يحتضن المركز الثقافي الجزائري بباريس معرضا فنيا بمناسبة إحياء الذكرى المائوية لميلاد الأديب الجزائري « محمد ديب»، تحت شعار «محمد ديب والفن.... النظرة لظل»، وذلك خلال الفترة الممتدة من 3 ديسمبر إلى غاية 29 يناير المقبل، حسبما أفاد به الموقع الإلكتروني لذات الهيئة الثقافية. و برمج المركز الثقافي الجزائري بباريس بالتعاون مع «الجمعية الدولية لأصدقاء محمد ديب» بمناسبة الاحتفاء بالذكرى المائوية لميلاد الشاعر والروائي محمد ديب، معرضا فنيا جماعيا بمشاركة فنانين معروفين تأثروا بأعماله الأدبية واستلهموا منها،بغية نفض الغبار عن الجانب الفني الخفي في منجز الأديب الراحل وإبراز موهبته الفنية إلى جانب إبداعه الروائي. ولطالما أبدى الأديب محمد ديب، وهو أحد مؤسسي الأدب الجزائري باللغة الفرنسية، اهتماما وشغفا كبيرا خاصا بممارسة (الفن التشكيلي وفن التصوير الفوتوغرافي)، والتي عبر عنها الراحل من خلال مجموعة من أعماله الروائية ، حيث حاول في بدايات شبابه ممارسة الرسم والتصوير الفوتوغرافي ،و تم عرض بعد 50 عاما مجموعة من الصور التي التقطها في مدينته تلمسان سنة 1946 بنيويورك وغيرها من الدول الأوروبية وبباماكو. وسيتم بالمناسبة عرض لوحتين ومجموعة من الصور من إنجاز محمد ديب ، ليتسنى للجمهور الوقوف عند نماذج من محاولاته في عالم الفن، إلى جانب عرض أعمال لأسماء تشكيلية استلهمت إبداعاتها الفنية من كتابات فقيد الأدب الجزائري ، على غرار الفنانين عبد الله بن عنتر، فيليب عمروش، نور الدين بن أحمد، لويس بن سيتي، محمد خدة، بشير يلس، رشيد قريشي وغيرهم. وقد بدأ الروائي العالمي محمد ديب مشواره الأدبي بنشر لثلاثيته المشهورة « الدار الكبيرة» (1952) و«الحريق» (1954) و«حرفة النسج» (1957)، و كانت هذه الثلاثية كافية لتقديم صورة وافية عن التهميش الذي عاشه الجزائري وسط الفقر و الحرمان جرّاء بطش و تسلط المستعمر الفرنسي. ولد محمد ديب بتلمسان في 21 جويلية 1920 ، وكان يشتغل بالتعليم في بداية حياته المهنية ، نشر أولى أعماله الأدبية سنة 1946 ، وهي قصيدة شعرية بعنوان «الصيف» بمجلة «آداب» السويسرية، متبوعة بقصيدة «فيغا» في 1947 والتي نشرتها مجلة «فورج»،بعد صدور مجموعته القصصية « في المقهى» (1955) و رواية «صيف إفريقي» (1959) و حكايات موجهة للأطفال موسومة ب « بابا فكران» في نفس السنة، توجه ديب إلى كتابة مجموعة من الروايات يستكشف فيها المجتمع الجزائري بعد الاستقلال مثل «رقصة المالك « (1968) و «سيد الصيد» (1970)، و نشر أيضا «ثلاثية الشمال» بدءا من 1989 ، و تشمل « سطوح أورسلو» و« ثلوج من الرخام» و سبات حواء».