تعتبر ظاهرة التسول من أكبر المعضلات التي تواجه المجتمع الجزائري، حيث احترف العديد من المتسولين المهنة و تربعت في اذهانهم لا سيما ان المال في هذه الحالة يتم كسبه سريعا و بدون أي مجهود مبذول من طرفهم حيث انهم يوميا يتلقون أموال تصل الى غاية 10 آلاف دج بسرعة و بدون أي تعب كما ان انواع التسول تطورت وتنوعت و لم تعد تستثني أي فئة من الكبار و الصغار حيث أن شوارع ولاية وهران لم تعد تخلو من المتسولين ، و اصبح يستغل فيها أصحاب الهمم و كذا الاطفال في حين حول الاخرون العملية الى اعطاء التسول نظرة اخرى لغرض التملص من قبضة الامن و مصلحة المساعدة الاجتماعية . البروتوكول الصحي ساهم في تراجع الظاهرة كشف المكلف بتسيير مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي بن محمود احمد أن مصالحه جمعت 92 متسولا من أطفال نساء و رجال في سنة 2020 خلال خرجاتها الميدانية التي تقوم بها 3 مرات اسبوعيا و بالتنسيق مع مصالح الامن و الاطباء النفسانيين التابعين للمصلحة من بين هؤلاء 19 رجلا و 56 امرأة بالإضافة الى 17 طفلا و اكد المتحدث ان العدد عرف تراجعا بالمقارنة مع السنوات الفارطة و هذا راجع الى تفشي فيروس الكورونا و كذا الاجراءات و التدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومة لاحتواء الفيروس، من بينها الحجر الصحي و كذا غلق ما بين الولايات و هذا الامر الذي دفع عدد من المتسولين البقاء بولاياتهم، لا سيما منهم من كان يأتي في الصباح الباكر الى ولاية وهران عبر الحافلة او القطار من اجل التسول ، حيث ان الاجراءات الصحية ساعدت في تقلص العدد الا انها رجعوا الى نشاطهم بعد فتح ما بين الولايات . نساء يؤجرنّ أطفالهنّ للمتسولات يلجأ العديد من المتسولين الى استئجار الاطفال من اجل استعطاف المحسنين و تلقي اموال طائلة و التي تصل في بعض الاحيان الى 10 ألاف دينار في اليوم الواحد و يقدمون منه نسبة الى أم الطفل حسب المبلغ المتفق عليه سابقا و الذي يتراوح ما بين الف الى الفي دج في اليوم حيث ذكر السيد بن محمود انهم في العديد من المرات تصادفوا مع هذه الحالات حيث ان هناك نساء يؤجرن ّ اطفالهنّ للجيران أو صديقاتهن و غيرهن. و هناك نساء يقمنّ بوضع مواليد جدد بطرق غير شرعية و هذا لغرض بيعها لأشخاص اخرين أو استئجارها للمتسولين و لغرض كسب المال السريع و السهل ، كما أن ظاهرة التسول بالأطفال تفاقمت و اكد ان 45 بالمائة من الأطفال المتواجدين على مستوى مقبرة عين البيضاء و يتم التسول بهم أطفال مستأجرين من بلدية مسرغين والسانيا. و هذه العملية يعاقب عليها القانون حيث انهم في العديد من المرات قاموا بتحويل الامهات الى مصالح الامن و رفعت ضدهم قضايا بالمحكمة حول تعريض حياة الطفل للخطر . تمويه ببيع المناديل الورقية للتملص من الجريمة كما ظهرت ظاهرة جديدة فيما يخص التسول و هي التظاهر ببيع المناديل الورقية للتملص من قبضة الامن و اعوان مصلحة المساعدات الاجتماعية و هذه الظاهرة اصبح يمتهنها النساء و الاطفال و كذا الرجال و في حال تم ضبطهم من قبل المصالح سالفة الذكر يصرحون انهم متواجدون بالمنطقة بصدد بيع المناديل الورقية و ليس للتسول إلا ان الواقع عكس ما يصرحون به فإنهم يقومون بالتسول و في نفس الوقت بيع المناديل . اختيار المناطق الأكثر مردودية تتنوع عمليات التسول حيث انهم باتوا يظهرون بقوة في الايام المناساباتية حيث انهم يعاينون و يختارون الأوقات التي تكثر فيها الحركة من بينها اوقات خروج العمال من عملهم و توجّههم نحو المطاعم و المقاهي لا سيما تلك المتواجدة بوسط المدينة بشارعي العربي بن مهيدي و محمد خميستي . كما أضاف السيد بن محمود أن هناك نقاط سوداء و معروفة حيث يتمركز فيها المتسولون حيث هناك تسولون يشرفون عليهم الشبكات المحترفة في التسول حيث تجري دراسات على الاماكن التي فيها حركة مواطنين و كذا العمال و الزوار الأجانب و التي يستطيعون من خلالها جني عدد كبير من الأموال و ينفذون المخططات هذا من اجل تكليف الاشخاص الذين يتعاملون معهم للتسول حيث يقومون بتركهم في الصباح الباكر في الأماكن التي يختارونها و يراقبونهم من بعيد كي لا يتعرضوا الى الاذى أو السرقات من طرف المجرمين و في نهاية اليوم يقومون بجمعهم و تقاسم المال الذي جمعوه أثناء التسول معهم، ناهيك عن المتسولين المتواجدين بمقبرة عين البيضاء . مزاحمة المكفوفين بمركز حي سان شارل ذكرت المساعدة الاجتماعية السيدة بمختار سعاد «المتسولون باتوا يغيرون الطرق الخاصة بجمع المال حيث انهم اصبحوا يزاحمون المكفوفين المقيمين بالمركز بحي سان شارل حيث انهم يجلسون بالقرب منهم و يتظاهرون بأنهم لا يبصرون و يضعون النظرات و هذا لغرض استعطاف المارة كما ذكرت أن عددهم يزيد في فترات عاشوراء و الاعياد الدينية حيث يأتي المحسنون الى المنطقة و يقدمون الأموال للمصابين بالعمى و يستغل المتسولون الفرصة و يزاحمونهم» حيث اردفت انها في عدد من المرات صادفت هؤلاء الاشخاص و الذين يفرون الى وجهات اخرى بمجرد لمحهم للقائمين على مصلحة المساعدة الاجتماعية كونهم يعرفونهم واحدا تلو الاخر . 122 قضية ضد المتسولين منذ سنة 2011 و حسب المستشارة القانونية لمصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي السيدة بوشيبة سامية فانه منذ سنة 2011 صدرت احكام غيابية ضد 122 متسول اغلبهم حكم عليه بالحبس الموقوف بالإضافة الى غرامات مالية تتراوح ما بين 10 الى 20 الف دج و في هذا الشأن أوضح السيد بن محمود أن المتسولين الذين سبق و ان صدرت ضدهم احكام اغلبهم يقومون بتغيير مكان التسول أو يدلون بأسماء اخرى أي ينتحلون صفة الغير و هو الامر الذي حدث مع امرأة من ولاية سيدي بلعباس حيث انه صدر في حقها عدة احكام قضائية تتعلق بجنحة التسول و التي تتسول بحي أسامة (بولونجي) و كانت قدمت لهم اسما مستعارا و لكن تم اكتشاف اسمها الحقيقي من طرف أحدى المساعدات التي قامت بفحص هويتها التي كانت موجودة بحقيبتها.