عادت فرق المداحات بقوة إلى أعراس وهران خلال هذا الموسم ، حيث باتت أغلب العائلات تفضل إحياء حفلاتها و أفراحها بحضور المداحات على غرار السنوات القديمة ، متخلية بذلك عن «الدي جي « الذي صار مهددا بالزوال . و هو ما جعل الطلب يكثر بقوة على المداحات رغم قلتهن بسبب عزوف الكثيرات عن الغناء ومقاطعة هذا الفن الشعبي بسبب العصرنة و العادات الحديثة التي دخلت بيوت الجزائريين ، و أيضا نظرا لوفاة العديد من الأسماء التي كانت بارزة في المجال ، وهو ما جعل الأسعار تناطح السحاب ، فمقابل خروج فرقة المداحات لإحياء عرس واحد تطلب رئيسة الفرقة مبلغا يضاهي 10 ملايين سنيتم في السهرة و 6 ملايين في حفلة ما بعد الإفطار، مع اشتراط بعض الفرق الإحتفاظ بالمبالغ الذي تقدمه المدعوات في الصندوق مقابل الرقص ، و إذا لم تلبي العائلة شروط رئيسة الفرقة فإنها ترفض العرض دون نقاش . وفي هذا الصدد كشفت السيدة بوسيف التي تحضر لإحياء حفل زفاف ابنتها أنها استدعت فرقة للمداحات من ولاية مستغانم ، التي تبقى على حد تعبيرها الفرقة الأبرز و الوحيدة في الجهة الغربية ، والتي تسعى إلى الحفاظ على هذا التراث عكس ولاية وهران التي تكاد تخلو من هذه الفرق الشعبية ، ولم تتبق منها سوى فرقتين أو 3 يكثر عليها الطلب، و لا تكون متوفرة في معظم الأوقات بسبب الإقبال المكثف عليها من قبل العائلات . ويحدث هذا في الوقت الذي تزداد فيه مخاوف أصحاب «الديسك جوكي « الذين تراجع نشاطهم كثيرا في الآونة الأخيرة .