تحتض قاعة الموقار مساء يوم الثلاثاء العرض الأول و الشرفي لفيلم " الانحراف" لمخرج ياسين بوجملين، و الذي سيعرف مشاركة نخبة من الألمع نجوم السينما الجزائرية على غرار الفنانة فتيحة بربار، ليندة ياسمين، الفنان عبد الحميد رابية ، بالإضافة إلى عبد العزيز قردة، و هيبة بن حاجي و غيرهم من الأسماء. هذا ما كشفه مساعد المخرج الفنان سيد علي بن سالم في تصريحه ل "الجزائرالجديدة"، وأضاف المتحدث أن هذا الفيلم هو فيلم سينمائي طويل تم تصويره بالمركب السياحي ''المنتزه'' لمستغانم، وهران، و الجزائر، يرصد طيلة ساعة و45 دقيقة درجة التضحية التي يُمكن أن يبلغها الابن كرمانًا لوالدته، فهو يعالج قصة اجتماعية بحتة ، مضيفا في ذات السياق أن قصة العمل الذي يرمي من خلاله إلى تكريم كافة الأمهات، تُترجم يوميات أخصائي نفساني، تدفعه الأزمة المالية التي يتخبّط فيها إلى الانحراف، خاصة بعد أن يحرمه عمّه من حقّه في الميراث الذي كان يُعوّل عليه لتغطية تكاليف العملية الجراحية اللاّزمة لوالدته، وهو ما يضطرّه فيما بعد لخلع ثوب الطيبة والتكشير عن أنيابه ومخالبه، كما يتطرق الفيلم إلى العديد من القضايا التي تتخبط فيها الأسر الجزائرية. و في سياق أخر تحدث سيد علي بن سالم عن الأوضاع التي تتخبط فيها السينما الجزائرية و الذي أعرب عن تأسفه لهذه الأوضاع التي و صفها بالمزرية، مشيرا إلى السلبيات التي يعرفها المشهد السينمائي و الإنتاج التلفزيوني بالجزائر، مؤكدا أن أكثر شئ يهدد السينما و التلفزيون ببلدنا هو قلة الإنتاج. مضيفا في ذات السياق أن تهميش المخرجين السينمائيين للمثلين الجزائريين بالرغم من كفاءتهم ساهم في وضع حد لاختفائهم من الساحة وقلة ظهورهم في الأعمال السينمائية أو الوثائقية أو التلفزيونية، مشيرا أيضا إلى ما يعرف ب "المعريفة" التي يعتمدها الكثير من المنتجين و المخرجين في الاعتماد على معارفهم و الذي لا علاقة لهم بالفن وبالتمثيل على حد سوء، مؤكدا أنها هي الأخرى من أهم الأسباب التي ساهمت في تراجع مستوى الفن السينمائي و حتى الدراما بصفة عامة في الجزائر. أما فيما يتعلق بالدعم الذي تقدنه الدولة في السنوات الأخيرة أكد محدثنا أن تدعيم تقريبا موجه كل للمسرح و القليل منه فقط موجه للإنتاج السينمائي و التلفزيوني، وبالتالي هو ما شكل عائقا في تطور الثقافة والفن الجزائري على المستوى الوطني ، منواه في شأن ذاته إلى دور الممولين في هذا الخصوص الذي طالب بشأنه بضرورة مراعاة المؤسسة المنتجة و دعمها دون النظر إلى الأسماء ، حيث قال بهذا الصدد" أكثر ممن يتلقون الدعم في بلدنا هم أكبر الأسماء من مخرجين و منتجين، سوء من طرف الدولة أو من طرف كبار الشركات الخاصة وكبار الممولين الخواص الذين ليس هدفهم خدمة الثقافة الجزائرية، وإنما بغرض إبراز مكانتهم في المجتمع"، إلى حين يصدر قانون ينظم عملية التمويل، و التدعيم التي ينتظرها الكثير من الفنانين و المنتجين لا سيما الذي هم في ألاول الطريق و هم بحاجة إلى من يصلهم إلى بر الأمان يضيف المتحدث، و هي النقطة التي ستعيد الروح للسينما و الثقافة الجزائرية على وجه الخصوص.