أكدت المطربة حورية بابا أو" الجوهرة السمراء"، كما يحلو للبعض تسميتها أن فناني الأغنية الوهرانية الأصيلة ،لم ينالوا حظهم من الاهتمام ، لا من قبل ولا في ظل الضجّة الكبيرة والأولوية التي باتت تُعطى للأغنية الرايوية الحديثة، والتي خلط الكثير من الناس بينها وبين الطرب الوهراني الأصيل الذي يتميز بالكلام النظيف والهادف الذي يمكن الاستماع له رفقة العائلة سواء في الشاشة أو عبر الراديو، وحتى أمام الناس دون أي خدش للحياء أو التقليل من احترام الأشخاص، في حين أن أغنية الرأي الحديثة أصبحت تتّسم بكلام بذيء غير مهذب وموسيقى صاخبة وهنا تساءلت حورية بابا عن دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وكذا وزارة الثقافة وسط كل هذا، وكيف أن الجهات المختصة لا تراقب الكلمات وتقوم بضبطها قبل تقديمها للجمهور، مضيفة أن عددا كبيرا من القنوات الخاصة استضافت ولا زالت تستضيف مغنيي الملاهي الليلية لتمثيل أغنية الرأي أو الأغنية الوهرانية ،وهو أمر يحزّ في نفسها كثيرا على حدّ تعبيرها، مشيرة إلى أنه حتى الطرب الوهراني فيه أغاني راقصة وألحان تلائم الأعراس و المناسبات.. وعن سبب غيابها عن الشاشة كشفت المطربة حورية بابا صاحبة الصوت الرخيم و الآداء المتقن الرزين أنها لم ولن تغيب عن جمهورها الذي ينتظرها، لذلك هي بصدد تحضير جديدها الفني، المتمثل في مجموعة من الأغاني الوهرانية وأغنية وطنية كلمات، من تلحين شقيقها هواري بابا الذي طالما دعمها خلال مشوارها الفني ، كما أنها تقوم بتسجيل أغنية عاطفية ، إلى جانب مشاركتها لأول مرة في مسلسل " بابور اللوح "وحضورها في عدد من البلاطوهات والحصص التلفزيونية . وفيما يخص الظروف التي يعيشها العالم ككل في ظل انتشار فيروس كورونا ، فقد رأت المطربة حورية بابا أن الجائحة لم تؤثر فيها وحدها، بل أثرت في الجميع، لكن الأمر لم يحبط من عزيمتها، قائلة :« لقد استغليت فترة الحجر الصحي لمواصلة تحضير أعمالي الجديدة "، داعية في الأخير الجزائريين لتقديم رسالة سامية هادفة لا تمس بالقيم و تساعد في تهذيب المجتمع ، لاسيما مطربي الراي المعاصر ، مُطالبة إياهم بالتمعن في اختيار الكلمات حتى لا يقعون في الندم مستقبلا... للإشارة ، فإن المطربة حورية بابا ابنة واحات تيميمون و مطربة الجيلين التي مزجت بين الطابع الصحراوي والوهراني ، قد صقلت موهبتها على يد قامات الفن الوهراني الأصيل أمثال الراحلين أحمد وهبي و بلاوي الهواري و أحمد صابر وغيرهم ممن نهضوا بالأغنية الوهرانية الأصيلة و جددو فيها، الأمر الذي جعلها تقرر دخول عالم الفن و الغناء من أوسع أبوابه، من خلال المشاركة في مسابقة ألحان وشباب سنة 1981، وهي الخطوة التي فتحت لها أبواب النجاح فأصبحت عضوا في المجموعة الصوتية لإذاعة وهران المحلية بقيادة قامة فنية كبيرة كالأستاذ الراحل بلاوي الهواري..