استقبال المولود الجديد بين الماضي و الحاضر

منتوجات عصرية تفرض عادات جديدة في « السبوع »الجزائري

تعرف حفلات استقبال المولود الجديد أو ما يعرف ب « السبوع « و القصعة و النفاس موضة جديدة طمست بشكل كبير عاداتنا وتقاليدنا في المجتمع الجزائري ، ففي الماضي كانت الجدات و الأمهات تعتمدن طرقا تقليدية لاستقبال المولود الجديد، عبر تنظيم احتفالية خاصة بهما و بالضيوف .
و بين مؤيد ومعارض للأفكار الجديدة تنصح العديد من الجدات عدم التخلي عن أهم العادات القديمة الخاصة بسلامة الوالدة و مولودها .عكس تلك الصورة التي كانت تظهر فيها المرأة النفساء بعد الولادة، وهي تلبس لباسا فضفاضا و تضع منديلا يغطي كامل شعرها و جزء من جبهتها، كما تضع القليل من الكحل و بعض المسواك و الحنة ، ومن جهتهن صارت بعض الأمهات يقبلن على وضع صبغة الشعر و الكيراتين أو حلاقة الشعر و نمص الحواجب للظهور في أبهى حلة بعد الولادة و شراء ملابس تتماشى مع الموضة ، حيث قالت السيدة حليمة التي وضعت مولودها الأول منذ حوالي أسبوعين فقط إنها مهتمة بالنصائح التي تقدمها الجدات و كبيرات السن للحفاظ على صحتها و صحة مولودها، لكن هذا لا يمنع من مسايرة العصر، فهي ترفض ارتداء لباسا فضفاضا ، باعتبار أن السوق يوفر ملابس جميلة ومريحة ، و لا تجد أنه من الضروري وضع خمار يغطي كامل شعرها بتلك الطريقة القديمة، ولأن جدتها نبهتها أن الخمار على الرأس يحميها من ألم الصداع مستقبلا قامت بشراء ما تضعه على رأسها بطريقة عصرية، كما أن هناك قبعات صوفية تضعها النفساء التي تلد في فترة الشتاء دون الحاجة إلى خمار العجائز.
و تضيف حليمة أنه لا بأس بوضع قليل من الكحل والمسواك و بعض الماكياج أيضا للظهور في أجمل حلة وهذا ما وقفت عليه و شاهدته حين تواجدها بالمستشفى الجامعي بوهران ، حيث لاحظت أن الكثير من الحوامل جلبن معهن حقيبة الماكياج لتزيين أنفسهن بعد الولادة ، و منهن من لم تفوت فرصة التقاط صور السيلفي ، مع العلم أن الفنانات والمشاهير هن أول من فتح الباب أمام هذه الموضة ، ما جعل المعجبات بهن يقلدنهن ،بشكل كبير .
صحون على شكل « ميكي ماوس»
و « لولو كاتي »
وما لفت الانتباه أكثر أن الموضة مسّت أيضا موائد الاحتفال بالمولود الجديد و استقبال الضيوف، حيث أخذت الحلويات والصّحون أشكالا متعددة و ألوانا زاهية، حتى الديكور أصبح يباع خصيصا للمرأة النفساء ، ففي القديم كان يتم تقديم صحون كبيرة من البركوكس، و تعقبها صينية الشاي أو قهوة مرفوقة بحلويات متنوعة كتلك التي توزع في الأعراس ، في حين يتم تحضير طمينة مزينة بالقرفة أو حبيبات حلوى ملونة ، أما اليوم فقد ظهرت عادات جديدة بعد أن صار شكل الحلوى يأخذ شكل طفل رضيع أو « ميكي ماوس» أو « لولو كاتي» ، و هي وجوه لرسوم متحركة وغيرها من الأشكال المحببة لدى الطفل الصغير، كما صارت الطمينة أو التقنتة تقدم في صحون خاصة بهذا النوع من الاحتفالات .