أكد المدير الولائي للمصالح الفلاحية، أن وهران تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى قطب فلاحي بامتياز في ظل انتعاش المشاريع الاستثمارية بها، ومن بينها تربية الأبقار التي اضحت محل اهتمام العديد من أصحاب رؤوس الأموال والذين أنشأوا مستثمرات تضم أزيد من 120 رأس بقر بكل منها، لاسيما بعد حل مشكل زراعة الأعلاف الخضراء التي كانت شبه منعدمة بالولاية حيث تمكن القطاع من إنتاج ما يراوح ال 250 قنطار من الأعلاف الموجهة للبقر خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي مكّن من حل هذا الاشكال الذي كان يطرح منذ سنوات من قبل هذه الفئة، علما بأن ولاية وهران تنتج سنويا 40 مليون لتر من الحليب توجه 15 مليون منها إلى 6 ملبنات لتأمين احتياجات الولاية من هذه المادة وحتى الولايات المجاورة، وأشار المسؤول إلى أن التحسن الذي تم تسجيله لم يقتصر على هذا الجانب فحسب بل حتى ما تعلق بتربية الأغنام والدواجن، حيث تعرف الولاية سنويا انتاج 100 ألف قنطار من اللحوم البيضاء فضلا عن 160 مليون وحدة بيض والتي جعلتها تحتل المرتبة الثالثة وطنيا في هذا الجانب وهو ما ينبغي تثمينه تشجيع المستثمرين ومرافقتهم على ولوج هذا النوع من الاستثمارات التي لا تقل أهمية عن باقي القطاعات الأخرى. وأشار المدير الولائي إلى أن الانتعاش لم يقتصر على هذا فحسب بل حتى ما تعلق بمنتجات المستثمرات الفلاحية ومنها المتواجدة على مستوى دائرة بوتليليس، لاسيما ببلدية مسرغين المختصة في زراعة الحمضيات، مشيرا إلى أنها تنشط في هذه الزراعة منذ ما يقارب ال 80 سنة ولكنها لم تحقق إنتاجا هاما مثلما تم تسجيله خلال السنة الأخيرة والذي بلغ 40 ألف قنطار بما يراوح ال 25 صندوقا في كل شجرة، هذا دون أن ننسى إشارته إلى الأشجار المثمرة وكذا منتوج الحبوب والخضروات، ودعا في هذا السياق إلى ضرورة رفع كميات المياه الموجهة للسقي الفلاحي، وهذا باستغلال المياه القذرة المعالجة، مثلما هو الأمر بالنسبة لسهل ملاتة وكذا استعمال الآبار المغلقة بمسرغين لتحقيق نتائج جد إيجابية في هذا المجال الذي تعول عليه الولاية، وهو ما أكده حتى بعض من أصحاب المستثمرات الفلاحية الذين طالبوا بمرافقتهم ورفع العراقيل التي تواجههم على غرار : مياه السقي وتوفير الكهرباء وفتح المسالك وتوسيع المساحات المخصصة لزراعة الحبوب والحمضيات، لاسيما وأن وهران بغية بعث هذا القطاع الذي هو محل اهتمام الكثير من المستثمرين، الذين يرغبون في توسيع نشاطهم وتحسين نسبة الإنتاج في مختلف المجالات في حال توفرت الظروف المناسبة . وما تجدر الاشارة إليه هو أن حتى السيد مسعود جاري والي وهران، سبق له وأن أكد خلال آخر اجتماع عقده مع المتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين بمقر الولاية، أن تعليمات وجهت إلى كافة المسؤولين المعنيين من أجل الاستماع إلى انشغالات المستثمرين ومن بينهم الناشطين في قطاع الفلاحة ووعدهم بتوفير كافة سبل الدعم والمساعدة وتخليصهم من أية عوائق من شأنها أن تعيق نشاطهم وطلب منهم التقرب إلى الخلية الولائية التي تم استحداثها على مستوى الولاية لطرح أي مشكل يصادفهم وهذا للتذليل من الصعاب لتفعيل هذا القطاع الهام.