بادئ ذي بدء، و قبل الغوص في موضوع الأسبوع و الذي يتناول بالنقاش و التحليل بالابتعاد عن كل ما يمت للتغليط و التضليل أو التطبيل و التهليل لملف المنتخب الوطني و مسئول عارضته الفنية بالحجة و الدليل، وجب علينا التنويه دون إغفال أو تقليل و نحن في شهر أفريل، الشهر الذي عرف تأسيس أول منتخب جزائري مائة بالمائة من سنة 1958 و بالتحديد من يوم 13 منه، و هذا عندما قرر مسئولو أعلى هيئة للجناح السياسي داخل "جيش التحرير الوطني" عقب مؤتمر "الصومام" و إدراكا منها بأهمية و تأثير "الجلد المنفوخ" و ما يخلفه في نفسية الشعوب في تحقيق المرغوب و هو الترويج للقضية الجزائرية العادلة بعيدا عن ساحة الوغى، بل فوق ميادين مستطيلة الشكل في كل أنحاء العالم و أمام كبار العالم من الساسة يتنفسون "أفيون الشعوب" و القصد منه ضرب مستدمر فرنسي عاث فسادا و طغى، و قضى بإنشاء منتخب جزائري لكرة القدم يتحمل شرف تمثيل شعب برمته حمل السلاح يكافح من أجل حريته، متكون من لاعبين جزائريين ينشطون داخل التراب الفرنسي في بطولته المحترفة في لقطة فريدة، و تلك الخطة التي سادتها السرية و عن غفلة من جهاز مخابراتي كانت عنه شريدة، و بحركة اعتبرت في حينها من لدن المستبد الغاشم بالمكيدة و أعطته أهمية إعلامية بالغة و حيزا كبيرا أكثر من 50 صحيفة مختصة و بمثيلتها من جريدة و هو التاريخ الذي يبقى وساما و رمزا خالدا من رموز الثورة التحريرية المجيدة.. ثم لما نريد التكلم عن المنتخب و هذا حق دستوري لكل فرد من الشعب، فمن منحى الوصال، نطرح سؤالا وحيدا مفاده أنه على ضوء ما يحدث من تشنجات عصيبة في مجال الاتصال، هل بإمكان صاحب "الكعب العالي" بخصوص مدى قدرته الخروج منتصرا أو بأقل الأضرار من سياسة تصلب المواقف بعد التهرب من الواقع بانتهاجه خيار الانفصال ؟ هل ينطبق على هذا الموقف الذي يتنافى و الأعراف المعمول بها في علاقة أي مدرب أو ناخب مع الإعلام "أن عيب الجسم يستره متر قماش، أما عيب الفكر تفضحه ساعة نقاش" ؟ لأن كل من سبقه في مهمة الإشراف على مصير منتخب بحجم الجزائر و نهج نهجه، بار عمله و كلل بالفشل كل مساره و اهتزت أسواره ليتحطم بنيانه و الخاسر الأكبر يبقى دوما مستقبل كرته و أنصاره.. في قضية الحال، نستطيع القول دون حرج أن منتخبنا تاءه بين خيار من أين هذا "المنتوج" خرج ؟ مفارقة لم تكن لتحدث لو لم تفتعل أزمتها بكل خيوطها داخل "البرج".. هل المنتخب الجزائري لكرة القدم صار حكرا على فئة من اللاعبين معينون أو مخيرون بحمل ألوان علم بلادهم دون سواهم ؟ هل كان مسطرا منذ البداية أن تكون تحت ألوان نادي معين ليتم استدعاؤهم ليكونوا بينهم ؟ على ضوء كل ما سبق، كل ما يحاك في الخفاء ضد المنتخب الجامع لكل الجزائريين من الشمال و الجنوب إلى الغرب و الشرق سيخرج للعلن بسرعة البرق و في انتظار ما سيسفر من دق، فكل عشاقه أصابهم الأرق.. و إذا أردنا إيجاد صيغة ننعت بها ربان السفينة فتنطبق عليه حكمة "انتقد ما كانوا يمارسون و اليوم يمارس ما كان ينتقد"..