بيونة: ''أفنيت حياتي أبدع في الجزائر .. ولم أملك بيتا يؤويني'' يعتقد العديد من المتابعين أن وضعية الفنان الجزائري والمثقف عموما في الجزائر لا تبعث على التفاؤل، فمع كل مناسبة تتصاعد أصوات محتجة على حالة ''اللا استقرار'' في مختلف ميادين الإبداع، فرغم عشرات المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي تقام هنا وهناك، يشكو قطاع واسع من الفنانين من ''التهميش'' أو ''اللامبالاة'' أو النسيان في غالب الأحوال. أو حتى ''البطالة'' و''التقاعد الإجباري'' الذي وجد كثير من هؤلاء يحالون عليه في ظل ''شح الإنتاج''. ودفع هذا الواقع بكثيرين إلى الهجرة للضفة الأخرى عساهم يجدون فرصا للإبداع بعيدا عن واقع لا يشجع على الاستمرار، حسب البعض. ويحيلنا هذا الكلام إلى الحديث عن أمثلة كثيرة من بينها سينمائيون ومسرحيون وكوميديون ومطربون. وفي هذا الإطار، تقول الفنانة باية بوزار الشهيرة ب''بيونة'' في حديثها ل''البلاد'' إنها ستغيب هذا الموسم أيضا عن برامج الشبكة الرمضانية لعدم وجود أي عروض فنية، مضيفة أنها سئمت من الانتظار والبحث عن فرص للظهور في الجزائر من خلال أعمال درامية لن تحقق النجاح المنتظر بسبب عدم التحضير الجاد والكافي لتقديم أعمال تليق بمستوى المشاهد. وتصف محدثتنا الوضع الفني في الجزائر ب''المأساوي'' نظرا لحالة الركود و''الترقيع'' التي يقوم بها بعض المخرجون والمنتجون ''الفنان في الجزائر يعاني.. وأرفض أن أعيش نفس معاناته بينما فرص العمل في الخارج وفيرة''. وفي السياق ذاته، تؤكد بطلة السلسلة الشهيرة ''ناس ملاح سيتي'' أنها أصبحت تبحث عن منفعتها من وراء التمثيل بعدما تبين لها أن المنتجين والمخرجين لا تهمهم الكيفية التي يظهر بها العمل بقدر ما يهمهم تقاضي المال، وهو ما دفعها إلى الاستقرار في فرنسا وقبول العروض الفنية هناك ''هنا في أوروبا تشعر أن للفن قيمة، خاصة عندما تجد نفسك تقرأ سيناريو فيلم أو مسلسل أشهرا قبل تصويره، على العكس في الجزائر.. فالممثل لا يطلع على دوره إلا في آخر لحظة مما يؤثر على جودة وقيمة العمل''. وبين هذا وذاك، تفضل ''بيونة'' العمل في الخارج بعيدا عن تسميه ب''البريكولاج'' أو ''سياسة الترقيع'' التي تؤكد أنها لا تدر أموالا إلا على أصحابها المنتجين ''كل سنواتي التي قضيتها في الفن في بلدي لم تؤهلني لشراء بيت..لذا اخترت أن أفجر طاقتي وإبداعي في أوروبا''، على حد تعبيرها.