كان هواة الفن الرابع بوهران أول أمس السبت، على موعد مع مسرحية «بكالوريا»، المتوجة هذه السنة بالجائزة الكبرى في الدورة ال 13 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، كأحسن عرض متكامل، من توقيع المخرج عز الدين عبار، وفي حين تقاسم فيها الأدوار، عدد من الممثلين الشباب، هم عديلة سوالم و بشير ناصر بوجمعة و عيسى شواط و ناصر سوداني و فاطمة شيخ جاوتسي و و زهرة العابد و رشيد خليفة و محمد صديق بن بدرة وكذا خالد قرينات، أما تصميم السينوغرافيا فقد عاد للإبراهيم ولد طاطة، وتأليف الموسيقى لعبد القادر صوفي، حيث حطوا الرحال بعاصمة الغرب، بعد سلسلة من العروض عبر كل 20 ولاية بشرق الوطن، وستكون آخر محطة لهم بعد وهران بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة. تستعرض مسرحية «بكالوريا» ذات الطابع الاجتماعي، التي تعد أحدث إنتاج للمسرح الجهوي «جيلالي بن عبد الحليم» بمستغانم، جملة من القضايا والظواهر المتفشية في أوساط المجتمع، والمتعلقة أساسا بالتعليم و الهجرة غير الشرعية أو ما يعرف ب «الحرقة» والبطالة، غير أنها سلطت الضوء أكثر على إمتحان البكالوريا، الذي يعتبر المحور الأساسي في هذا العرض المتميز، باعتباره مرحلة بالغة الأهمية بل ومصيرية في حياة الشباب، كونها ستحدد مستقبلهم المهني، وقد حرص المخرج على تناول هذا الموضوع بطريق عبثية، من خلال قصة مجموعة من التلاميذ يتأهبون لاجتياز هذا الإمتحان الصعب... واستعدادا لذلك لجأوا إلى تلقي دروس خصوصية أو بالأحرى تدعيمية في «قبو»، هو ملك لفنان غارق في ظروفه المزرية، حيث كان هذا الفضاء المهجور والمغمور، الذي تقاسم فيه أبطال هذا العمل الدرامي بغض النظر عن فوارقهم الإجتماعية، آلامهم وآمالهم وانشغالاتهم، مسرحا للكوميديا المليئة بالتراجيديات السوداء، وفسحة للضحك، من خلال الحوار الساخر المليء بالنكت، كما تميز هذا العرض أيضا بالإستعراض الكوريغرافي، الذي خدم النص بشكل جيد، شأنه شأن الموسيقى وكذا السينوغرافيا، التي تمثلت أساسا في صناديق السمك، اتخذت كطاولات للدراسة..