اعتصامات أمام مديريات التربية عبر الوطن البلاد - ل.ك - استأنف اليوم أساتذة الابتدائي، إضرابهم الوطني الدوري الذي دخل شهره الخامس، حيث تم تسريح التلاميذ في الساعات الأولى من الصباح. كما تم تنظيم وقفات احتجاجية أمام مديريات التربية عبر الوطن، للرد على سياسة الصمت واللامبالاة لوزير التربية إزاء الأزمة الحقيقية التي تعصف بالقطاع، والتي ستكون نتائجها وخيمة على الاختبارات الفصلية، وكذا امتحان"السانكيام"، بسبب الدروس الضائعة. دخل إضراب أساتذة الابتدائي منعرجا معقدا سيصعب الخروج منه في حال عدم مسارعة مصالح الوزير واجعوط للتدخل لإنهائه، خاصة مع اقتراب اختبارات الفصل الثاني المقررة بداية مارس. وتخوف أولياء التلاميذ من تكرار سيناريو المقاطعة، الذي كاد أن يعصف بامتحانات الفصل الأول، بسبب رفض الأساتذة تأطيرها، وإصرارهم على مواصلة الإضراب. وقد عرف إضراب أمس، استجابة متباينة، حيث لبى منخرطو التنسيقية قيد التأسيس، نداء الإضراب والاحتجاج، وتم تسجيل توقف عن الدراسة في العديد من الابتدائيات عبر الوطن. وإن كانت نسبة الاستجابة قد تراجعت مقارنة بالأسابيع الأولى من الحركة الاحتجاجية، إلا أن المضربين لازالوا مصرين على التصعيد إلى غاية افتكاك الحقوق "المسلوبة" حسبهم، خاصة ما تعلق بالحجم الساعي والأثر الرجعي لتطبيق مرسوم 14/266، إضافة إلى مختلف الانشغالات البيداغوجية والمادية. وموازاة مع الإضراب، نظم الأساتذة وقفات احتجاجية أمام مديريات التربية عبر الوطن، خصصت هذه المرة للتنديد ب«تجاوزات خطيرة" لمديرة مدرسة "العربي تبسي" في عين البنيان بالعاصمة، حيث منعت الأساتذة المضربين لمدة ثلاثة أيام، من الدخول واستئناف العمل يوم الخميس، وهوما احتج عليه الأساتذة، خاصة خلال التجمع المنظم أمام مديرية التربية في مقاطعة الجزائر غرب، حيث طالبوا مدير التربية بالتدخل المستعجل، واتخاذ إجراءات ردعية ضد المديرة التي خرقت القوانين، وتجاوزت حسبهم صلاحياتها بمنع الأساتذة من الالتحاق بأقسامهم. من جهة أخرى، منحت التنسيقية قيد التأسيس الولايات صلاحية شن إضراب ليوم واحد، مثلما حصل في ولاية الجزائر مثلا، أو الاستمرار في الإضراب الدوري لمدة ثلاثة أيام، بعد تذمر العديد من المضربين من عمليات الخصم، التي أتت على رواتبهم الشهرية، حيث تم الاتفاق على ضرورة تفهم الأوضاع المادية والعائلية لهؤلاء، والسماح للولايات الأكثر تضررا بسبب "تعسف" مدراء التربية فيها، باستئناف العمل اليوم، والعودة مجددا إلى إضراب يوم واحد كل يوم أربعاء. ومن المقرر أن ينظم المحتجون اليوم، اعتصاما أمام مقر وزارة التربية برويسو، مثلما هو معتاد على أمل تحرك السلطات الوصية والاستماع إلى انشغالاتهم لإنهاء الأزمة. وكانت تنسيقية أساتذة الابتدائي قد حذرت مصالح واجعوط من التأخر الكبير في الدروس بسبب الإضراب، حيث قدرت التأخر بحوالي ثلاثة أسابيع، وهي مرشحة للارتفاع في ظل تمسك الأساتذة بالإضراب، مما سيجعل من مهمة الاستدراك مستحيلة في حال بقاء الوضع على حاله لأسابيع أخرى.
