ولكن ورغم مجهودات الدولة في التكفل الأمثل بهذه الفئة الهشة التي وضعتها الظروف تحت رحمة دواء أمَر من الداء تثقل كاهل مرضى السرطان أدوية باهظة الثمن غير قابلة للتعويض ومنها من تفاجأ المرضى بإلغائها من قائمة الأدوية الموجهة لعلاج السرطان، والتي يفترض أن يحصلوا عليها «مجانا»، منها أقراص «اريميداكس 1ملغ، arimidex» المخصص للعلاج الهرموني لسرطان الثدي، والتي كانت قبل أشهر قليلة مجانية في الصيدليات لتصبح المريضة مضطرة لدفع قرابة 7 آلاف دج لإقتناء علبة واحدة من 30 قرصا، علما أن العلاج يحتاج الى معدل علبة كاملة كل شهر لمدة 5 سنوات على الأقل. وقد أثارت ندرة هذا الدواء وأدوية أخرى منها دواء «فيماران» وحقنة «زولاداكس» في الصيدليات ضجة كبيرة على مستوى وسائل التواصل الإجتماعي، حيث توالت النداءات الموجهة للمحسنين من أجل توفير هذه الأدوية لعدد كبير من المرضى خاصة المصابات ببعض أنواع سرطان الثدي، وزيادة على اختفائه من الصيدليات فهو إن وجد غير قابل التعويض... تنقلنا في جولتنا الى بعض الصيدليات للسؤال عن علبة «أريميداكس» وحقنة «زولاداكس» بالنسبة للدواء الأول فلم يكن متوفرا ويعرض بعض الصيادلة على المرضى دواء مشابه إلا أن حالة مريض السرطان عموما تستوجب صرف الدواء الموصوف بدقة، خاصة وأن أقراص «أريميداكس» موجهة لنوع محدد من السرطانات «سرطان الثدي الحامل لمستقبلات استروجينية» في اطار العلاج الهرموني. وهو ما أشار إليه بعض الصيادلة مؤكدين أنهم لا يستطيعون تقديم دواء بديل للمريض. في حين أكد آخرون أن العلبة المتوفرة من هذا الدواء حاليا هي ذات 30 قرصا غير قابلة للتعويض ومع ذلك فإن أغلب المريضات يقمن بشراءها كل شهر بأكثر من 6 آلاف دج. 3 نسخ من الوصفة الطبية للحصول على الدواء المسكن أما فيما يخص حقنة «زولاداكس» فهي تتوفر عند الطلب فقط وغالبا ما يجلب هذا الدواء للزبائن المعتادين فقط، نفس الشيء بالنسبة للأدوية المسكنة للآلام مثل «فيماران» والتي لا تتوفر في السوق الصيدلانية وإن وجدت فهي تصرف بحذر. وعلمنا من بعض الصيادلة أنه تم إسداء تعليمة تلزم الطبيب بمنح المريض 3 نسخ من الوصفة الطبية كشرط أساسي للحصول على الأدوية المسكنة التي تدخل في قائمة الأدوية التي تصرف على أساس تقرير طبي، حيث يحتفظ كل من المريض والصيدلي بنسختين والثالثة تودع على مستوى صندوق الضمان الإجتماعي، وغالبا ما تصرف مثل هذه الأدوية لزبائن الصيدلية المعتادين فقط بعدما تُطلب من الموزعين، ولا تصرف لأي مريض وهذا ما يطرح مشكل كبير ويجعل رحلة البحث عن هذه الأدوية تطول.