بالرغم من المخاطر، تستمر قوافل المهاجرين السريين بمستغانم ، بالمجازفة، عبر ركوب القوارب بغرض الوصول إلى الضفة الأوروبية وبالأخص إسبانيا. حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يعثر الصيادون عن جثث لأشخاص ذكور و إناث تطفو في عرض بحر مستغانم تخص أفراد حاولوا الهجرة السرية لكن محاولاتهم أجهضت بفعل الأمواج الهائجة الناجمة عن التقلبات الجوية ، حيث كان الأسبوع الماضي من حيث الجثث التي عادت إلى سواحل مستغانم و التي بلغت الأربع بكل من شواطئ الحجاج و أولاد بوغالم و سيدي المجذوب دون حسبان العدد الهائل من الجثث التي لفظها البحر في الشهور الماضية وفي هذا الإطار يحذر المختصون في علم الاجتماع من التنامي الخطير لهذه الظاهرة في أوساط الشباب الجزائري نظراً لتفاعل مجموعة من الأسباب القطاعية. *شبكات إجرامية منظمة تنشط في الفضاء الافتراضي والواقعي و في سياق ذي صلة ، يرى الخبراء أن الهجرة السرية ليست بريئة، وإنما تديرها شبكات إجرامية منظمة تنشط في الفضاء الافتراضي والواقعي، إذ تشير الأرقام إلى أن سعر تذكرة الهجرة غير الشرعية يفوق 18 مليون سنتيم وتختلف الأرقام حسب الوجهة. بالمقابل تشترك مجموعات أخرى تضم ما بين 10 أشخاص إلى 12 شخصا في شراء قوارب بمحرك قوته ما بين 40 إلى 60 حصانا، بمبالغ مالية تتراوح ما بين100.000 إلى 500.000 دج للإبحار نحو مدينة ألميريا الإسبانية . ثمن تذكرة "الحرقة" ابتداء من 18 مليون وغالبا ما تنطلق رحلات الهجرة السرية من شواطئ بعيدة عن عاصمة الولاية و قد نتج عنها فقدان الغالبية منهم لأرواحهم قبل الوصول إلى المكان المقصود ، بعدما جرفتهم الأمواج و تحولوا إلى جثث هامدة تطفو فوق سطح البحر . و آخرون لحسن الحظ وجدوا من ينقذهم من الهلاك سواء من طرف حرس السواحل أو أصحاب البواخر المارة بالبحار.أما الفئة المتبقية فقد تمكنت من إدراك مبتغاها بوصولها إلى الساحل الاسباني لكن فرحتها لم تدم طويلا عقب توقيفها من طرف البوليس الاسباني الذي كان لها بالمرصاد و حولها إلى زنزانات للمكوث بها فترة من الزمن قبل إعادتها من حيث أتت. مثلما حدث للشاب بودربالة من بلدية الحجاج الذي اكتشفت جثته بسجن أرشيدونا بمدينة مالاغا بإسبانيا مطلع الشهر الحالي، حيث احتجز بتهمة الهجرة غير الشرعية، وكان وصل إلى مالاغا برحلة بحرية على متن قارب، شهر نوفمبر المنصرم، برفقة شبان آخرين، تم ترحيلهم إلى الجزائر بعد ذلك عائلات تعترف بعجزها عن مراقبة أبنائهم القصر .و يتخوف الشارع المستغانمي من تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بعد أن أصبحت مصدر قلق بالنسبة للأولياء بسبب صعوبة مراقبة التدفق الهائل لأبنائهم عبر مختلف سواحل مستغانم حيث تحدثت الجمهورية مع عدد من العائلات و التي أجمعت على أنها أصبحت عاجزة عن مراقبة فلذات أكبادها حيث بدأ الشك يتسرب إلى نفوسهم بمجرد رؤية أولادهم القصر و المراهقين يتحدثون بنبرة غضب عن معيشتهم بالجزائر و كثير منهم تفاجأ بخبر ركوب أبنائهم لقوارب الموت دون إخطارهم ، يحدث هذا رغم التدابير الأمنية المكثفة التي باشرتها مصالح الأمن للحد من تفاقم هذه الظاهرة التي بلغت ذروتها خلال فصل الخريف الماضي و الشتاء الحالي .