الجزائر - جنوب إفريقيا..علاقات متجذرة ومواقف متناسقة    المقرّرة الأممية تشيد بإنجازات الجزائر في الحقوق والحريات    صدور القانون الأساسي للأسلاك الخاصة في التربية.. قبل نهاية العام    "هواوي" تكرم 40 طالبا شاركوا في "بذور المستقبل 2023"    إعلاميون و مهنيون يؤكدون: التدابير التي أقرها الرئيس ستعطي دفعا قويا للإعلام    بهدف ضمان التكفل الأمثل بالطلبة: نحو الرقمنة الشاملة لقطاع الخدمات الجامعية    9 تدابير رئاسية لدعم الإعلام الوطني    المنطقة الصناعية شلغوم العيد بميلة: رخص استغلال استثنائية للصناعات الغذائية    زيارة رئيس الجمهورية لولاية تندوف: تأكيد على أهمية القيمة المضافة الواجب استحداثها في النشاطات المنجمية    الاحتلال يدمر مربعات سكنية بالكامل: استشهاد 700 فلسطيني خلال 24 ساعة في مجازر مروعة    بن ناصر يعود للمنافسة بعد 7 أشهر من الغياب    إضافة إلى منح أجهزة لتقوية السمع: توزيع دراجات نارية وكراس متحركة على ذوي الهمم بسطيف    وحدة الديوان الوطني لأعضاء المعوقين الاصطناعية: إنتاج قرابة 10 آلاف جهاز لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة    تقدّم معتبر في نسب التغطية بالكهرباء والغاز    في حضور كبار المسؤولين و إعلاميين: رئيس الجمهورية يشرف على حفل تسليم جائزة الصحفي المحترف    ذوو الهمم يبدعون في فنون التشكيل    "كاين الخير" في مهرجان سينما المرأة والطفل بمسقط    مخططات صهيونية لتقويض إقامة دولة فلسطينية    «أبناء سوسطارة» يعودون بالزاد كاملا من جنوب إفريقيا    بطولة ما بين الجهات    فيما رسم المدرب برنامج تحضير بطولة إفريقيا: اتحادية «اليد» ناقشت مسألة تنحية بوشكريو !    حماس تستهدف قوة قوامها 60 عسكريا صهيونيا    بمناسبة اليوم العالمي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة،عبد المجيد زعلاني: الجزائر تشهد تقدما نوعيا في السياسة الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة    التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير    هؤلاء هم المتوّجون بجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف    الجزائر باشرت إصلاحات عميقة لترسيخ دولة الحقّ والقانون    تقدّم نوعي للسياسة الاجتماعية في الجزائر    غارا جبيلات.. مشروع استراتيجي ببعد إقليمي    تحقيق الاكتفاء في المنتجات الزراعية ممكن خلال سنتين    الجزائر قادرة على التأطير لإقامة نظام عالمي جديد    الشروع في جمع الأدلة لمقاضاة الكيان الصهيوني    هذه أسرار إجابة الدعاء في السجود    قرارات رئيس الجمهورية صون لكرامة الطبيب والمريض    سارق كوابل الأنترنت في قبضة الشرطة    إنقاذ شخص من موت محقق    دوما راض عن التعادل أمام الساورة ويوجه رسالة للشبّان    دخول 9 محطات للهاتف وأنترنيت الجيل الرابع الخدمة    تخصيص 13 ألف قنطار من البذور لزرع 3 آلاف هكتار حبوباً    أوامر بإنهاء المشروع قبل 5 جويلية 2024    أيام تكوينية تكميلية بوهران    التاريخ ليس حقيقة والوجود العثماني في الجزائر لم يكن استعمارا    براهيمي الضحية الجزائرية الجديدة لبريست الفرنسي    بن ناصر يعلّق على إمكانية مشاركته في كأس إفريقيا    دعما لفلسطين.. "بالمسرح نحيا… بالفن نقاوم" شعار الدورة ال24 لأيام قرطاج المسرحية    الصالون الوطني الأول للصورة الفوتوغرافية : "صورة… ذاكرة تراث " بلمسات وعدسات إبداعية    وزارة الثقافة الصحراوية تدين الاعتداءات التي تطال الفنانين الصحراويين بالمدن المحتلة    اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة: إقامة أنشطة متنوعة بغرب البلاد    إشادة بتعاطي الإعلام الجزائري مع القضية الفلسطينية    انتخاب الجزائر في منصب نائب الرئيس    مولودية الجزائر تحقق فوزها السابع    إصدار التأشيرات في الفاتح مارس وغلق المسار في 29 أفريل    مشاركة حوالي 50 عارضا    زيتوني يعقد اجتماعا للإطلاع على وضعية السوق    وزارة التجارة: إجتماع تنسيقي للإطلاع على وضعية السوق    الظواهر الطبيعية شاهد على قدرة الله    إلى الشاعر سميح القاسم.. قيثارة فلسطين    على مائدة سيّد المرسلين    المسؤولية، تكليف أم تشريف.. ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جنرالات فرنسا قتلوا عشرة ملايين شهيد منذ احتلالهم الجزائر

يكشف الأستاذ سعدي بزيان في كتابه «جرائم فرنسا في الجزائر» الصادر عن منشورات «دار هومة»، عن كثير من الجرائم الشنيعة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ويُقدم طروحات غاية في الأهمية. كما يفند جملة من الأباطيل التي نشرها جنرالات فرنسا وهدفوا من خلالها إلى تزييف حقائق الجرائم المرتكبة، ويُورد شهادات حية لشخصيات وكتاب وسياسيين وأناس عايشوا الجرائم واكتووا بنارها. ويتحدث في المقدمة عن الدواعي التي جعلته يؤلف الكتاب، فيتطرق إلى الضجيج الإعلامي الذي أثير في فرنسا عن الجرائم التي ارتكبها الجيش الفرنسي بهدف القضاء على ثورة نوفمبر 1954، والاحتفاظ بالجزائر الفرنسية، ويذكر أن الهدف الرئيس لقادة فرنسا، من سياسيين وعسكريين، هو الإبقاء على الجزائر فرنسية. وفي سبيل ذلك فإن جميع الأعمال تهون، ومن هنا انطلقت سيول الدماء، ومسلسلات الجرائم الشنعاء التي مورست ضد الشعب الجزائري، فكانت جرائم الجنرالات «ماسو» و«سالان» و«جوهر» و«بيجار» و«أوساريس» و«موريس بابون» وغيرهم. ويُوجه الباحث انتقادات لاذعة لثقافة النسيان التي خيمت على الساحة الجزائرية في السنوات الأخيرة، ويُورد الكثير من الحوادث والمفارقات العجيبة، كما يستعرض تصريحات لبعض الشخصيات الفرنسية المنصفة في قول الحقيقة. ويستعرض مسلسل الجرائم الفرنسية المرتكبة ابتداء من سنة 1830، إلى غاية 1962. ويؤكد الكاتب أن جرائم فرنسا لم تبدأ مع ثورة نوفمبر، بل هي سلسلة متواصلة من الجرائم ضد الإنسانية خلال قرن وربع، وما تلاها من جرائم ارتكبها الاحتلال في مستعمرات عديدة. وعندما سُئل الكاتب والمناضل الفرنسي «فرانسيس جانسون» وهو صاحب كتاب «الجزائر الخارجة على القانون»، عن التعليق على ما ورد في اعترافات الجنرال «بول أوساريس» في كتابه «أجهزة خاصة»، أجاب قائلا إن «مسألة التعذيب مرتبطة بالمسألة الاستعمارية، وأعتقد أنه على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة معا الذهاب إلى الأمام في تصريحاتهم التي سمعناها حتى الآن حول مأساة شعب، وعلى المسؤولين اليوم طلب السماح من أولئك الذين عانوا خلال حرب التحرير، وأقصد بالضبط طلب الاعتذار والسماح من الشعب الجزائري فيما لحقه من جرائم من طرف الاستعمار الفرنسي». ومن الذين ارتكبوا جرائم شنعاء العقيد «بيليسي» الذي أصدر أوامر لجنوده بإضرام النار في مغارة التجأ إليها أفراد من الشعب هروبا من جحيم الاستعمار وفي ظروف مأساوية قل نظيرها اختنق هؤلاء في المغارة وماتوا جميعا. وعن الجنرال «بيجو»، فمنذ أن حلّ بالجزائر سنة1841، تبنى سياسة الحرب الشاملة ضد الشعب الجزائري، وكانت الإستراتيجية الأساسية التي اعتمدها هي حرب الإبادة، وهي في نظره وحدها الكفيلة بالقضاء على مقاومة الشعب الجزائري وإضعاف قدراته القتالية والنضالية.
المجازر والحرائق ل«تركيز الهيمنة»
ومما صرح به الجنرال «سانت أرنو»، وهو أحد معاوني الجنرال « بيجو» في مذكراته «لقد كانت حملتنا في الجزائر حملة تدميرية أكثر منها عملاً عسكريا، ونحن اليوم وسط جبال مليانة لا نطلق إلا قليلا من الرصاص، وإنما نمضي وقتنا في حرق جميع القرى والأكواخ، وإن العدو يفر أمامنا سائقا أمامه قطعان غنمه». أما وزير الحرب الفرنسي «جيرار»، فقال إنه «لا بد من إبادة جميع السكان العرب، إن المجازر والحرائق وتخريب الفلاحة هي في تقديري الوسائل الوحيدة لتركيز هيمنتنا». وأما الجنرال «بيجو»، فقال أمام البرلمان الفرنسي «أينما وُجدت المياه الصالحة والأرض الخصبة، يجب إقامة المعمرين بدون استفسار من أصحاب الأراضي هذه». وبعد أن استحضر المؤلف العديد من التصريحات الإجرامية لمسؤولين فرنسيين عسكريين وسياسيين، يُشير إلى أن هناك مؤرخا فرنسيا واحدا خالف جميع المؤرخين الفرنسيين وهو «جاك جوركي» الذي أكد أن «الفرنسيين قتلوا منذ الاحتلال مرورا بالثورات والانتفاضات التي قام بها الوطنيون الجزائريون إلى غاية الاستقلال عشرة ملايين شهيد». وتطرق الكتاب إلى مذكرات الجنرال «بول أوساريس»، ذلك الذي يتفاخر ويتبجح بجرائمه التي يندى لها الجبين، وإن أصدق وصف ينطبق على مذكراته ما وصفها به المؤرخ الفرنسي «فيدال ناكي» حين قال «إنها مذكرات مجرم حرب». وانطلاقا من جرائمه في مدينة سكيكدة، ثم في معركة الجزائر، بدأ الدور القذر لهذا الجنرال، فهو يعترف بأنه قد قتل أربعة وعشرين شخصا من سجناء الحرب، كما أعطى أوامر لتذبيح وقتل المئات من المشتبه بهم دون محاكمة.
ويعترف بأنه أشرف على تعذيب مشبوه جزائري إلى أن مات لأنه رفض الاعتراف، ويذكر بأنه لم يتأثر إطلاقا لوفاته، بل إنه يتأسف لموته دون أن يُدلي له بالاعترافات. ويؤكد عدم خجله من ذلك ولا شعوره بالذنب، كما اعترف بأنه المشرف الشخصي على قتل الشهيد علي بومنجل، حيث ثم رميه من أعلى عمارة في شارع «كليمانصو» في «الأبيار»، أعالي الجزائر العاصمة. ومما يذكره أنه قتل خمسمائة مشبوه في مدينة سكيكدة لوحدها، ومما قاله «أوساريس» أن «الأعمال التي قام بها في الجزائر هي أعمال جيدة، وكل ما قمت به من أجل خدمة مصالح بلدي»..
عسكريون يتلذذون بتعذيب النساء
لم تكن الجرائم الفرنسية حكرا على الرجال وحسب، بل إن الكثير من المناضلات الجزائريات تعرضن لجرائم بشعة يعجز اللسان عن وصفها، فقد كانت عمليات اغتصاب النساء الجزائريات من طرف الجيش الفرنسي، كما يصفها سعدي بزيان، الخبز اليومي لهذا الجيش، ويُورد الكثير من القصص الواقعية لنساء جزائريات تعرضن لأهوال من العذاب الجسدي والنفسي، ومن بينهن إحدى النساء البريئات التي تعرضت لآلام مبرحة بالماء والكهرباء، وبعد ذلك تعرضت لعملية اغتصاب متكررة، مما أدى بها إلى فقدان عقلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.