، فأنا أفتخر وأعتز بعملي لأنني بكل بساطة أقوم بتنظيف ما يتخلص منه البشر، كافة بما فيهم الرئيس الإطار والمدير والطبيب وغيرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.