بعد الوثبة الحضرية والتنموية السريعة التي عرفتها تندوف ، ظهرت عدة أماكن وساحات عمومية عبر بعض الاحياء والتجمعات السكانية ، اضافة الى توفر ساحات لعب وفضاءات جوارية لممارسة الرياضة عبر الاحياء ، غير أن دلك لابد له من مواكبة عمليات التشجير والاخضرار لخلق المرح والمتعة في نفوس الناس ، وبعد أن اقتصر لقاء الاحباب بتندوف في العصور الغابرة على أماكن الرق والرحيبة وغيرها فانه تم اثر التحول التنموي الحثيث برزت ساحة عمومية فريدة حاولت الجمهورية نقل واقعها كموقع هام للقاء والاستراحة. وعلى غرار باقي المناطق تتواجد بتندوف ساحة عمومية بحي النصر الذي يعد من الاحياء الشعبية الحضرية الكبرى ذات الكثافة السكانية المعتبرة، ويجاور الساحة التي هي القبلة الهامة للسكان في هذه الايام الحارة مقر دائرة تندوف، حيث يلاحظ الكبير الشديد على الساحة للتمتع برطوبة أشجارها وأزهارها وورودها وجعلها وسيلة للتصدي للحرارة، وبداخلها تنتصب منصة للحفلات تحي بها الفرق الغنائية والفولكلورية القادمة من الجزائر ومن باقي ولايات الوطن ، اضافة الى أماكن مخصصة للعائلات التي ترتاد الساحة لتجادب أطراف الحديث عن أمور الطبخ وموائد رمضان بعد أن افتك الصيف ومجيء شهر رمضان في شهر أوت المقبل فرصة الاصطياف والتمتع بزرقة البحر، ففضل أغلب السكان البقاء بتندوف والتوجه الى الساحة، كما يعتبرها آخرون مكانا لضرب المواعيد وابرام الاتفاقيات والمشاريع، واحتساء كؤس القهوة، أو تذوق أيس كريم ومختلف المبردات لاسيما بالنسبة للأطفال، وحقيقة فالساحة فضلا عما تلعبه من دور في توفير المتعة والاستئناس فإنها مجال لتلاقي الاحباب، وقد التقينا مع أحد الشباب الذي يؤدي خدمته الوطنية بالشمال بالساحة ينتظر صديق له لم يراه منذ 05 سنوات وجعل الساحة العمومية مكان التلاقي، واضافة الى كونها متنفس للكثير من السكان بعد معاناة مع الحر وأشعة الشمس الحارقة ، فإنها تمثل معلم حضاري هام أعاد للمدينة وجهها التنموي المعاصر بدل اقتصار تلاقي الاهالي والاحباب بأماكن تقليدية كالرق و الرحيبة غير مهيأة ولا مؤمنة كما سبق وأشرنا في عدد سابق ضمن أوراق الصيف ، ويضاف الى الساحة العمومية التي بها مقهى شعبي يوفر الشاي التقليدي للزبائن ومرتادي القعدة الشعبية الاصيلة ، مقهى البرود بحي النصر وهي المقهى التي تمتلئ بمحبي القهوة على نسمات البرود ولطافة الجو بعد المساء بعد أن تختفي أشعة الشمس الحارقة. والى جانب تلك الاماكن يبقى سكان تندوف في أوج الحاجة الى مساحات خضراء توفر الظل وتنمح الرطوبة وتقلل من أشعة الشمس المرسلة على رؤوس البشر، حيث تنعدم ثقافة التشجير والاخضرار من قاموس سكان المنطقة وهو ما يجعل استحداث رؤية جديدة لتحسيس الساكنة بأهمية التشجير لاسيما في فصل الصيف للتقليل من أشعة الشمس اللافحة أمر بات أكثر من الضروري والمستعجل.