ووري الثرى أمس، بمقبرة عين البيضاء سومر عبدالقادر، المجاهد والقيادي في المنظمة الوطنية للمجاهدين، عن عمر ناهز ال81 عاما، بعد وعكة صحية مفاجئة ألمت به، منذ قرابة الأسبوع. وقد حضر جنازة الفقيد، الذي توفي صباح أمس، رفقاء درب الراحل وجيرانه ومقربيه، حيث ألقوا النظرة الأخيرة على جثمان المرحوم، في جنازة مهيبة عرفانا وتقديرا، بمسار وخصال هذا الرجل الذي كرّس حياته، في خدمة الوطن والأسرة الثورية، حيث خيّم أمس جو من الحزن والأسى على فقدان هذه الشخصية، التي تميزت بالتواضع والتفاني في العمل. المجاهد سومر عبدالقادر، المولود في 22 جويلية 1939 في القنادسة ولاية بشار، التحق بالثورة التحريرية، منذ السن السابعة، وأكد جعواط محمد عضو المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بوهران مكلفا بالتاريخ والثقافة، أن المرحوم قام بعدة عمليات فدائية، منها اغتيال ضابط فرنسي في بشار، وقد حكموا عليه غيابيا بالإعدام. ليهرب بعدها مواصلا جهاده ضد الاستدمار في عدة مناطق منها عين الصفراء وصفيصيفة وقروز وبن سمير ودوق.. إلخ. كما كشف ابنه سومر فؤاد، في تصريح ل«الجمهورية" أن والده، كان في فرقة الهيئة الفدائية في الولاية الخامسة المنطقة الثامنة، وكان يقوم بتأمين نقل المجاهدين الجرحى من الجزائر إلى المغرب، وقد اشتغل مع الشهيد العقيد لطفي وسي عثمان، بعد الاستقلال اشتغل في شرطة الحدود بمطار السانيا لمدة عامين، ليتلحق بعدها بشركة "سوناطراك"، إلى غاية خروجه للتقاعد في 1987، كان مناضلا في القسمة ال7 لحزب جبهة التحرير الوطني، ثم منسقا لدائرة أرزيو لمنظمة المجاهدين، وبعدها أمينا ولائيا لذات المنظمة، وحتى سيناتور في مجلس الأمة في 1997 إلى غاية 2000، وعضوا في الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين، إلى أن وافته المنية أمس السبت. وقد أكد أمس العديد من المجاهدين ورفقاء الدرب، أنه برحيل سومر عبدالقادر، تكون وهرانوالجزائر، قد خسرت أحد المجاهدين الأفذاذ والوطنيين الأحرار، وقد عرف عنه انضباطه في العمل وإخلاصه في تأدية مهامه، وقد ناضل منذ عقود من أجل الدفاع عن حقوق الأسرة الثورية، وكانت له عدة مواقف وطنية مشرفلة في مختلف التحديات التي عرفتها بلادنا. وتجدر الإشارة إلى الفقيد، شارك في العديد من المنتديات والمنابر الإعلامية التي نظمتها جريدة "الجمهورية"، حتى أنه لقب بصديق اليومية، وأحد قرائها الأوفياء، وفي كل مرة كان يتدخل فيها، يدعو فيها الجيل الحالي إلى ضرورة الحفاظ على رسالة الشهداء، والتمسك بقيم نوفمبر الخالدة.