توصّل اجتماع الحكومة المنعقد الأربعاء إلى ضرورة السعي إلى الحصول على لقاح آمن يضمن السلامة للمواطنين ، سواء المصابين بفيروس كورونا أو الذين سيتم تلقيحهم تجنبا للإصابة بعدوى الوباء القاتل ، و كان الوزير الأوّل عبد العزيز جراد في ذات الاجتماع قد أكّد على ضرورة التحري و التأنّي في هذا المجال من أجل التوصل إلى استيراد لقاح فعّال يضمن السلامة للصحة العمومية . الجزائر التي تستعد لاستلام اللقاح الصيني كورونافاك الذي طوّرته شركة سينوفاك بالإضافة إلى سبوتنيك 5 الروسي الذي طوره مركز غاماليا للبيولوجيا المجهرية مع نهاية الشهر الجاري تتابع نتائج البحوث بشكل يومي من خلال التنسيق بين مصالح وزارة الصحة و وزارات أخرى لها صلة بالموضوع . و أكدت عديد الدراسات التحليلية و المخبرية في علم الأوبئة أنّ المصل الصيني قد أعطى نتائج إيجابية بالنسبة للبلدان التي استوردته و بدأت في تطبيقه على عديد الفئات بما في ذلك الأطقم الطبية ، ما يثبت حسب ذات الدراسات خطو بكين خطوات مهمّة في مجال الإلمام بكل تفاصيل الإنتاج و النجاعة بالنسبة لهذا اللقاح ، علما أنّ معظم الدول العربية و أخرى أجنبية استوردته و أخرى زاوجت بين أكثر من لقاحين أو ثلاثة من دول مختلفة ، و مبرر الإقبال على اللقاح الصيني يعود إلى تطور الخبرة الصينية في مجال اللقاحات و أيضا رقم بحوث بيكين في ذات المجال . و طوّرت الصين إلى حد اليوم ثلاثة لقاحات مضادة لكوفيد 19 لكن لحد اليوم أيضا تقتصر على تصدير لقاحين فقط و هما الأنجع في انتظار وضع آخر اللمسات البحثية على اللقاح الثالث ، و باعتبار هذا البلد يحوز إلى الآن على 11375 بحثا علميا على كورونا منذ ظهور الوباء ( تليه الهند ) فقد تبوّء المراتب الأولى من حيث اكتساح اللقاح لسوق التصدير عبر العالم . يساعد الصين في ذلك مزايا أخرى للقاح الذي يمكن تخزينه في درجة حرارة تتراوح بين 2 و 8 درجات فقط تماما مثل اللقاح الذي طورته أكسفورد و عكس لقاح فايزر الذي يتطلب برودة تصل إلى ما لا يقل عن 70 درجة و بالتالي فإنّ الدول النامية تلجأ إلى اللقاحين السابقين ليكون في مقدورها التخزين الآمن . و لجوء الجزائر إلى اللقاح الصيني بالإضافة إلى الروسي - الذي تمّ بتوقيع صفقة بالتراضي - يستند على دراسات عميقة و مقارِنة بين الأمصال من طرف اللجنة العلمية المتخصصة في متابعة مستجدات الفيروس و لقاحاته عبر مخابر عالمية يساعدها في ذلك التحرك الوازن للدبلوماسية الجزائرية التي تتابع وضع تطوّير اللقاح عن كثب ، حيث ستشتري الجزائر دفعة أولى مقدارها 500 ألف جرعة بقيمة 1.5 مليار دج و لا تزال المفاوضات من طرف الجزائر جارية مع مخابر أخرى من أجل دفعات جديدة بكميات كافية تحسبا لانطلاق الحملة الوطنية للتلقيح خلال هذا الشهر .