تغيروا

تغيّروا
بداخلي
نصيبُ كفاجعة
وحدثُ روَى ما لا يُرى
بقَايَا ذكرى
على أرجَائي مُتناثرة ..
ألتقِطها مُنحنياً على رُكبَتاي
راسمًا الحسرة
بداخِلي
أَنَا وَسطَ مَملكة العذاب
ومن حَولِي حَرسُ الوَجع
يُكَبّلونَني كالهنود الحُمر
ويقرعونَ الطّبُول احتفالا
ويُشعلونَ الحطبَ نَذْراً بالتهامي
بعدَ أنْ جُبتُ الغابَ بِصولاتِي حَامِيهم
همْ كانُوا أصدقائي واليوم ألذّ أعدائي
لا الكلامُ يعلو صوتِي كان
ولا البُروز في حضرتِي كانَ الجبان
دون قُوّتِي أُعانِي الانهيار
بداخِلي
سيّدُ بحلمٍ ذوَى
كعاشقٍ أتعبهُ الهَوَى
نوَى يتحاشى الغوَى
لكنّهُ غَوَى
هجرَ الخلّانَ بعيداً رَكن.
فعانَى غُربتينِ
غريب الأحبّة تمحّن
وغريب الأرض والوطن
تائهُ بينَ القُرى والمُدن
بداخِلي
وُفود الوفاء التّي وظّبتْ حقائبهَا
شدّتِ الرّحيلَ نحْوَ مكانٍ يسعُ رحلهَا
نحْوَ الخلاصِ من ألمٍ يسكُنها
بداخلِي
حبيبةُ غريبة
عشقتُها بجنونْ
فكوتنِي بكل الفُنون
لتضرب عرض الحائطَ حُبّي
وتسرقُ كُلّ نبضِي
لأَجوبَ العالمَ فراراً
وأتّخذُ العُزلة قراراً
بداخِلي
أنَا معَ كلّ هذا
فكلّ هذاَ يُتعبُنِي
يخنقنِي
يدُوسُ على بسمَتِي
ويُقطّعُ وَريدِي
ويضحكُ على جُثّتِي
جُثّةُ مجهولة
وحكايةُ نادرة
بداخِلِي
عودُ ثقابٍ وزِناد
أَحْرقتُ بهِ دفاتِري
لئلاّ يُلازمنِي مُحتواهَا
وما كنتُ أكتبُ عنهم فيها
آهٍ لم يعُدْ فيهم ماكان بها