درج العالم في الأيام الأخيرة قبل نهاية كل سنة على الاحتفال بحلول العام الجديد في صور ونشاطات كثيرة تزرع الفرحة و الأمل حيث جرت العادة على إحياء نهاية العام واستقبال العام الموالي بمظاهر البهجة والسرور و الاحتفالات الصاخبة ، لكن الأمر يختلف كثيرا هذه السنة في خضم جائحة كورونا التي حالت دون ذلك بسبب المعاناة والموت و الإغلاق والشلل التام للنشاطات الذي فرضته عبر العالم كله حيث أنه لم يفلت أحد من تداعيات كوفيد 19 ،و ها هي سنة 2020 التي كانت سيئة على العالم بكل المقاييس تجر أذيالها مودعة الناس ليستقبل العالم سنة 2021 التي تعلق عليها الآمال الكبار و الأمنيات الجميلة بعودة الحياة الطبيعية و انحسار فيروس كورونا المدمر الذي خلف ملايين المصابين وعشرات آلاف المتوفين ،و شوه الحياة اليومية للناس بقيود البروتوكول الصحي و المخاوف المرتبطة بالإصابة بالفيروس دون أن ننسى ركود النشاطات السياسية والاقتصاد و كساد التجارة و غلق الحدود بين البلدان و كذا المجال الجوي فكل شيء تعطل تحت ضغط –كورونا- الوباء العابر للحدود والمحيطات و الأجواء الذي عزل العالم ،وتحول إلى جائحة هي حديث الناس القاصي والداني في كل مكان وبكل اللغات من خلال تداعيات و حصيلة يومية ثقيلة لتفشي الوباء في موجة أولى و أخرى ثانية تطول فيها وتتمدد قائمة المصابين بالفيروس لتقدر بالملايين عبر العالم وعشرات الآلاف من الوفيات، و كلام يطول و لا ينتهي عن إجراءات وتدابير الوقاية من تفشي الفيروس تبدأ بالتباعد الاجتماعي والجسدي والحجر المنزلي والصحي مرورا بارتداء القناع الواقي للوجه و تعقيم الأيدي و الأماكن العمومية ووسائل النقل و غيرها و انتهاء بقرارات الإغلاق و توقف معظم النشاطات الاقتصادية التجارية والخدمات و الاجتماعية و السياسية و الرياضية و النقل البري والملاحة الجوية والبحرية و التعليم و باختصار فقد تعطلت عجلة الحياة الطبيعية جميعها لتسير وفق إملاءات و متطلبات جائحة كوفيد 19 و حدث كل هذا اتقاء و حماية من الإصابة و تسجيل المزيد من الوفيات و هو ما جعل الناس يتشاءمون ويتطيرون من العام 2020. إن سنة 2020 التي طبعها وميزها تفشي جائحة كورونا لم تخل من الجهود الكبيرة والكثيرة التي بذلت من أجل البحث عن لقاح مضاد للفيروس وهكذا فقد دخلت مخابر الدول العظمى في سباق غير مسبوق باتجاه البحث و إنتاج لقاح لمواجهة كورونا و إنقاذ البشرية من الجائحة التي حصدت الكثير من الأرواح مخلفة مآسي إنسانية عميقة ،لتكون الأشهر الأخيرة من سنة الجائحة مبشرة ببعض الخير رغم المخاوف من مخاطر سببها ظهور سلالة جديدة للفيروس في بريطانيا ،و مع هذا يواصل قطار الأمل في الشفاء طريقه مع انطلاق عملية التطعيم بلقاح كورونا في روسياوبريطانيا والولايات المتحدة و الصين و بلدان أخرى ،و تحضير بعض البلدان نفسها لاقتناء الأنواع المتاحة من اللقاح و استخدامها، و تلك بارقة أمل تفتح الباب للتفاؤل بسنة جديدة لا يصنع فيها فيروس كوفيد 19 الحدث و يتنفس فيها الناس الصعداء و ينسون معاناتهم مع الإغلاق .